يوم عرفنا أن البحر قد يعود لأهله..فاحتفلنا بتحرير سيناء

على رمال دهب، وفي خيام نويبع،
تتراقص الأضواء فوق وجوهٍ تبتسم،
ضحكاتٌ تتعالى، وموسيقى خفيفة تنساب مع نسمات الليل،
وبحرٌ يهمس بأغانيه القديمة وكأنه يشاركهم الفرح.
هنا، حيث تبدو الحياة أبسط ما تكون،
حيث يمتزج دفء الشمس بزرقة البحر،
وتبدو سيناء وكأنها وُلدت فقط كي تكون ملاذًا للسلام وللحب.
لكن، قبل هذه الموسيقى،
كان للصمت هنا صوت آخر…
كانت الرمال مسرحًا لخطوات الجنود،
وكانت الشمس شاهدة على قلوب تقاتل، لا كي تعيش فقط،
بل كي تهبنا نحن هذا الهدوء الذي نحياه دون أن نشعر بثقله.
في يومٍ بعيد، لم يكن الجلوس أمام البحر رفاهية،
ولا كانت الحرية وعدًا مضمونًا.
سيناء… تلك الأرض التي نرسم عليها أحلامنا اليوم،
كُتبت ذات يوم بالدم،
واستُعيدت بالدعاء، والإيمان، وأرواح من صدقوا أن الأرض لا تهب نفسها إلا لمن يستحق.
عيد تحرير سيناء…
ليس مجرد مناسبة نُعلق حولها الأعلام.
إنه لحظة نغلق فيها عيوننا،
ونسمع الأرض وهي تهمس:
“لا تنسوا… الطريق إلى هذا السلام كان مليئًا بالرجال الذين آمنوا قبل أن نحلم.”
كل رمال نرمض عليها الآن،
تحمل بداخلها قصة رجل عبرها وهو يحلم بالوطن،
كل موجة تداعب الشاطئ، تحمل سلامًا دُفع ثمنه غاليًا.
عيد تحرير سيناء ليس مجرد يوم في التقويم،
بل هو اليوم الذي عدنا فيه إلى البحر…
اليوم الذي عادت فيه الأرض إلى أصحابها،
وعاد فيه الموج يغني لأهل المكان.
لمن جلس اليوم على رمال نويبع،
لمن غنّى في كامب بسيط بدهب،
لمن وجد بيته هناك دون أن يعرف كيف ولماذا…
تذكروا دومًا:
أن هذا السلام الجميل
خلفه صبرٌ، وتعبٌ، ودمٌ… وأحلامٌ .
فلنحتفل ونحن نفهم،
ولنغني ونحن نُدرك،
ولنحلم ونحن نحمل هذا الإرث العظيم بامتنان.
كل عام وسيناء حرة،
وكل عام ونحن نحفظ الجميل لمن مهدوا لنا الطريق.