ما وراء الإفيه.. من هو محمد نوح الذي قلّده القلعاوي بـ "الچوكر"؟

بالقرب من نهاية مسرحية "الچوكر" الذي يكتشف فيه "شوكت"، الذي جسده الفنان محمود القلعاوي، أن كل الشخصيات سواء عم أيوب أو عطيات أو الدكتور حجاب، هما زكي الدبور، وهي الشخصية التي يقدمها الفنان محمد صبحي، ويدخل في حالة صدمة شديدة.
تتحول تصرفات “شوكت” إلى حالة أشبه بالجنون، فيبدأ بتقليد بعض الأغاني والأشخاص كأغنية جانا الهنا، والبلبل غنى.
وعند تقديمه لأغنية "يا بلدي يا ولدي"، دخل الجمهور في نوبة ضحك هستيرية خاصة مع تغيير تسريحة شعره وتحريك جسمه بشكل انفعالي مثل الشخصية التي يقوم بتقليدها.
من المعروف أن التقليد يلزمه بعض المبالغة، ولكن الشخصية التي قام بتقليدها محمود القلعاوي، كانت للفنان محمد نوح، الذي له استايل خاص به سواء في الشكل أو الغناء، فقد كان مادة دسمة وغنية ومغرية للتقليد.
المشهد لم يكن هدفه السخرية، بل كان تعبيرًا عن تقدير وحب لفن محمد نوح، الذي كان له تأثيرًا كبيرًا على الساحة الموسيقية في مصر.
محمد نوح كان موسيقيًا موهوبًا، متخصصًا في تأليف الموسيقى والأغاني الوطنية، ومن أشهر أعماله "يا بلدي" التي كانت تمثل روح التفاؤل الوطني في فترة الحرب، ولاقت قبولًا كبيرًا في المجتمع المصري.
تقليد القلعاوي لمحمد نوح في المسرحية، كان بمثابة إحياء لذكراه بطريقة كوميدية، لكن مع الانتباه إلى أنه كان يحمل في طياته احترامًا للفن الذي قدمه نوح، بعيدًا عن أي تهكم أو سخرية.
يُعد محمد نوح، أحد المبدعين، العاشقين للموسيقى، التحق بعد تخرجه من كلية التجارة بمعهد الموسيقى العربية ثم درس التأليف الموسيقي في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأمريكية، وولعه وحبه في الموسيقى جعلوه يعزف على أربع ألات بإتقان وحرفية شديدة وهم البيانو، الناي، الكمان، والعود.
وأصبح محمد نوح، من أهم الملحنين في عصره، كما تعاون مع كبار المطربين منهم محمد الحلو، وعلي الحجار وعفاف راضي، ووضع الموسيقى التصويرية لبعض الأفلام مثل المهاجر للمخرج يوسف شاهين، وفيلم كريستال، ومن الأفلام الحديثة "قلب جريء".