فى يوم البريد العالمي.. كيف تناولت الدراما والسينما العربية دور البوسطجي

وشوشة

في إطار الاحتفال باليوم العالمي للبريد الذي يُصادف 9 أكتوبر من كل عام، نلقي الضوء على شخصية عامل البريد، أو "البوسطجي"، وكيف تناولتها الدراما والسينما العربية. تعتبر هذه الشخصية رمزًا للتواصل الاجتماعي، وقد شكلت محورًا للعديد من الأعمال الفنية التي تعكس القضايا الإنسانية والاجتماعية.

 البوسطجي: وجه الحياة اليومية

تجسد شخصية البوسطجي في السينما العربية نموذجًا للإنسان العادي الذي يعيش بيننا، حيث يعمل على توصيل الرسائل والطرود، ورغم أن الدور قد يبدو بسيطًا، إلا أنه يحمل في طياته معاني عميقة تتعلق بالاتصال، الأمل، والتضحية. 

 البوسطجي في السينما العربية

لا يمكننا أن نتحدث عن عامل البريد دون أن نستحضر فيلم "البوسطجي" الذي أخرجه حسين كمال ويعد من الأعمال الكلاسيكية ذات البصمة في السينما المصرية.

 الفيلم، الذي قام ببطولته الفنان الراحل شكري سرحان بشخصية"عباس"الذي ينقل حديثا من القاهرة إلى قرية كوم النحل بأسيوط ليعمل ناظرا لمكتب البريد. 

وهناك  حيث صور حياة عامل البريد وشغفه بعمله من خلال قصة محورية تدور حول نقل الرسائل، تمكن الفيلم من إبراز تأثير البوسطجي على حياة المجتمع، حيث يعكس كيف أن كل رسالة تحمل بين سطورها مشاعر وأحاسيس. يعتبر البوسطجي، في هذا السياق، حلقة وصل تعكس نبض الحياة في القرى والمدن.

عرض فيلم البوسطجى عام 1968،وهو مأخوذ عن رواية البوسطجي للكاتب يحيى حقي، بطولة شكري سرحان وزيزي مصطفى وصلاح منصور، ومن إخراج حسين كمال، تم تصنيف الفيلم في المركز الثاني عشر ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء النقاد، واحتل المركز الخامس والثلاثين في قائمة أهم مئة فيلم عربي. 
 

هناك أيضا فيلم "موزع البريد" للفنان الراحل يونس شلبي والذى قدم دور موزع بريد مجتهد يسعى دائمًا لإتمام عمله بأفضل صورة، إلا أن اهتمامه المفرط قد يوقعه في الكثير من المشاكل نتيجة تدخله في مسائل لا تعنيه.

 يسلط الفيلم الضوء بصورة ساخرة على الظواهر السلبية في المجتمع، ويعرض التناقضات بين الفئات الاجتماعية المتنوعة التي تتواجد معًا في العاصمة.

الفيلم منﺇﺧﺮاﺝ مها عرام، وﺗﺄﻟﻴﻒ محمد مصطفى الصواف، بطولة يونس شلبي  ، إيمان، صبري عبدالمنعم، ضياء الميرغني،  نادية شمس الدين، فراس نعناع. 

 الأبعاد الاجتماعية والنفسية

تتجاوز شخصية البوسطجي في السينما المصرية مجرد نقل الرسائل، فهو يمثل عواطف وآمال الناس ومشاعرهم. يتعرض في كثير من الأفلام لتحديات الحياة اليومية ولعلاقات إنسانية معقدة، مما يجعله شخصية محورية تمثل التفاعل بين الأفراد في المجتمع، من خلال قصصه مع الأشخاص الذين يقابلهم أثناء أداء عمله، يعكس البوسطجي الواقع الاجتماعي ويلقي الضوء على التحديات اليومية التي تواجه الناس، سواء كانت أفراحًا أو أحزانًا.

 تأثير البوسطجي في الدراما

علاوة على السينما، تُظهر الأعمال الدرامية كيف يمكن للبوسطجي أن يكون رمزًا للتغيير الاجتماعي، هناك مسلسلات تناولت هذه الشخصية بشكل يسلط الضوء على دور البريد في تعزيز التواصل بين الأفراد، وكذلك كوسيلة لتعزيز العلاقات الأسرية والمجتمعية.

 تظهر الشخصية في بعض الأحيان كمشاهد للأحداث التاريخية، حيث تحمل بين يديها رسائل تحمل أخبارًا قد تغير مصير الأفراد والمجتمعات.

مسلسل عمر أفندى ودياسطى البوسطجى 

مصطفى أبو سريع هو فنان مصري موهوب أظهر قدرات تمثيلية متميزة، وخاصة من خلال دوره في مسلسل "عمر أفندي"، قدم شخصية "دياسطي"، الذي يعمل كعامل بريد، وهو دور عكس بوضوح التحديات والصعوبات التي كان يواجهها الناس في تلك الحقبة الزمنية.

 عمل "دياسطي" كعامل بريد لم يكن مجرد وظيفة عادية، بل كان شخصية تحمل الكثير من الأعباء الاجتماعية والاقتصادية  فقد كان عمال البريد في تلك الفترة مرتبطين بشكل وثيق بالحياة اليومية للناس، حيث كانوا وسيلة التواصل الأساسية بين الأفراد والعائلات. 

من خلال دوره، استطاع أبو سريع أن ينقل إحساس الأمل والإحباط الذي كان يعيشه الكثير من الناس خلال تلك الحقبة بشكل كوميدى تراجيدى، مما جعل شخصيته محبوبة من قبل المشاهدين.

بهذا الشكل، قدم المسلسل صورة حية عن أهمية عامل البريد، وكيف أن هذه الوظيفة البسيطة كانت تحمل في طياتها دورًا كبيرًا في حياة الناس ومجتمعاتهم، لقد تركت شخصية "دياسطي" أثرًا عميقًا في نفوس المشاهدين، وأسهمت في إثراء الأحداث التي شهدها العمل الدرامي.

 البوسطجي في عصر التكنولوجيا

مع التقدم التكنولوجي، لا يزال للبوسطجي مكانته في الفنون. فبينما تغيرت وسائل التواصل، تظل الرسائل المكتوبة تحتفظ بسحر خاص، إذ تُظهر الأعمال الفنية كيف أن البريد يمكن أن يكون وسيلة للتعبير عن المشاعر، والنقل التعبيري للأحداث المهمة، مما يسهم في المحافظة على خصوصية العلاقات.

 

تم نسخ الرابط