خالد تاج الدين: أوصف حياتي في أغنية "مستمر".. وأتمنى تقديم ديو مع "Eminem"(حوار)

خالد تاج الدين
خالد تاج الدين

يمتلك رصيدًا فنيًا يصعب تلخيصه في كلمات، تعاون مع نخبة من كبار نجوم الوطن العربي، وترك بصمة لا تُمحى في ذاكرة الأغنية العربية إنه الشاعر خالد تاج الدين، الذي اختار أن يتحدث إلينا عن مشواره المتنوع، وأغانيه التي صنعت محطات مهمة في مسيرته، وتجربته الخاصة في الراب التي فاجأت الكثيرين، من عمرو دياب إلى نانسي عجرم، ومن القصائد الرومانسية إلى أغنيات الراب الجريئة رحلة فنية تستحق التوقف عندها.

 

في البداية، عملت مع نجوم ينتمون لمدارس فنية مختلفة، ما الذي يميز كل فنان في طريقة تعامله مع الكلمة؟، وهل هناك مواقف خاصة لم تُروَى من قبل؟

كل نجم له ذوقه الخاص في اختيار الكلمات ونوع الموسيقى، فمثلًا محمد حماقي يُحب الإيقاعات الجديدة ويحرص على التجديد المستمر، عمرو دياب يبحث دومًا عن الاختلاف والتفرد، نانسي عجرم تميل للكلمات الشقية والدلع والمغامرة، أصالة تحب الأغاني ذات الطابع الدرامي والعاطفي، حسين الجسمي يعشق الأغاني المجنونة والمغايرة للسائد.

 

وكل فنان يمتلك مدرسة فنية خاصة، سواء في اختيار الكلمة أو اللحن أو حتى في رؤيته للموسيقى.

 

قدّمت أعمالًا متنوعة مثل “شيطان زمان”، “شهم ابن شهم”، “الطيبين”، “يوم ورا يوم”، “وحشتني دنيتي”، و”قصاد عيني”.. كيف تختار الصوت واللحن المناسب للكلمة؟

الأمر يتوقف على نوع الأغنية، فبعض الأعمال تبدأ من الكلمات ثم تُلحن، وأخرى تأتي بالعكس.


في “شهم ابن شهم”، كتبت الأغنية ثم شعرت أن مقطعًا منها لا يناسب صوتي، فاقترحت على الفنان مدحت صالح أن يشاركني، وبالفعل أعجبته الفكرة وقدمها معي.

أما في “شيطان زمان”، فحين شعرت أن بعض المقاطع لا تناسبني صوتيًا، استعنت بمطربة صاعدة اسمها “ريا”، تعرفت عليها من "فيسبوك"، وكانت إضافة رائعة.

“الطيبين” كتبتها بحرية كاملة ولحنها عزيز الشافعي، بينما “يوم ورا يوم” كان لحنًا جاهزًا من عمرو مصطفى، ووضعت عليه الكلمات بما يتماشى مع الروح الموسيقية الموجودة.


قلت من قبل إنك بدأت الغناء متأخرًا رغم أنك كنت قادرًا على ذلك من زمان.. هل كان الغناء وسيلة للهروب من سطوة “الهضبة”؟

لم أتأخر في الغناء، بل تطوّر الأمر تدريجيًا، بعد أن قدّمت ما أريده كشاعر، شعرت أن هناك أفكارًا لم تُقال بعد، وكان لا بد أن تُقال بصوتي.

الراب لا يتعارض مع الأغاني العادية، بل هو مساحة موازية، لا أعتقد أن عمرو دياب مثلًا سيغني كلمات مثل “Mother دكر” أو “يا با قشطة”، لهذا أنا أحتفظ بهذا النوع لنفسي.

 

أما عن سطوة “الهضبة”، فالحمد لله ما زلنا نعمل سويًا، والعلاقة قائمة ومستمرة، الفكرة كلها في الرغبة في التنوع وكسر السقف، خصوصًا أن الراب أفكاره وتراكيبه الصوتية مختلفة تمامًا عن الأغاني الكلاسيكية.

 

لو اخترت أغنية واحدة من كل تعاون مهم في مسيرتك، فماذا تقول عنها؟

عمرو دياب “قدام عيونك” من أحب أغنياتي معه، أسمعها وكأنها ليست كلماتي، مليئة بالرومانسية والدفء، نانسي عجرم “حاسة بيك”، لأنها مليئة بالإحساس والرقة، سميرة سعيد “يوم ورا يوم”، كانت وش الخير علي، بهاء سلطان: “العمر كله”، أغنية عزيزة على قلبي جدًا، محمد حماقي “كفاح”، تعكس نضجًا فنيًا ومضمونًا حقيقيًا، أصالة “اتفرج على نفسك”، من أجمل ما كتبت، لحّنها خالد عز ووزعها نادر حمدي، حسين الجسمي “وحشتني دنيتي”، نقطة تحول مهمة في مسيرتي، وائل جسار “متغيبش ثواني”، أغنية رومانسية خالصة افتخر بها جدًا.


بما أنك عاصرت أجيالًا فنية مختلفة.. كيف ترى تغير الفنان، والكلمة، والجمهور؟، وهل الجيل الجديد قادر على تكرار تجربة عمرو دياب أو سميرة سعيد؟

أنا بدأت فعليًا في 2001، وليس في التسعينيات كما يُشاع، بأغنية “طول عمري بحلم” لنوال الزغبي.

الكلمة تغيرت كثيرًا، أصبحت أكثر جرأة وواقعية، تطوّرت من اللغة الكلاسيكية إلى لغة الشارع، مما جعل الشاعر مضطرًا للبقاء على تواصل دائم مع الجيل الجديد.

أما عن إمكانية تكرار تجربة الهضبة أو سميرة سعيد، فأنا أؤمن أن مصر دائمًا ولادة كل جيل يفرز نجومًا، ولو كانت المسيرة انتهت بوفاة عبد الحليم أو أم كلثوم، لما ظهر من بعدهم أحد، نحن نملك طاقات ومواهب باستمرار، في الغناء والتمثيل والشعر.


لو عرض عليك دويتو عالمي.. من تختار؟

أكيد اختار "Eminem"، أعشق فنه وجنونه الموسيقي وكلماته.

ولو أردت تسمية أغنية تحكي حياتك كلها في كلمة واحدة، ماذا تختار؟

أما عن أغنية تمثل حياتي كلها فاختار لها اسم “مستمر”.

تم نسخ الرابط