قلة أفكار أم نجاح سهل؟.. تكرار تجربة مسلسلات الرعب الكوميدي على المشاهدين

وشوشة

شهدت السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً في إنتاج المسلسلات التي تجمع بين الكوميديا والرعب، مثل مسلسل "البيت بيتى1'2" للفنان كريم محمود عبد العزيز ومصطفي خاطر و"ديبو" للفنان محمد أنور.

هذه التجارب الدرامية تثير تساؤلات عديدة عن تأثيرها على المشاهدين، وما إذا كانت تخلق شعوراً بالملل بسبب تكرار الأفكار، أم أنها تقدم تجربة جديدة ناجحة وممتعة؟.

حيث تجمع المسلسلات بين الكوميديا والفزع بطريقة مبتكرة، ويسعى صناع هذه الأعمال إلى تقديم قصص خفيفة بصبغة رعب، مما يجعل المشاهد يتنقل بين الضحك والتوتر، و تعتمد هذه المسلسلات على إثارة المشاعر المتناقضة، وهو ما يجعل تجارب المشاهدة أكثر تشويقاً.

تكرار الأفكار:
واحدة من الملاحظات البارزة في الأعمال الحديثة هو تكرار بعض الأفكار، حيث يتم استغلال حبكة درامية معينة لكن مع تقديم اختلافات طفيفة في التفاصيل والشخصيات، هذا الأسلوب قد يؤدي إلى شعور المشاهدين بوجود نوع من الملل، خاصةً إذا كانوا معتادين على نفس الأنماط السردية مثل أختيار المكان لتوالى الأحداث مثل الفندق وخلق أحداث من الرعب والتوتر ضمن أحداث العمل.

تحليل التجربة:
مع ذلك، يمكن أن تكون إعادة استخدام الأفكار نقطة قوة إذا تم تقديمها بإبداع، يمكن للكتّاب والمخرجين استغلال العناصر الثقافية الشعبية الحالية، مما يجعل العمل أكثر تأثيرًا وقرباً من قلوب المشاهدين، ويستمتع البعض بشعور الألفة مع الشخصيات والقصص، بينما يتطلع البعض الآخر إلى أفكار جديدة أكثر ابتكارًا.


رأى صناع الدراما والمتخصصين ل"وشوشة "


قال السيناريست والمؤلف علاء حسن: “يست إفلاسًا في الأفكار.. المسألة أنه لا يتم إعادة الفكرة لتصبح  مجرد ملل أو تكرار للأفكار، بل هي إعادة لأسلوب أو نوع معين، مثل أفلام الرعب، إذا قمت بتحليل الموضوع، ستجد أن كل حقبة في تاريخ السينما، وحتى قبل دخول التلفزيون، كانت تتميز بفكرة معينة تسود فيها، على سبيل المثال، خلال فترة الأفلام التي أخرجها نادر جلال وسمير سيف، كان هناك هيمنة لفكرة الأكشن، بالإضافة إلى دخول أفلام نادية الجندي بالتعاون مع علي عبد الخالق وغيرهم”.

وأضاف: "عند النظر إلى فترة أخرى، نجد أفلام السايكو دراما التي مثلت فيها سعاد حسني مع المخرج علي بدرخان أو رأفت الميهي. وبالتالي، يمكن القول إن كل فترة زمنية كانت تحمل فكرة أو نوعًا معينًا من الأعمال الفنية".

وتابع: "من خلال ابليكشن منصات العرض، نحن نتعامل بشكل مباشر مع المتفرج ورغباته،و البيانات المستندة إلى نسب المشاهدة التي توفرها منصة "شاهد" أو غيرها توضح أن الجمهور يميل إلى تفضيل محتوى الرعب الكوميدي، حيث تعكس الأرقام بدقة اهتمام المشاهدين".

مستكملا: "على سبيل المثال، يمكننا معرفة أي حلقة حصلت على أعلى نسب مشاهدة، وما هي المشاهد الأكثر تفاعلًا، بالإضافة إلى ما يتم مشاركته والتعليق عليه على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك".

واختتم حديثه: "لذا أعتقد أن هذه الظاهرة ليست إفلاسًا في الأفكار، بل تعكس توجهات الجمهور ورغباتهم بشكل أوضح، وأصبح من الضروري أن نركز أكثر على ما يريده المتفرج، بدلاً من الاعتماد على الطرق التقليدية التي كانت شائعة في التلفزيون".

وقال السيناريست والمؤلف شريف يسري: “السينما والدراما والاغاني من زمان دائما هناك موجات تظهر بمثل هذا الشكل حيث هناك عمل ينجح مع الناس بشكل كبير فالصناع بيبدوأ يشتغلوا على حاجات شبيهة وليس استسهال”.

وتابع: "من الممكن أن يقال أنها موضة مثلما  كان فيلم صعيدي فى الجامعة الامريكية وجاءت من بعده موجة كبيرة من أفلام الشباب في هذا الوقت ، وأيضا فيلم أوقات فراغ من بعد نجاحه تم عمل أفلام كثيرة موجهة للشباب في نفس ذات السن والعمر، ولا نقدر نقول أنها قلة افكار طالما الفكرة مختلفة"ليس شافف الفكرة بالضبط"".


اتجاه المشاهدين:
تظهر ردود الفعل من الجمهور أن هناك انقسامًا في الآراء، بعض المشاهدين يفضلون الخفة والفكاهة في ظل أجواء رعب خفيفة، بينما ينشد آخرون المزيد من العمق والتنوع في المحتوى، والنجاح يعتمد على قدرة المبدعين على توفير توازن مثير يجمع بين الكوميديا والرعب دون الوقوع في فخ الرتابة.

و من الواضح أن المسلسلات اللايت كوميدي والرعب تمتلك قدرة كبيرة على جذب المشاهدين، لكن النجاح يعتمد على الابتكار والتنوع في تقديم الأفكار. 

تم نسخ الرابط