ذكرى عرضه.. كواليس "هنا القاهرة" ولحظات الرعب التي عاشها محمد صبحي

تحل اليوم الثلاثاء، ذكرى عرض فيلم "هنا القاهرة"، واحد من أهم الأفلام التي قدمت صورة واقعية للمجتمع المصري في فترة الثمانينات، حيث تناول بأسلوب كوميدي ساخر أزمات الروتين الحكومي، زحام القاهرة، وصراع المواطن البسيط مع البيروقراطية.
الفيلم، الذي قام ببطولته محمد صبحي وسعاد نصر، حمل الكثير من الكواليس والمواقف التي عاشها أبطاله أثناء التصوير، بعضها كان لا ينسى، مثل تجربة صبحي المرعبة مع الارتفاعات.
محمد صبحي وفوبيا الارتفاعات
كشف الفنان محمد صبحي في لقاء سابق عن أصعب المشاهد التي واجهها خلال تصوير الفيلم، حيث اضطر للصعود على رافعة بارتفاع 45 مترا فوق سطح الأرض، رغم أنه يعاني من فوبيا المرتفعات وأثناء التصوير، تعطل الونش فجأة، مما جعله معلقا في الهواء وسط حالة من الذعر، حيث بدأ يصرخ مطالبا بإنزاله فورا.
ورغم الموقف المرعب، أصر صبحي على تنفيذ المشهد بنفسه دون الاستعانة بدوبلير، نظرا لوجود لقطات مقربة تظهر تعابير وجهه، وهو ما جعله يخوض التجربة بكل شجاعة، رغم خطورتها.
تصوير شاق في شوارع القاهرة المزدحمة
من بين التحديات الأخرى التي واجهها صناع الفيلم، كان التصوير الخارجي في شوارع القاهرة، حيث أكد محمد صبحي أن جميع المشاهد تقريبا كانت في أماكن مفتوحة، مما صعّب السيطرة على الكاميرا وسط الزحام والفوضى ورغم الصعوبات، نجح فريق العمل في تقديم صورة واقعية تعكس الشارع المصري بمشكلاته وتعقيداته اليومية.
القصة مأساة في قالب كوميدي
يتناول الفيلم قصة المهندس سنوسي "محمد صبحي" وزوجته صابرين "سعاد نصر"، اللذين يعيشان في صعيد مصر، حيث يجري سنوسي بحثًا لتطوير مواصفات رغيف الخبز، فيقرر السفر مع زوجته إلى القاهرة لمقابلة وزير التموين.
ولكن بمجرد وصولهما إلى العاصمة، يضيعان وسط الزحام والتكدس المروري، في دوامة من الأحداث الغريبة والمواقف الساخرة، التي تبدو كوميدية في ظاهرها، لكنها تعكس واقعا مأساويا للمدينة المزدحمة والمواطن المغلوب على أمره.
رسالة الفيلم رؤية مستقبلية لأزمة القاهرة
لم يكن "هنا القاهرة" مجرد فيلم كوميدي، بل كان بمثابة رؤية استباقية لما ستؤول إليه العاصمة من زحام، تعقيد إداري، وضغوط حياتية متزايدة ورغم مرور السنوات، لا تزال أحداث الفيلم تعكس الواقع المصري بكل تفاصيله، مما يجعله واحدا من أهم الأفلام التي ناقشت قضايا المجتمع بذكاء وسخرية لاذعة.