5 عروض لـ "ضي – سيرة أهل الضي" في مهرجان برلين السينمائي.. تفاصيل

فيلم ضى
فيلم ضى

في ركن منسي بين أحضان النوبة، ولد "ضي" بصوت كأنه قطعة من ضوء تسلل عبر ظلال الجبال.

 طفل ألبينو، لم تمنعه الشمس من الحلم، ولم تحبسه العادات داخل إطار الخجل، بل كان يحمل في داخله أمنية تضيء روحه كنجمة بعيدة أن يسمع صوته للعالم.

واليوم، يحقق هذا الصوت حضوراً دولياً، حيث أعلن مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الخامسة والسبعين عن اختيار الفيلم المصري "ضي – سيرة أهل الضي" في المسابقة الرسمية ضمن قسم "Generation".

 ليصبح بذلك خطوة جديدة في رحلة بدأت من أعماق الجنوب المصري، لتصل إلى واحد من أهم محافل السينما العالمية.

الفيلم من إخراج كريم الشناوي، وتأليف هيثم دبور، وبطولة أسيل عمران، إسلام مبارك، بدر محمد، وحنين سعيد، إلى جانب مجموعة من النجوم كضيوف شرف، منهم أحمد حلمي، محمد شاهين، محمد ممدوح، وأمينة خليل.

لم يكن اختيار الفيلم للمسابقة الدولية مجرد صدفة، بل جاء نتيجة قصة ملهمة، حيث يتابع المشاهد رحلة "ضي"، المراهق النوبي ذو الـ11 عاماً، الذي يمتلك صوتاً عذباً يأسر القلوب، ويسافر برفقة عائلته من أسوان إلى القاهرة لتحقيق حلمه في المشاركة ببرنامج "ذا فويس كيدز".

 إنها رحلة محفوفة بالتحديات، حيث يواجه الطفل نظرات المجتمع وتقاليده، لكنه يظل متمسكاً بحلمه، مستمداً قوته من الموسيقى والصوت الذي وهبته له الحياة.

ولم يكن مهرجان برلين هو المحطة الأولى للفيلم، فقد سبق له أن خطف الأنظار خلال عرضه الأول في مهرجان البحر الأحمر السينمائي بالمملكة العربية السعودية، حيث نال إشادات نقدية واسعة، وتفاعلاً لافتاً من الجمهور والنقاد على حد سواء.

 والآن، يستعد الفيلم للعرض في برلين خمس مرات، أيام 19 و20 و21 و22 و23 فبراير الجاري، ليكون شاهداً على أن الأحلام مهما بدت بعيدة، قادرة على العبور نحو الضوء.

وراء الكواليس، كانت هناك رحلة أخرى لا تقل إثارة عن قصة الفيلم نفسه، فقد استغرقت عملية اختيار بطل العمل، بدر محمد، عاماً ونصف العام من البحث بين محافظات مصر المختلفة، حيث كان المطلوب مراهقاً بصفات نادرة، ليس فقط من حيث الشكل، بل يمتلك موهبة التمثيل والغناء أيضاً.

ولم يقتصر الأمر على اختيار البطل فحسب، بل امتد إلى تصوير الفيلم في أكثر من 50 موقعاً مختلفاً، مما أضفى عليه واقعية وأصالة جعلت منه تجربة سينمائية مميزة.

بين النوبة والقاهرة، وبين الظل والضوء، يقف "ضي" شاهداً على أن الحلم ليس مجرد فكرة، بل رحلة طويلة تحتاج إلى صبر وإصرار.

 وفيلم "ضي – سيرة أهل الضي" ليس مجرد عملًا سينمائيًا، بل رسالة بأن كل صوت في هذا العالم يستحق أن يسمع، وكل حلم مهما كان بعيداً، قد يجد طريقه إلى النور إذا آمن صاحبه به.

تم نسخ الرابط