قصة أغنية.. لا تكذبي "قصيدة وُلدت من رحم الخيانة والمعاناة!"

كل أغنية تحمل حكاية، لكن أغنية "لا تكذبي" التي شدت بها الفنانة الراحلة نجاة الصغيرة ليست مجرد لحن وكلمات، بل هي شهادة على حب مأساوي وخيانة تركت بصمة لا تُنسى في التاريخ الفني والشخصي للشاعر الكبير كامل الشناوي.
بداية القصة
قصة الأغنية بدأت عندما هام كامل الشناوي حبًا بمطربة مشهورة، وتعددت الروايات حول تلك القصة، لكن أقربها إلى الحقيقة ما ذكره الكاتب يوسف الشريف في كتابه "كامل الشناوي آخر ظرفاء الزمان".
في إحدى الليالي، اصطحب كامل صديقه إلى مقهى جروبي بوسط القاهرة، حيث اشترى قالب حلوى ذو 5 طوابق بمبلغ كبير آنذاك، ليهديه إلى المطربة التي أحبها بمناسبة عيد ميلادها.
إلا أن المفاجأة كانت عندما اختارت تلك المطربة الاحتفال مع كاتب آخر أثناء تقطيع الحلوى، وهو ما اعتبره كامل طعنة في قلبه.
ولادة الأغنية
وفي لحظة يأس وألم، لجأ كامل الشناوي إلى صديقه الكاتب الصحفي مصطفى أمين ليشاركه حزنه، وهناك كتب كلمات أغنية "لا تكذبي".
وكانت كلماته تنبض بالمشاعر الصادقة والمعاناة العميقة، وهو يبكي بحرقة أثناء كتابة كل حرف، كما ذكر مصطفى أمين في كتابه "شخصيات لا تُنسى".
وبعد انتهائه من كتابة القصيدة، اتصل كامل بالمطربة التي ألهمت هذه الكلمات وألقاها عليها، إلا أنها لم تعلق سوى بجملة بسيطة: "كويسة أوي، تنفع أغنية، لازم أغنيها"، ورغم ذلك، وافق كامل على الفور، لأن عشقه لها كان أقوى من أي كبرياء.
الأغنية في عالم الفن
أصبحت أغنية "لا تكذبي" علامة فارقة في مشوار نجاة الفني، وظهرت الأغنية لأول مرة في فيلم "الشموع السوداء"، حيث أدتها الفنانة بإحساس صادق وحنين عميق.
ولحن الأغنية الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، الذي نقل مشاعر كامل الشناوي المؤلمة إلى لحن لا يُنسى.
لكن القصة لم تنتهِ هنا، فقد أعجب الفنان عبد الحليم حافظ بالأغنية وطلب غنائها في إحدى حفلاته عام 1963، مما أثار غضب نجاة، إذ شعرت أن الأغنية جزءً من خصوصيتها الفنية والشخصية.
أغنية خالدة
أغنية "لا تكذبي" ليست مجرد أغنية، بل هي قصة حب وخيانة وألم إنساني تجاوز الزمن، وبصوت نجاة ولحن عبد الوهاب، أصبحت رمزًا للمشاعر الصادقة التي لا يخفيها الفن، وذكرى خالدة لحب كامل الشناوي الذي عاش ومات فيه قلبه.