أسرار وكواليس "الناصر صلاح الدين".. لماذا رفضه أحمد مظهر في البداية؟

تحل اليوم الثلاثاء، ذكرى عرض الفيلم التاريخي "الناصر صلاح الدين"، الذي يعد واحدا من أهم الأعمال السينمائية في تاريخ مصر، إذ تميز بالإنتاج الضخم، والرؤية الإخراجية المختلفة، والأداء التمثيلي الاستثنائي.
الفيلم الذي أخرجه يوسف شاهين، وشارك في بطولته كبار نجوم الفن، كان شاهدا على الكثير من الكواليس المثيرة، أبرزها رفض أحمد مظهر للفيلم في البداية، والتغييرات التي طرأت على فريق العمل.
لماذا رفض أحمد مظهر تجسيد "صلاح الدين" في البداية؟
عندما عرض الفيلم على أحمد مظهر لأول مرة، كان المخرج عز الدين ذو الفقار هو المسؤول عن العمل، وكانت الرؤية الدرامية مختلفة، حيث كان الفيلم يركز على شخصية عيسى العوام أكثر من القائد صلاح الدين الأيوبي هذا الطرح لم يعجب مظهر، فقرر رفض الدور، وفقا لما كشفه في لقاء تلفزيوني سابق.
لكن الأمور تغيرت بعدما تولى يوسف شاهين إخراج الفيلم، حيث أعاد صياغة السيناريو ليكون التركيز الأساسي على صلاح الدين الأيوبي وشخصياته المحيطة، وهو ما جعل أحمد مظهر يوافق على الفور، بل واعتبره واحدا من أعظم أدواره.
كواليس تصوير مرهقة وقرار غير متوقع من مظهر
أكد أحمد مظهر أن تصوير "الناصر صلاح الدين" كان من أكثر التجارب المرهقة في مسيرته، حيث استغرق العمل عليه عاما وثلاثة أشهر، وتم تصويره بالكامل باللغة العربية الفصحى، لكن بطريقة سلسة تسهل على المشاهد فهمها ومن شدة حبه للدور، رفض مظهر الحصول على علاوة إضافية، رغم طول مدة التصوير والمجهود الضخم المبذول في العمل.
أزمة يوسف شاهين ورشدي أباظة
لم يكن أحمد مظهر هو الاختيار الأول لدور صلاح الدين، حيث كان المرشح الأساسي رشدي أباظة، لكن خلافا وقع بينه وبين المخرج يوسف شاهين، مما أدى إلى استبعاده من الفيلم، ليذهب الدور إلى أحمد مظهر، الذي استطاع أن يخلد الشخصية في واحدة من أعظم المحطات الإبداعية في السينما المصرية.
انتقال الفيلم من عز الدين ذو الفقار إلى يوسف شاهين
في البداية، كان الفيلم مشروعا للمخرج الكبير عز الدين ذو الفقار، لكن ظروفه الصحية حالت دون استكماله، فاقترح على المنتجة آسيا داغر اسم يوسف شاهين ليكمل المهمة وبالفعل، وافق شاهين على إخراج الفيلم، وكان ذلك بمثابة نقطة تحول في مسيرته، حيث قدم بعدها أعمالا ضخمة عززت مكانته كمخرج عالمي.
الناصر صلاح الدين
يعتبر الفيلم أحد أهم الأفلام التاريخية المصرية، حيث وثق مرحلة تحرير بيت المقدس من الصليبيين، وقدم رؤية ملحمية للقائد صلاح الدين الأيوبي كما أنه يصنف ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، ويظل حتى اليوم نموذجا للأفلام الحربية التي استطاعت المزج بين التاريخ والفن والإبداع السينمائي.