رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

عزت العلايلى فى آخر حوار له مع "وشوشة": هذه أمنيتى قبل وفاتى.. وزوجتى كانت الأقرب لقلبى

الفن مرآة المجتمع ويجب أن يحمل "رسالة هادفة"

مصر حظيت بقادة عظماء فى تاريخها ويجب تخليد بطولات الجيش المصرى

وقفت على جبل عرفات مرات كثيرة .. وشعرت بالرهبة لرؤيتى "الكعبة المُشرّفة"
 

استيقظ العالم العربى، صباح اليوم، على نبأ وفاة الفنان القدير عزت العلايلى، عن عمر يناهز 86 عامًا، والذى أثرى الحياة الفنية المصرية والعربية بالعديد من الأعمال الخالدة سواء فى السينما أو بالدراما والمسرح، فهو واحدًا من أهم أعمدة الفن المصرى خلال النصف الثاني من القرن الماضي، وقد درس التمثيل بمعهد الفنون المسرحية، وبدأ مشواره السينمائي في ستينات القرن الماضي من خلال فيلم "رسالة من امرأة مجهولة"، وتم اختيار 10 أفلام له ضمن قائمة أهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، واختاره مهرجان الإسكندرية السينمائي فى دورته الماضية لتكريمه بالاضافة للعديد من المهرجانات الدولية.
وقد أجرى "وشوشة"، هذا الحوار مع الراحل قبل وفاته، ليكشف لنا الكثير عن أسرار ومحطات حياته الشخصية والمهنية وأمنياته قبل وفاته، وعن علاقته بأبنائه، فضلًأ عن حديثه لأعماله الفنية والتى كان آخرها مسلسل "قيد عائلى"، بالاضافة لأعماله التاريخية والتى حُفرت فى ذاكرة الأجيال وعن كيفية استعداده لتقديم أعمال عسكرية من جديد .. وإلى نص الحوار :

قدمت العديد من الأعمال الفنية ذات الطابع التاريخى.. فما السر وراء ذلك؟
دعينى أخبرك، مصر حظيت بقادة عظماء جداً فى تاريخها العسكرى والذى لا بد أن يُبرز ويعلم عنه الجميع لأنه يتضمن العديد من الدروس الهامة؛ فنحن أصحاب تاريخ مجيد فى العسكرية المصرية، وخاصة وأن الجيش المصرى خاض معارك كثيرة حقق من خلالها العديد من الإنتصارات، وعندما قدمت إحدى البطولات فى فيلم الطريق إلى إيلات كان فخراً وسعادة لنا.

وما أقربهم لقلبك؟
أرى أن الله أعطانى الكثير ومنحنى الفرصة لتقديم أعمال هامة وجميعم لهم مكانة خاصة داخلى؛ مثل الفيلم الاختيار الذى كان بعد هزيمة 1967، وكانت حالتنا النفسية جميعًا سيئة، وكان من اخراج الراحل يوسف شاهين؛ بالاضافة فيلم "الطريق إلى ايلات".

هل تتذكر موقف لا تنساه من كواليس تصوير "الطريق إلى إيلات"؟
بالطبع، الفيلم كان ملىء بالأحداث والذكريات التى لا يمكن أن أنساها، وكان من أهمهم شعورنا بالفخر والسعادة لتجسيد أحد بطولات الجيش المصرى العظيم، وبالمناسبة كان التصوير بوجود بعض من هؤلاء القادة الحقيقين من أجل الاستشارات حتى يتم تفيذها فنيًا بشكل دقيق، فكان شعورًا رائعًا للغاية، "كنت حاسس انى قائد العملية دى بجد وانى لازم انتصر فيها".

وكيف رأيت تجربة فيلم "الممر" فى عودة للأعمال الحربية بعد غياب سنوات طويلة؟
شعرت بسعادة بالغة، وخاصة أنه تم انتاجه وعرضه فى الوقت الراهن لانه يتناول فترة هامة فى تاريخ مصر، وأوجه رسالة من خلالكم بضرورة زيادة تقديم تلك النوعية من الأعمال الفنية الهادفة وابراز دور مصر العسكرى، لأن الجيش المصرى خاض معارك كثيرة واستطاع أن ينتصر بها.

