في يومها العالمي.. رحلة فتاة الريف بالسينما المصرية

يُحتفل باليوم العالمي للمرأة الريفية في 15 أكتوبر من كل عام، وهو مناسبة تهدف إلى تسليط الضوء على القضايا والتحديات التي تواجه الفتيات والنساء في المناطق الريفية، ولعبت السينما المصرية دورًا محوريًا في هذا السياق، حيث ساهمت في إبراز قضايا الفتاة الريفية وواقع حياتها من خلال مجموعة من الأفلام التي تناولت قصصهن ومعاناتهن.
دور السينما في التعبير عن واقع الفتاة الريفية
على مدار السنوات الماضية، أنتجت السينما المصرية عددًا من الأفلام التي عكست واقع الفتاة الريفية وأبرزت التحديات التي تواجهها، من خلال تسليط الضوء على قضايا التعليم والزواج المبكر والتمييز، تمكنت هذه الأفلام من التواصل مع جمهور واسع من خلال قصص إنسانية مؤثرة تعكس الحياة اليومية للفتيات في الأرياف.
أفلام بارزة تظهر حياة الفتاة الريفية
الحرام
نجحت الفنانة فاتن حمامة، بأدائها المتقن، في تجسيد الصراع الداخلي للمرأة في مواجهة الظروف القاسية، مما جعل الفيلم يُعتبر من الكلاسيكيات في السينما المصرية.
فيلم "الحرام" إنتاج عام 1965،وتدور أحداث الفيلم حول حياة فتاة من الريف تدعى "عزيزة"، والتي تجسدها فاتن حمامة، تعاني من ظروف قاسية وضغوط اجتماعية وأخلاقية.
تبدأ القصة عندما يمرض زوج عزيزة، مما يضطرها إلى تحمل مسؤولية إعالة الأسرة، تشعر بالضغط بسبب التقاليد والأعراف السائدة، وتجد نفسها مجبرة على العمل في ظروف صعبة لتوفير لقمة العيش.
تعكس أحداث الفيلم بشكل عميق معاناة المرأة الريفية وفقرها، وكيف تتصدى للتحديات التي تواجهها، مع القلق الدائم من نظرات المجتمع وانتقادات الأخرين.
الفيلم يتناول العديد من المواضيع الاجتماعية الهامة مثل الفقر، والاحتياج، والخوف من الوصمة الاجتماعية، ويظهر كيف يمكن أن يؤثر الوضع الاقتصادي على القرارات الإنسانية.
"الحرام" قصة يوسف إدريس، وإخراج هنري بركات وبطولة فاتن حمامة، وعبد الله غيث، وزكي رستم.
الزوجة الثانية
فيلم "الزوجة الثانية" صدر عام 1967، من إخراج صلاح أبو سيف، ويعتبر واحدًا من الأعمال التي تركت بصمة في ذاكرة السينما المصرية.
تدور قصة الفيلم حول حياة فتاة ريفية تجسد شخصيتها الفنانة الراحلة سعاد حسني، تعكس القصة معاناة النساء في الريف المصري، خاصة في ظل الظروف الاجتماعية الصعبة والهيمنة التي يمارسها بعض رجال السلطة.
تدور أحداث الفيلم حول طمع العمدة فى الزواج بالإكراه من فتاة بسيطة متزوجة، وما يتبع ذلك من صراعات نفسية واجتماعية.
يُظهر الفيلم كيف تعاني الفتاة الريفية من الفقر والاستغلال والظلم، حيث تجد نفسها محاصرة بين رغباتها وآمالها وواقعها القاسي من تأثير نفوذ العمدة، الذي يمثل السلطة الجائرة، وكيف يخشى الناس من مواجهته أو الاعتراض على تصرفاته بسبب جبروته.
الزوجة الثانية، ومن إخراج صلاح أبو سيف وبطولة سعاد حسني وشكري سرحان، صلاح منصور، سناء جميل.
النداهة
فيلم "النداهة" يُعتبر من الأعمال السينمائية التي تناولت بالصورة الفعالة قضايا اجتماعية عميقة، حيث يسرد قصة فتاة من الريف تُدعى "فتحية" تترك قريتها لتذهب إلى المدينة بحثًا عن فرصة عمل، لكنها تواجه تحديات وصعوبات عديدة.
تعكس الأحداث معاناة فتحية فتاة الريف في مواجهة مضايقات من قبل ذوي السلطة والثقافة المختلفة، مما يُبرز الفجوة الطبقية والثقافية بين سكان الريف والمدينة.
يوسف إدريس، من خلال قصة الفيلم، يُعبر عن التباين الاجتماعي الذي كان موجودًا في المجتمع المصري. ويتجسد هذا التباين من خلال شخصيات الفيلم المختلفة.
النداهة فيلم مصري صدر عام 1975،من إنتاج أفلام ماجدة، وإخراج حسين كمال، وبطولةماجدة، وشكري سرحان، وشويكار، وإيهاب نافع، وميرفت أمين. كتب السيناريو والحوار مصطفى كمال وعاصم توفيق عن قصة يوسف إدريس
إن الاحتفال بيوم المرأة الريفية يعكس أهمية الدعم وتسليط الضوء على قضاياهن، ومن خلال السينما العربية، تُطرح أصوات الفتيات الريفيات على القمة، مما يعزز من جهودهن في تحقيق حقوقهن ومكانتهن في المجتمع، كما أن للأفلام القدرة على إحداث تغيير إيجابي من خلال تحدي المفاهيم التقليدية وتغيير الصورة النمطية للفتاة الريفية، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر عدلاً وشمولية.