في اليوم الوطني للتكنولوجيا.. كيف سلطت السينما المصرية الضوء على أهميتها؟

يحتفل فى يوم 6 يناير من كل عام باليوم الوطني للتكنولوجيا، الذي يهدف إلى إبراز أهمية الابتكار والتطور التكنولوجي في مختلف ميادين الحياة، و تسلط السينما المصرية الضوء على كيفية تأثير هذه التكنولوجيا في الثقافة والمجتمع.
تعد السينما منصة فعالة لنقل الأفكار والمفاهيم المتعلقة بالتكنولوجيا، حيث تتنوع معالجتها لهذه الموضوعات من خلال عدة أنماط، بما في ذلك الكوميديا، الأكشن، والخيال العلمي.
أحد أبرز الأفلام التي تناولت التكنولوجيا هي:
ابن القنصل
فيلم "ابن القنصل" تدور أحداث الفيلم حول المزور الشهير المعروف بلقب "القنصل"، والذي يؤدي دوره خالد صالح، يبرز الفيلم مهارات القنصل المذهلة في تزوير جوازات السفر والتأشيرات، ما يجعله شخصية مثيرة في عالم الجريمة.
تتغير الأحداث عندما يتم القبض على القنصل ويُسجن، مما يفتح المجال لمزور شاب، يقوم بدوره أحمد السقا، الذي يسعى لاستغلال هذه الفرصة.
يستخدم الشاب فتاة تقوم بدورها "غادة عادل"، تدعي أنها فتاة ليل، للدخول إلى حياة القنصل وإقناعه أنه ابنه، مما يخلق مجموعة من المواقف الكوميدية والمثيرة.
أما بالنسبة لتناول التكنولوجيا في الفيلم، فقد تم استخدامها بذكاء لتمكين الشخصيات من تنفيذ خططهم، يتم تسليط الضوء على استخدام أجهزة الكمبيوتر وبرامج التزوير، مما يعكس كيف تسهم التكنولوجيا في تسهيل الجرائم وتعقيد التحقيقات، كما يسلط الضوء على العلاقة بين التكنولوجيا والجرائم المعاصرة، وكيف أصبح بإمكان الأشخاص استغلال المعرفة المتقدمة بشكل سئ لتحسين مهاراتهم في عالم الجريمة.
العارف
بينما يأتي فيلم "العارف" ليأخذنا في رحلة مثيرة تدور حول قضايا القرصنة والتكنولوجيا القابلة للاستخدام السئ، يجسد الفيلم كيف يمكن أن تُستخدم التكنولوجيا كوسيلة لارتكاب الجرائم من خلال قصة تتعلق بالصراع على السيطرة على المعلومات.
تدور أحداث الفيلم حول شخصية يونس، الذي يؤدي دوره أحمد عز، وهو رجل متزوج ولديه طفلة رضيعة، يعيش مع أسرته في إحدى شقق وسط البلد.
يدخل يونس في عالم الجريمة عندما يلجأ إلى سرقة أحد البنوك عبر الإنترنت، ويجد نفسه متورطًا في صراع مع عصابة خطيرة تسعى للسيطرة على المعلومات الحساسة، الفيلم يتناول فكرة "حرب العقول" ويعرض كيف يمكن لتقنيات الكمبيوتر والتكنولوجيا أن تُستخدم لأغراض سلبية، مما يضع الأفراد في موقف خطر.
"العارف" مستوحى من قصة حقيقية للمهندس أحمد محمود عبد الحميد، الذي كان له دور بارز في اختراق أنظمة إلكترونية معقدة.
يخوض الفيلم رحلة مثيرة تعكس تعقيدات الهجمات الإلكترونية والآثار المترتبة عليها، مما يجعله عملًا معاصرًا يتناول قضايا الأمان السيبراني والتحديات التي تواجه المجتمع في عالم متصل بالتكنولوجيا.
سيب وأنا أسيب
فيلم "سيب وانا اسيب" تدور أحداث الفيلم حول رجل الأعمال "فريد"، الذي يسافر في مهمة مفاجئة إلى الخارج، مما يجبره على ترك أولاده، طفلة وطفل، في رعاية شابين شابين هما "كريم" و"حليم".
تستعرض القصة طبيعة العلاقة بين الطفلين والشابين، حيث يظهر الفارق الكبير بين جيلين مختلفين، ويتميز الأطفال بذكائهم وتحكمهم في التكنولوجيا، بينما الشابين يعانون من حالة من الضياع والاستهتار بسبب ظروفهم المعيشية وتعليمهم غير المستقر.
تتوالى الأحداث لتبرز مواقف وصراعات كوميدية تتجلى فيها براعة الأطفال في التعامل مع التحديات، مما يزيد من عمق الفكرة حول الفجوة بين الأجيال، و على الرغم من الاستهتار الذي يمارسه الشابان، إلا أن ذكاء الأطفال يبرز وينتصر في كثير من المواقف، مما يخلق مجموعة من التوترات والمواقف الطريفة.
تأتي المفاجأة عندما يتورط الجميع في مواجهة صعبة، مما يجعل العمل يعكس بصورة طريفة العديد من القضايا الاجتماعية والتربوية، مع التركيز على ذهنية الأطفال وذكائهم في مواجهة التحديات المختلفة.
تكنولوجيا السينما الحديثة
علاوة على ذلك، تُظهر السينما المصرية تطورًا ملحوظًا في استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في صناعتها، فقد أصبحت المؤثرات البصرية، التصوير الرقمي، والتقنيات المتقدمة جزءًا لا يتجزأ من إنشاء الأفلام، مما يساعد على الارتقاء بجودة الإنتاج، وتساهم هذه التقنيات في تقديم محتوى مرئي أكثر جاذبية وتشويقًا، مما يعكس مدى تطور صناعة السينما في مصر.
بينما نحتفل باليوم الوطني للتكنولوجيا، يبرز دور السينما المصرية كأداة للتعبير عن القضايا المتعلقة بالتكنولوجيا وتبعاتها، من خلال معالجة موضوعات التكنولوجيا بطريقة كوميدية، مثيرة، أو خيالية، تقدم السينما إشارات قوية حول كيفية تأثير التكنولوجيا على حياتنا اليومية مما يعزز الوعي بأهمية الابتكار التكنولوجي ويؤكد على المسؤولية الجماعية في استغلاله بشكل إيجابي.