في اليوم العالمي لطريقة برايل.. كيف تناولت السينما المصرية قصص المكفوفين

وشوشة

في الرابع من يناير من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي لطريقة برايل، التي تشكل رمزاً للتمكين والمعرفة للمكفوفين، وتمثل طريقة برايل أداة أساسية تتيح لذوي الإعاقة البصرية التفاعل مع العالم من حولهم، مما يعزز من أهمية هذه المناسبة في تسليط الضوء على قضايا الأشخاص المكفوفين.

تعتبر السينما المصرية واحدة من المنصات التي تناولت قضايا المكفوفين بجرأة، حيث استطاعت أن تعكس تجاربهم وتبرز تحدياتهم ومواهبهم. 
من بين الأفلام التي تناولت هذه الموضوعات بشكل فعّال، نجد:


فيلم "الكيت كات"

فيلم "الكيت كات" هو دراما مصرية صدرت في عام 1991، وتدور أحداثه حول شخصية "الشيخ حسني" التي يجسدها الفنان  الراحل محمود عبد العزيز، وهو رجل كفيف يعيش في حي الكيت كات.

يتناول الفيلم موضوعات الفقد، والغربة، والصراع الداخلي، حيث يسعى الشيخ حسني لفهم العالم من حوله والتكيف مع إعاقته.

الفيلم من تأليف وإخراج داود عبد السيد، ويشارك في بطولته عدد من النجوم مثل أمينة رزق، وشريف منير، وعايدة رياض، ونجاح الموجي، وعلي حسنين.

حقق "الكيت كات" نجاحًا كبيرًا، حيث احتل المركز الرابع والعشرين في قائمة أفضل مئة فيلم مصري بحسب استفتاء النقاد عام 1996، بالإضافة إلى فوزه بالجائزة الذهبية لأحسن فيلم في مهرجان دمشق السينمائي الدولي في نفس العام. 
تتميز القصة بأسلوبها الساخر والواقعي، مما جعلها تبقى راسخة في ذاكرة السينما المصرية.


فيلم"أمير الظلام"

فيلم "أمير الظلام" يدور حول قصة سعيد المصري، الذي يلعب دوره الفنان عادل إمام، وهو طيار فقد بصره أثناء حرب أكتوبر. يعيش سعيد في دار للمكفوفين تديرها شخصية بيروقراطية تحول المكان إلى سجن. يعارض سعيد هذا الواقع ويدعو المكفوفين لتعلم معنى الألوان ورؤية الحياة بشكل مختلف، مما يخلق بينهم روح من المحبة والتعاون.

تتطور الأحداث عندما يلتقي سعيد بعلياء، الفنانة التشكيلية، حيث تنشأ بينهما علاقة عاطفية تتعمق مع مرور الوقت.

تتعقد الأمور عندما تهاجم عصابة الدار، مما يؤدي إلى مواجهات درامية تكشف عن قوة الإرادة والشجاعة. يعكس الفيلم في مجمله فكرة التحدي والانتصار على المعوقات، مع التركيز على الروابط الإنسانية والعاطفية التي تتشكل في ظل الظروف الصعبة.

 

الشموع السوداء

فيلم "الشموع السوداء" يتناول قصة الشاب أحمد، الذي يقوم بتجسده الفنان الراحل صالح سليم، وهو شاعر فقد بصره في حادث أثناء ركوبه على حصانه، حيث كان يشهد خيانة حبيبته له، ونتيجة لهذا الحادث، تتأثر شخصيته، ويصبح قاسيًا وحاقدًا تجاه النساء.

يقرر أحمد الانتقال للعيش مع والدته، التي تجسد دورها أمينة رزق، وصديقه عبد المعطي، الذي يؤديه فؤاد المهندس، في الريف.

وعندما يشعر بالمرارة والوحدة، تقابل حياته فتاة رقيقة تدعى إيمان، التي تقوم بدورها نجاة الصغيرة، وتوافق على العمل كمربية له.

على الرغم من الصراعات والخلافات الكثيرة التي تنشأ بينهما، تتحول كراهيته للأفراد من النساء إلى مشاعر حب قوية، مما يعكس رحلة التحول الداخلي لأحمد وكيف يمكن للحب أن يغير حياة الإنسان ويشفى جراحه.

الفيلم يتناول موضوعات الحب، الفقد، والغفران، ويشكل انعكاسًا للصراع بين الماضي والمستقبل.


من خلال هذه الأفلام، تمكنت السينما المصرية من تسليط الضوء على قضايا المكفوفين بشكل إنساني، ونقل رسائل حول حقوقهم وموهبتهم،و تساهم هذه الأعمال في تغيير النظرة المجتمعية تجاه المكفوفين، وتعزز من أهمية توعية المجتمع بقضاياهم وضرورة دمجهم بشكل كامل.

تم نسخ الرابط