مشكلات وقضايا هامة.. دراما رمضان تضع الإصبع على جروح المجتمع!

في رمضان هذا العام، شهدت الدراما تحولاً جذرياً، فلم تعد مجرد وسيلة للترفيه، بل أصبحت منبراً جريئاً يتناول القضايا التي تمس المجتمع بشكل مباشر.
هذا الموسم، خرجت المسلسلات عن المألوف وتصدت لمعالجة قضايا حساسة لا يمكن تجاهلها، مثل العنف الأسري، حقوق المرأة، التحرش بالأطفال، بل وجرأت على التطرق إلى ظاهرة السحر الأسود.
وكانت مشاهد هذه الأعمال الفنية تهدف إلى توعية المجتمع وإيقاظ الوعي الاجتماعي.
ومن أبرز هذه الأعمال، كان مسلسل "لام شمسية"، الذي نال إعجاب الجمهور والنقاد بشكل كبير قدم المسلسل قضية التحرش بالأطفال بشكل جديد وجريء، مما أتاح الفرصة للجمهور للتفاعل مع القضية بشكل أعمق.
وكانت الرسالة واضحة لا يمكن تجاهل قضية التحرش أو التعامل معها بشكل سطحي.
المسلسل نجح في إيصال رسالته بفعالية وبعد عرض المسلسل، حدث موقف مشابه في الواقع، لكن المدهش أن الطفلة كانت مدركة تماماً لما يحدث، وكان رد فعلها ناتجاً عن وعيها الذي اكتسبته من خلال المسلسل.
هذه الحادثة أثبتت أن المسلسل لم يكن مجرد عرض درامي، بل أصبح أداة توعية حقيقية، حيث ساعد الأطفال على فهم كيفية التصرف في مثل هذه المواقف، مما يعكس قوة تأثير الدراما في تغيير الوعي الاجتماعي.
وفي المرتبة الثانية، جاء مسلسل "حسبة عمري" الذي فتح ملف حقوق المرأة بجرأة ووضوح، مما جعله محط نقاشات واسعة في مختلف الأوساط.
كما عرض العمل معاناة المرأة بشكل واقعي وأدى إلى نقاش قوي حول حقوقها وتحدياتها اليومية، وتناول المسلسل جوانب مختلفة من حياة المرأة، بداية من الحقوق الزوجية وصولاً إلى معاناتها في مواجهة العنف الاجتماعي والاقتصادي.
المسلسل حاز على تقدير واسع من شخصيات عامة، مثل الدكتورة مايا مرسي، التي أشادت بالمسلسل وأكدت على أن العمل يعكس معاناة حقيقية تعيشها النساء في المجتمع.
أما في المرتبة الثالثة، جاء مسلسل "عايشة الدور" الذي تناول قضية الطلاق وتأثيره المدمر على الأطفال بشكل عميق وكشف العمل عن الصراعات التي تنشأ بين الأزواج بعد الطلاق، وكيف يتم استخدام الأبناء في هذه الخلافات التي تؤثر على نفسيتهم.
فقد أظهرت الأحداث أن الأطفال في حالات الطلاق يواجهون تحديات نفسية واجتماعية كبيرة نتيجة للصراعات المستمرة بين الوالدين.
ولم يتوقف المسلسل عند هذه القضية فقط، بل تناول أيضاً قضايا التنمر والضغوط الاجتماعية التي يعاني منها الشباب في المجتمع، سواء داخل الأسرة أو في الحياة الدراسية.
هذه المواضيع جعلت العمل يتصدر قائمة الأعمال الدرامية التي تطرح قضايا حقيقية تواجه الأجيال الجديدة.
في المرتبة الرابعة، برز مسلسل "أهل الخطايا" الذي شكل نقطة تحول في الأعمال الدرامية التي تناولت الصراع الطبقي والفساد الأخلاقي ومن خلال قصص متشابكة ومعقدة.
قدم المسلسل صورة واقعية لعلاقات الأسر التي تتراوح بين الطموح والضعف، والمبادئ والانحراف وسلط الضوء على تأثير الفروقات الطبقية على العلاقات الاجتماعية، وكيف يلجأ البعض للفساد المالي لتحقيق مكاسب شخصية، مما يعكس واقعاً مريراً يعاني منه الكثيرون في المجتمع.
ولم يقتصر على عرض جريمة واحدة، بل تناول عدة جرائم مستوحاة من الواقع، مثل جريمة "سفاح التجمع" التي كانت محط اهتمام الرأي العام خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى جرائم الإنترنت المظلم "الدارك ويب"وغيرها من القضايا الخطيرة.
هذه المسلسلات لم تكن الأولى في تسليط الضوء على قضايا اجتماعية حساسة، لكنها استطاعت أن تقدم هذه الموضوعات من زاوية جديدة، تجمع بين التوثيق الاجتماعي والإثارة الدرامية، مما جعل تأثيرها قوياً وأعطى رسائلها وزناً أكبر.