سولاف فواخرجي بين قرار الشطب وحق التعبير… من يملك الحق في إسكات الصوت؟

ليس من السهل أن تكون فنانًا حقيقيًا في زمن يزداد فيه الصمت.
وليس من السهل أن تظل إنسانًا، عندما يُطلب منك أن تكون مجرد صورة على الحائط.
لكن سولاف فواخرجي لم تختَر الطريق السهل.
اختارت أن تحكي، أن تواجه، وأن تكون صوتًا لناس تعبوا… وناس محتاجين مَن يحكي عنهم.
واليوم، تُفاجأ الفنانة السورية بقرار من نقابة الفنانين السوريين بشطب عضويتها، بدعوى “الخروج عن أهداف النقابة”، لكنّ الحقيقة أن من يخرج عن الناس، هو من يُقصي الصوت لا من يرفعه.
سولاف ليست فقط ممثلة ناجحة، بل امرأة تشبه “سلمى”، بطلتها في الفيلم الذي أخرجته… تلك السيدة السورية المكافحة التي تعيش وسط أنقاض الحرب والزلازل، باحثة عن الحب، والهوية، والحياة.
قالت سولاف في حوار سابق:
“لم نختر القصة اعتباطًا، بل هي واحدة من قصصنا السورية الكثيرة… نحاول دائمًا أن نركّز على الناس، لأننا نقدم الأعمال لهم ومن أجلهم.”
هكذا ترى سولاف الفن: رسالة، موقف، صوت إنساني لا يُخاف منه، بل يُحتفى به.
من سوريا إلى فلسطين، ومن كاميرا المخرجة إلى تفاصيل الأم،قدّمت فواخرجي أعمالًا تشبهها… صادقة، صلبة، وعاشقة في آنٍ معًا.
نختلف معها؟ ربما.
لكن نحذفها؟ لا.
لأن الفنان، حتى لو خانه التعبير، لا يُقصى، ولا يُمحى.
وصوت الإنسان لا يُصنّف ضمن “مخالفات النقابة”، بل يُحتضن باعتباره نبض الحياة.
نحن لا ندافع فقط عن اسم،
بل عن حق الفنان في أن يكون حرًا… وحق الإنسان في أن يكون مسموعًا، حتى لو لم يُرضِ الجميع.
مارأيكم في قرار نقابة الفنانين السورية بشطب عضوية سُلاف فواخرجي؟
هل هو إجراء عادل… أم إسكات لصوت كان من المفترض أن يُسمع؟
