المشاعر المؤجّلة… لماذا لا نقول ما نشعر به في الوقت المناسب؟

ماذا لو لم نؤجّل الحُب؟
لا شيء أكثر صدقًا من شعورٍ لم يُقال.
ولا شيء أكثر وجعًا من شعورٍ قيل… بعد فوات الأوان.
نؤجّل الكلمة الحلوة، نؤجّل الاتصال، نؤجّل “وحشتني” و”أنا محتاجك” و”أنا جنبك”…وننسى أن اللحظة لا تنتظر أحدًا.
نخجل من التعبير، نؤدّب الحنين، ونضع الحنية في جيوبنا الخلفية…نخرجها متأخرة، باهتة، مرتبكة،
فنخسر المعنى، رغم أن المشاعر كانت حقيقية تمامًا.
كم مرة قلنا “كنت هاتصل بيه”، ولم نفعل؟
كم مرة قلنا “هاروحله لما أفضى”، ولم نذهب؟
كم مرة قلنا “أكيد هو عارف إني بحبه”،
ونسينا أن الحب لا يكفيه أن يُفترض…
بل يحتاج أن يُقال، أن يُلمس، أن يُسمع.
ورحيل سليمان عيد علّمنا شيء بسيط جدًا… لكن عميق جدًا:
أن الناس الطيبة تستحق تسمع الكلام الحلو وهي موجودة،
أن المحبة اللي اتقالت عنه بعد رحيله،
كان ممكن تفرحه أكتر لو سمعها في حضوره.
ماكانش بيطلب حاجة، كان بيعدّي بخفة، ويضحك من قلبه، وحضوره لوحده كان يجمّل أي مكان.
كان ممكن يحس بإيه…لو شاف حب الناس اللي ما يعرفهمش،وسمع كل الكلام الحلو ده قبل ما يمشي؟
المشاعر المؤجلة تسرق منّا اللحظة، تسرق الفرصة،
وتترك في القلب سؤالًا:
“ليه ما قلتش؟”
قول اللي جواك.
ابعت الرسالة.
اظهر فجأة.
ابتسم واطمّن حد.
ما تخليش الطيبة تنتظر توقيعًا بالموافقة.
لأن كل ما هو مؤجل…
قد لا يعود أبدًا.