"ضحكنا معاه.. وبكينا عليه" .. ذكرى رحيل سيد زيان.. الكوميديان الذي أنهكه المرض وحفظ القرآن قبل أن يرحل

سيد زيان
سيد زيان

في مثل هذا اليوم، أسدل الستار على حياة واحد من أعمدة الكوميديا في مصر والعالم العربي، الفنان سيد زيان، الذي رحل عن عالمنا في 13 أبريل 2016، بعد سنوات طويلة من المعاناة مع المرض لكنه لم يرحل من قلوب جمهوره، ولا من ذاكرة المسرح والدراما والسينما.

 

من نجم الكوميديا إلى قارئ للقرآن الكريم

في عام 2003، تعرض سيد زيان لجلطة دماغية غيرت مجرى حياته تماماً، وأفقدته القدرة على الحركة والكلام، ليبتعد عن الأضواء ويبدأ رحلة جديدة لكنها لم تكن على خشبة المسرح، بل مع كتاب الله.

اعتزل زيان الأضواء، وتفرغ لحفظ القرآن الكريم طيلة 13 عاماً، حتى أتمه كاملاً، محققاً بذلك أمنية والده القديمة، ومثبتاً أن الفنان الحقيقي لا يعرف المستحيل حتى في أحلك ظروفه.

وفي عام 2011، وبعد سنوات طويلة من العلاج الطبيعي في إحدى الدول العربية، وقف زيان على قدميه من جديد، في لحظة مؤثرة أبكت كل من عرفوه عن قرب لكنه اختار ألا يعود للفن، وظل بعيداً عن الكاميرات حتى وافته المنية في 13 أبريل 2016.

 

الموهبة لا تقتصر على التمثيل

لم يكن سيد زيان مجرد ممثل كوميدي فقط بل كان صوتاً طربياً دفيناً، لو لم يأخذه التمثيل، لكان مطرباً من الطراز الرفيع،في جلسة فنية نادرة، جلس زيان يغني "يا ليل يا عين" متحدياً كبار الملحنين والمطربين: محمد الموجي، حسن أبو السعود، عبد الله محمود، نجاح الموجي، وأمال مغربي، وكان نداً قوياً لهم، حتى أن الموسيقيين قالوا عنه: "يغني ما لا يستطيع بعض المطربين غناؤه".

وفي مسرحياته الشهيرة، لم يكن زيان يكتفي بالكوميديا، بل كان يدمج الغناء في جمله الطبيعية، يلقي الموال ببساطة، وكأنه ولد ليطرب ولم يكن ذلك مجرد استعراض موهبة، بل تجل لفنان حقيقي يشعر بالكلمة ويترجمها بصوته.

تم نسخ الرابط