اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. أفلام مصرية نجحت في كشف معاناة المواطن البسيط

تُعتبر الذكرى السنوية لليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي يحتفل بها في العاشر من ديسمبر من كل عام، مناسبة لتسليط الضوء على حقوق الأفراد والمبادئ الأساسية للكرامة الإنسانية.
هذا اليوم يمثل تذكيرًا عالميًا بأهمية الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية في جميع أنحاء العالم. وللإعلام دورًا محوريًا في نشر الوعي وتعزيز القيم الإنسانية، وكانت السينما المصرية، على مر العقود، من بين أبرز الوسائل الفعالة في طرح قضايا حقوق الإنسان.
تعددت الأفلام المصرية التي تناولت حقوق الإنسان في سياقات مختلفة، حيث قدمت رسائل قوية تعكس الواقع الاجتماعي والسياسي في مصر.
من أبرز هذه الأفلام:
فيلم "البرئ"
يُعتبر واحدًا من أهم الأفلام التي تناولت قضايا حقوق الإنسان في المجتمع العربي.
تدور أحداثه حول شخصية أحمد سبع الليل، الشاب الفقير الذي يعيش ظروفًا معيشية قاسية ويجد نفسه في عالم مغلق من التعصب والإجرام.
تتجلى الأبعاد الإنسانية من خلال تطور علاقة سبع الليل مع حسين وهدان، الشاب الجامعي المثقف، حسين يمثل الأمل والتفاؤل، حيث يحاول تقديم الدعم التعليمي والتثقيفي لسبع الليل.
ولكن سرعان ما يتعرض حسين للاعتقال بسبب انتمائه السياسي ويجد نفسه في نفس المعتقل الذي يعمل فيه سبع، مما يعكس التناقضات الكبيرة في المجتمع.
الفيلم يناقش بشكل عميق انتهاكات حقوق الإنسان من خلال القصة المعقدة لشخصيات الفيلم،وتسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الأفراد في السعي نحو العدالة، وعلى ضرورة الوعي والدفاع عن حقوق الإنسان.
الفيلم ﺇﺧﺮاﺝ عاطف الطيب، ﺗﺄﻟﻴﻒ وحيد حامد، بطولة أحمد زكي، محمود عبدالعزيز ، ممدوح عبدالعليم، إلهام شاهين، جميل راتب، أحمد راتب.
فيلم "الحب فوق هضبة الهرم"
الفيلم إنتاج عام 1986و يعكس واقعًا اجتماعيًا معقدًا يعيشه الشباب في مصر خلال تلك الفترة، ويركز على قضية الحُب والزواج في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
يروي الفيلم قصة شاب وفتاة يقرران الزواج سراً نتيجة تكاليف الحياة المرتفعة وصعوبة العثور على عمل مناسب.
تناقش الأحداث تحديات الشباب في مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة، مما يؤدي إلى تأخير الزواج أو حتى العزوف عنه، هذا الوضع الذي يشير إلى قضايا أكبر تتعلق بحقوق الإنسان، مثل الحق في الحب، والحق في تأسيس أسرة، والحق في العيش بكرامة.
يتم تصوير الشاب والفتاة كرموز للأمل والإرادة في مواجهة ضغوطات المجتمع والواقع المعيشي، عند محاولة الزوجين بسبب العقبات الكثيرة حولهما، مما يدفعهما لممارسة حياتهما الطبيعية في مكان غير مألوف، بجوار ساتر الاهرامات، وهذا يجعلهما يقعان في قبضة بوليس الآداب.
يقدم الفيلم رؤية معقدة لقضية حقوق الإنسان من منظور اجتماعي، حيث يركز على تحديات الشباب في السعي وراء القانون والمسكن الأمن والحرية الشخصية، وفي نفس الوقت يكشف عن المعاناة النفسية التي تنتج عن الضغط الاجتماعي والاقتصادي على قصص الأمل والحب وضرورة التغيير في ظل واقع قد يبدو قاسيًا في بعض الأحيان.
الفيلم إخراج عاطف الطيب، عن قصة للكاتب نجيب محفوظ،بطولة أحمد زكي، وآثار الحكيم، وأحمد راتب،
فيلم "الكرنك"
يُعتبر هذا الفيلم من أهم الأعمال السينمائية التي تناولت انتهاكات حقوق الإنسان في فترة السبعينات.
يجسد الفيلم معاناة شباب من مختلف الطبقات الذين عانوا من القمع السياسي والتعذيب، مما يبرز الآثار المدمرة للحكم الاستبدادي على الأفراد والمجتمع.
الفيلم إخراج علي بدرخان، قصة نجيب محفوظ، ممدوح الليثي" سيناريو وحوار، بطولة سعاد حسني، نور الشريف،كمال الشناوي، فريد شوقي، شويكار، صلاح ذو الفقار.
تُظهر هذه الأفلام وغيرها كيف تمكنت السينما المصرية من تناول قضايا حقوق الإنسان بجرأة، مما ساهم في تشكيل الوعي العام وإثارة النقاشات حول هذه القضية الحساسة.
من خلال تصوير المعاناة والظلم، لعبت السينما دورًا في تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الأفراد في مجتمعهم، كما ساهمت في تعزيز قيم الحرية والعدالة.