هلى توافق على المشاركة بمثل هذه الأعمال من جديد؟
بالطبع، على الفور سأوافق وهذ الأمر لا يحتمل مجرد التفكير.

مؤخرًا تم انطلاق تجربة جديد لعرض الأفلام على منصات الكترونية بسبب فيروس كورونا .. كيف تراها؟
بالطبع، هذا أمر ممكن، ولكنىّ أرى أنه بذلك وإذا تكرر الامر سيؤثر على السينما بلا شك، فيكيفى أن المسرح "ميت"، وهذا شىء يصيبنى بالحزن، فما بالك بتحويل السينما إلى منصات هى الآخرى ، "كدة كتير ويارب يزيح الغمة عننا". 

وما معايير مشاركتك بالأعمال الفنية التى تحرص عليها طوال مسيرتك؟
"الرسالة"، فالفن هو مرآة المجتمع ويعكس الواقع الذى نعيشه؛ لذا يجب أن نُحسن الاختيار فيما يتم تقديمه على الشاشة وأن يكون له هدفًا سواء بالدراما أو بالسينما لأنه يؤثر فى وجدان المشاهد بدرجة كبيرة.

كانت آخر أعمالك الدرامية "قيد عائلى" وحققت نجاحًا كبيرًا من خلال "كامل الخولى" .. حدثنى عنه؟
رد ضاحكاً- كامل الخولى شخصية حكيمة وموجودة فى المجتمع، وتم دمج الشخصية ببعض من "كوميديا الموقف" لتخفيف حدة المشكلات الزوجية والنظر لكيفية التعامل معها من جهة آخرى غير الإنفعال والغضب، فكامل كان يهرب من النقاش مع زوجته "عفاف" حتى لا يحتدم الأمر بينهما ولكى يتقى شرها.

ولكنه تظاهر كامل الخولى بالظلم والفقر وتفاجئنا بإيداعه لمبلغ مالى كبير بالبنك.. فما حقيقة أمره؟
كامل الخولى ليس ساذج، فهو يعلم جيداً ماذا يفعل ويؤمن مستقبله بالتخطيط والاستراتيجية المُحكمة، فهو ينطق عليه هذا المثل "اللى تحسبه موسى يطلع فرعون"، ولكنه يكشف حقائق نواياهم بعدما أراد نجله أن يتزوج ابنة عمه "فضل الخولى" فحدثت المشكلات .

تضمن المسلسل عدة وجوه شابة بالاضافة للكثييرين على الساحة حاليًا .. كيف ترى ذلك؟
"مصر ولاّدة"، ولديها الكثير من الأجيال الصاعدة الموهوبة، فقد رأيت الكثير منهم يمتلكون طاقة بهجة وحب لـ"الشغلانة"، وأتنبأ لهم بمستقبل واعد. 

إذا انتقلنا لجانب آخر من حياتك .. هل سبق لك ووقفت على جبل عرفات؟
"انا حجيت كذا مرة مش مرة واحدة"، فهى مرات كثيرة، ضاحكًا "فى تقاليد للعلماء يقولولنا منقولش حجينا كام مرة"، وهو اصطفاء من الله أن يصعد أحد لجيل عرفات ويؤدى مناسك الحج.

وماذا عن شعورك برؤيتك للكعبة المُشرّفة لأول مرة؟
احساس لا يٌوصف، فهو شعور ممتزج من "الرهبة والسعادة"، وتشعرين أنك فى عالم آخر غير العالم الذى نعيش فيه، فهو حالة من الصفاء والرضا، فالقلب يمتلىء إيمان وتوحيد بالله سبحانه وتعالى وتشعر كأنك تٌغسل من داخلك.

وماذا عن أكثر دعوة كنت حريص عليها بشكل دائم؟
"الستر والصحة وأن يوفق الله أولادى وينور طريقهم ويسعدهم ويبارك لهم وينجح مستقبلهم، ويسترنى فى الدنيا والآخرة، وأنى اموت وربنا راضى عنى سبحانه وتعالى" وان يلحقنى بزوجتى على خير فهى كانت الزوجة والصديقة والأقرب لقلبى، هذه دعواتى وأمنياتى دائمًا.

وأخيرًا .. هل هناك أعمال جديدة؟
أقرأ سيناريو لعمل تليفزيونى ولكنىّ لم أتخذ قرارى بعد، ادعولى.