حوار/ مصطفى شهيب: لم أكتب "إنحراف" من أجل روجينا.. وقصة لوسى كانت الأصعب
الأحد 01/مايو/2022 - 03:33 ص

مصطفى شهيب
أميرة عزالدين
تمكن من وضع خطى ثابتة بعالم الدراما، بعمل جرىء يحمل اسم "إنحراف"، جذب إليه الأنظار وأثار العديد من التساؤلات منذ الحلقة الأولى، بنوعية جريمة نفسية لأول مرة بالدراما المصرية، جعلت المشاهدين يحبسون أنفاسهم بشغف لمتابعة أحداثه، وفى حوار خاص لـ "وشوشة"، كشف المؤلف مصطف شهيب، عن تفاصيل التحضير للمسلسل وشخصياته المتعددة بخيوطه الدرامية المتشابكة، وكواليس كتاباته من قضايا حقيقية بأرشيف المحاكم، وعن أصعب القصص التى أرهقته، والهجوم الذى تعرض له المسلسل من عدة أطراف، وتفاصيل أخرى كثيرة .. وإلى نص الحوار :
بداية.. حدثنى عن مسلسل "إنحراف" وسر توجهك للدراما النفسية بها؟
هذا العمل لم يكن الأول بالنسبة لى، ولكنه الأول تسويقيًا ويتم تطبيقه على أرض الواقع، وأردت تقديم مسلسل يتناول الجريمة المصرية وخاصة الدراما النفسية منها، وخاصة أننى لم أقابل المتهمين لأن هناك قضايا قديمة للغاية واستبدلت العديد من التفاصيل بها، مثل شخصية "المذيع أسر المفتى" كان يعمل بوظيفة أخرى، وأحدثت تجديدًا لتواكب العصر الحالى، وعلى سبيل المثال قصة الفنانة لوسى وشخصية "فوزية" حدثت منذ عام، وتم الحكم بها منذ عدة أشهر.
وماذا عن تحضيرك وكتابتك للمسلسل وخاصة أنه مأخوذ عن أحداث حقيقية؟
بالفعل، فقد ذهبت لأرشيف المحاكم، وقرأت عدد كبير من القضايا لاختيار البعض الملائم منها ليتم عرضه فى عمل درامى، وأن تكون حوادث مصرية حقيقية، مع إضافة بعض التفاصيل الدرامية.
ولماذا لم تستعن بورشة كتابة؟
رفضت ورش الكتابة، على الرغم من عرض شركة الانتاج لهذا الأمر، لأن الأحداث لا تكون بروح شخص واحد وكنت أعمل لمدة 18 ساعة فى اليوم لايمانى الشديد بأهمية ما أفعله، ولا أحب هذا التكنيك فى هذا الكتابة أو الاستعانة بفورمات لأننى أردت تقديم مسلسل جريمة بنكهة وروح مصرية مكتملة.
ماذا كنت تعنى من كلمة "إنحراف"؟
هى لا تعنى المعنى اللفظى لها؛ وإنما المقصود منها إنحراف النفس البشرية، عندما تنحرف عن طبيعتها يختل التوازن فى الحياة والتى انطبقت على العديد من النماذج فى أحداث المسلسل، وهو ليس بسطحية مثلما ظن البعض أنها تعنى "إنحراف أخلاقى"، كما أن بطلة المسلسل انحرفت عن مسارها.
هل كتبت المسلسل خصيصًا من أجل روجينا؟
لا، فقد قمت بكتابته فى عام 2016، وكنت أرى أن من يجسد القصة بطلة وليس بطل، لأنها ستكون أقوى، ووقع اختيارى على الفنانة روجينا، وعرضت عليها الحلقات دون ورق كمشاهد، وانجذبت على الفور.
البعض يرون أن المسلسل يقدم جرعة مكثفة من "الجرائم" وفى شهر رمضان؟
هذا ليس جديد، فقد تم تقديمه من قبل وكان فى شهر رمضان أيضًا، فالمسلسلات الدموية هى التى تحمل جرائم وأسلحة ودماء، ولكن فى "إنحراف" أناقش فكرة الجريمة وآلياتها وحيل مرتكبيها للهروب منها من خلال ثغرات قانونية، فجميع الجرائم التى أقدمها لم يتحقق فيهم العدالة وتمكنوا من الهروب من العدالة.
وما سر الموسيقى الكلاسيكية التى اتبعتها روجينا فى كل جرائم القتل؟
دعينى أخبرك، كل قاتل أو سفاح يكون لديه طقوس خاصة أثناء القتل، وقرأت ذلك بالعديد من الكتب عن السفاحين، فالبعض يرغب فى التعليم بعلامة فى جسدهم وغيرها من الأشياء التى تصبح عادة بكل جريمة يرتكبها، فهذا النموذج يقدم مريضة نفسية، وأردت تقديم هذه الموسيقى كاستمتاع منها أثناء القتل.
وما تعليقك على تقديم نائب برلمانى لطلب إحاطة من أجل وقف عرض المسلسل؟
لا يمكم الحكم على عمل فنى الا بعد اكتمال مشاهدته، ويوجد مسلسل جريمة الأعلى مشاهدة فى العالم ولم يحدث ذلك معه، بالاضافة نححن نعيش فى حروب بعدة دول فى العالم، وتعجبت من إثارة مشهد قتل بسيط للرعب فى نفس المشاهدين لهذه الدرجة، فنحن نعيش فى رعب إنسانى.
وماذا عن الأطباء النفسيين الذين يرون أن شخصية روجينا تشوهه صورة الطب النفسى؟
هذه نظرة ضيقة للعمل الفنى، فإذا ناقشت فى العمل الفنى حالة طبيب نفسى سوى فكيف ستكون الدراما وأين يتم بناء الأحداث والفكرة الفنية، كما أن المسلسل تناول نموذجين للطبيب النفسى، وهى روجينا وصديقتها، فلماذا لم يتم تسليط الضوء على النموذج الجيد منها.
وكيف رأيت شخصية حور التى تجسدها روجينا؟
هى شخصية مليئة بالتناقضات ومختلة نفسية، وهذا ما يجعلك فى حيرة للتعاطف معها لأنها تستعيد الحق لأصحابه أو كرهها لأنها تسير فى طريق خاطىء، فالمسلسل رحلة للبحث عن الحق وما وراء الجريمة.
وماذا عن أكبر تحدى واجهته فى "إنحراف"؟
عناك تحديات كثيرة، وعلى رأسهم أن هذا المسلسل نوعية جديدة على الدراما المصرية لأنها تنتمى لنوعية الجريمة ولكنها مصرية خالصة، وتتناول جرائم حقيقية من الصعيد والبيئة المصرية وشخصيات حقيقية من لحم ودم وليست قصص أمريكية، بالاضافة لشخصية "حور" والتى يكمن داخلها الخير والشر.
وماذا عن أصعب شخصية واجهتها أثناء الكتابة؟
شخصية "فوزية" التى جسدتها الفنانة لوسى، لأن الحادثة الحقيقية لها كانت مؤلمة للغاية، وبالتالى فإن تجسيدها على الورق كان صعب وخاصة شخصية تناقضية.