في ذكرى رحيل صلاح السعدني.. فقد أربعة من أشقائه بسبب "الزواج المبكر"

في مثل هذا اليوم، رحل "عمدة الدراما المصرية" الفنان الكبير صلاح السعدني، تاركاً وراءه مسيرة فنية وإنسانية مليئة بالألم والنجاح والتحديات التي لم يكن الجمهور يعلم عنها الكثير.
بعيداًعن الأضواء والكاميرات، كان صلاح السعدني يحمل في قلبه جرحاً قديماً لم يبرأ، حين فقد أربعة من أشقائه في طفولته بسبب مأساة اجتماعية مؤلمة عاشتها أسرته زواج والدته المبكر وهي في سن الثانية عشرة، حيث لم تكن تملك الخبرة الكافية لتربية الأطفال، ما تسبب في فقدانهم واحداً تلو الآخر.
وفي أحد لقاءاته النادرة، روى الفنان الراحل تفاصيل هذه المأساة قائلاً:"وافقت على بطولة مسلسل القاصرات لأنني كنت أعيش هذا الواقع، والدتي كانت تحكي لي دائماً كيف تم تزويجها وهي طفلة، لم تكن تعرف شيئاً عن الزواج، كل ما كانت تحلم به وقتها هو اللعب، لكنها وجدت نفسها أماً دون أن تعرف معنى الأمومة".
العمدة الذي شجع الزمالك خوفاً
وعلى الرغم من انتمائه الشديد للنادي الأهلي، إلا أن الفنان الراحل تعرض لموقف طريف جعله يرفع شعار "زمالك وبس" ليوم واحد فقط.
القصة تعود إلى يوم قرر فيه التوجه مع صديقه مصطفى متولي لمقابلة محمود الجندي في أحد الكافيهات بمنطقة المهندسين لكن ما إن وصلا، حتى صادفوا احتفالاً صاخباً لجماهير الزمالك، الذين كانوا يحتفلون بفوز فريقهم على الإسماعيلي وأمام الحشد الزملكاوي الغفير، وبعد أن تعرف على العديد من الوجوه، لم يجد السعدني مفراً من التصرف بشكل سريع وعندما نصحه مصطفى متولي بالهتاف من السيارة "بيب بيب زمالك" لتفادي أي مواجهة قد تحدث.
من الزراعة إلى المسرح
ولد صلاح الدين عثمان السعدني في عام 1943 بمحافظة المنوفية، وتفتح وعيه الثقافي على يد شقيقه الكاتب الكبير محمود السعدني ورغم التحاقه بكلية الزراعة، إلا أن حلم التمثيل كان أقرب إلى قلبه، وهناك التقى بشريك الرحلة الفنية عادل إمام، ليبدأ معاً أولى خطوات المسرح من على خشبة الكلية.
بدايته كانت من خلال مسلسل "لا تطفئ الشمس"، ثم "الضحية" عام 1964، لكن طريقه لم يكن ممهداً، إذ تعرض لمحنة كبرى بعد اعتقال شقيقه، ومنعته السلطات وقتها من التمثيل تماماً.
حتى عندما حاول صديقه عادل إمام مساعدته بترشيحه لـ"مدرسة المشاغبين"، تم استبعاده، ليتحول الدور إلى أحمد زكي، وتستمر محاولات من حوله لإنقاذ موهبته لكن السعدني تمسك بكرامته وقال أنا ممثل وهأفضل ممثل، مش إداري ولا موظف".