حوار/ عارفة عبدالرسول: هذه تحديات "عقبال عندكوا".. ومش من حقي أحكم على أغاني المهرجانات!

تبرز الفنانة القديرة عارفة عبد الرسول، قدرتها كفنانة لا تُكرر نفسها، تنتقل بمهارة بين أدوار تختبر عمقَها الفني وقدرتها على تحدي التوقعات، من خلال مسلسل "عقبال عندكوا"، قدمت شخصيات متعددةَ الأوجه، تجمع بين التناقضات بسلاسةٍ مما أثار فضول الجمهور، فكيف استطاعتْ إتقان هذا التحول والتنوع بين تلك الشخصيات؟!!
من خلال حوارنا معها، تكشف عارفة عبدالرسول عن منهجيتها الفريدة في التعامل مع الشخصيات التى جسدتها خلال العمل، وتعاونها التشاركي مع المخرج علاء إسماعيل، كما تتحدث عن كواليس التحضير، والتحديات التى واجهاتها، وأجواء العمل مع إيمي سمير غانم وحسن الرداد.
إلى نص الحوار:
شخصيتك في المسلسل تتمتع بطباع متعددة ومتناقضة أحيانًا.. كيف استطعتِ الموازنة بين هذه الجوانب المختلفة والتنقل بين الشخصيات؟
انتقلت بين الشخصيات المُختلفة باعتبار كل حلقة عملاً سينمائيًا مُستقلًا، فالحلقات وإن كانت مترابطة إلا أنها منفصلة في طبيعتها، حيث أتعامل مع كل دور كفيلم قائم بذاته، أمامي، ما بين ثلاث إلى أربع شخصيات شعبية لا يمكن تقديمها بنفس الأسلوب والطابع، لذا أسعى لتخصيص ملامح فريدة لكل منها.
- كيف تعاملتِ مع توجيهات المخرج في صياغة الشخصية، وهل أضفتِ لمسات خاصة بكِ؟
تعاملت مع المخرج علاء إسماعيل بمنهجية تشاركية، فهناك سابق تعاون بيننا من خلال مسلسل البلاتوه فأصبح هناك كيمياء فى التعامل والتفاهم حيث نتناقش بحرية حول تفاصيل المشاهد، هذه الديناميكية توفر راحةً للممثل وتُجنّبه التقييد بالنص الحرفي، مما يُعزز الإبداع ويقلل من ضغوط الحفظ.
هل كان هناك تحدى فى تقمص أكثر من شخصية؟ وكيف ساهم فريق المكياج والملابس في بناء شخصيتكِ؟ هل كانت هناك تفاصيل في إطلالتكِ تحمل رسائل معينة للجمهور مثل شخصية حماقيه؟
التحدي كان في التنقل بين الشخصيات دون تشابه، مثلاً، شخصية "الحماقيه" تطلبت دراسة نبرة الصوت والحركات، بينما اعتمدت شخصيات أخرى على اللغة الجسدية أو اللهجة لتبرز اختلافها، فقد تمنيت حقًا أن أمنح تلك الشخصية مزيدًا من التطوير.
تعاونتُ مع فريق الأزياء والمكياج الذين بذلوا جهدًا استثنائيًا في تجهيز الشخصيات، حيث خضعت لتغييرات في المظهر 56 مرة خلال التحضيرات، مما كان تحديًا مرهقًا.
وما رأيك فى لون أغانى المهرجانات وصناعة التريندات؟
أما عن أغاني المهرجانات، فأرى أن وجود جمهورٍ لها يُضفي شرعيةً عليها، لا أعتبر نفسي مُخوَّلة للحكم على أذواق الناس، طالما أن هذه الأعمال لا تُلحق ضررًا بالآخرين، كل إنسان حرٌ في تفضيلاته الفنية، كما أن الذائقة الموسيقية تختلف بين محبي بيتهوفن وعشاق الأنماط المعاصرة.
- العمل مع إيمي سمير غانم وحسن الرداد.. كيف كانت الأجواء بينكم خلف الكواليس؟
فى الحقيقة هم أشخاص قمة فى الذوق والأخلاق و الأجواء كانت لطيفة خلال التصوير، أدهشني التكاتف بين فريق العمل، خاصةً الموقف الإنساني للفنان حسن الرداد الذي أسرع لتغطيتي بمعطف عند خروجي من الأستوديو إلى البرد القارس بعد تصوير مشهد تحت الأضواء الساخنة.
- كيف تلقى الجمهور تفاصيل الشخصية، وهل تفاجأتِ بردود الأفعال؟
المفاجأة كانت في تفاعل الجمهور الإيجابي الذي فاق التوقعات، وهو دافعٌ لأستمر في تقديم الأفضل.
أتابع ردود الأفعال عبر منصات التواصل الأجتماعي بروحٍ منفتحة، وأؤمن بأن الدراما الجيدة -سواء كوميدية أو جادة- يجب أن تعكس الواقع بصدق، وتدفع المشاهد للتفكير الذاتي دون فرض رسائل مباشرة، لستُ مُرشدةً أخلاقية، بل أهدف لتسليط الضوء على قضايا المجتمع بطريقة فنية.
- كيف كانت تجربتكِ مع النص المكتوب؟ هل سمح لكِ بالارتجال أو التعديل في الحوارات لتناسب شخصيتكِ أكثر؟
بالطبع، هناك مساحة للارتجال ولكن ذلك يتم بالاتفاق مع المخرج، لأنه يعتبر شريكاً في عملية الكتابة، يمكنني أن أخبره أنه لن أقول هذه الجملة بل سأستخدم تعبيراً آخر، وهذا شيء جميل جداً، هذه الأريحية تمنح الممثل القدرة على الأداء بحرية، مما يجعله أكثر سعادة وأقل شعوراً بالضغط نتيجة الحفظ، فالحفظ يمكن أن يكون مضراً؛ إذا حفظت نصاً بالكامل ونسيت كلمة واحدة، فقد يترتب على ذلك نسيان باقي النص، ولكن في بعض الأحيان، يكون لدى الممثل فهم جيد للمعنى، ويعتمد على الله في الأداء، وفي أحيان أخرى يوقفه المخرج ويطلب منه تعديل أدائه.
- هل يمكن أن تخبرينا عن مشاريعك الجديدة؟.. وهل ستكون في إطار درامي مشابه أم ستجربين نوعًا جديدًا من الأعمال؟
حاليًا، تتهافت عليّ العروض الفنية من أفلام ومسلسلات، أدرسها بدقة وأختار ما يتوافق مع رؤيتي الفنية، و أحرص على الإعلان عن المشاركات فقط بعد بدء التصوير، احترامًا للجمهور وحرصًا على الجدية في العمل، المستقبل يحمل الكثير، وأطمح أن أظل أقدم أعمالًا تليق بالمشاهد.