محمد هشام عبية: "منتهي الصلاحية" ليس وثائقيًا.. والرهانات تُشبه الإدمان (حوار)

في إطار الدراما العربية التي تواكب قضايا العصر، يناقش مسلسل "منتهي الصلاحية" ظاهرة الرهانات الرقمية وتأثيرها على الأفراد والمجتمع.
وفي هذا الحوار، يتحدث الكاتب محمد هشام عبية عن بداية فكرة العمل، التحديات التي واجهها أثناء الكتابة، وكيف تم تناول الجانب النفسي للشخصيات المدمنة لهذه الرهانات.
وإلى نص الحوار..
كيف جاءت لك فكرة مناقشة قضية الرهانات الرقمية في عمل درامي؟
الفكرة بدأت من المخرج تامر نادي، الذي اقترح عليَّ المشروع بعد نجاح تعاوننا في مسلسل "صلة رحم".
كان الحديث عن الرهانات الرقمية قد بدأ يطفو على السطح، وكنت أسمع عنها بشكل غير مباشر، ثم بدأنا في البحث والتعمق في الموضوع، وكان الهدف هو تقديم صورة واضحة لهذه الظاهرة التي انتشرت بشكل واسع في الآونة الأخيرة.
هل واجهت أي تحديات أثناء كتابة السيناريو؟
كان التحدي الأكبر في أن المشروع يتناول ظاهرة تحدث في الوقت الراهن، وهو ما يعني أن هناك تحديثات مستمرة لهذه المراهنات.
المسلسل ليس وثائقيًا، لذا كان علينا أن نتجنب الوقوع في فخ نقل الوقائع كما هي، كما أن الموضوع قد يبدو معقدًا للمتابعين غير الملمين بالرهانات الإلكترونية، ولذلك بذلنا جهدًا كبيرًا لكتابة السيناريو بشكل سهل وواضح للجمهور.
هل تعتقد أن المسلسل قد يغير نظرة الجمهور تجاه الرهانات الرقمية؟
المسلسل يعرض الظاهرة كما هي دون إصدار أحكام مسبقة، نحن لا نقدم أنفسنا كقضاة لهذه الظاهرة، بل نتناول نتائجها السلبية وإمكانية وجود جوانب إيجابية.
الجمهور هو من يقرر في النهاية ماذا يعتقد، لكن شخصيًا أرى أن هذه الرهانات تمثل خطرًا كبيرًا، لأنها تتشابه مع الإدمان.
كيف تعاملت مع الجانب النفسي للشخصيات المدمنة على الرهانات الرقمية؟
الجانب النفسي كان محوريًا في بناء شخصيات المقامر، بشكل عام، هو شخص مدمن له تركيبة نفسية معقدة، تواصلنا مع دكتور نفسي متخصص، وقمت بقراءة العديد من الكتب التي تتناول نفسية المقام.
كان من الضروري فهم دوافعه وتفسير شعوره المستمر بالحاجة إلى الاستمرار رغم الخسارة، وهو ما شكل جوهر بناء الشخصيات في العمل.
هل هناك شخصية معينة في المسلسل شعرت أنها الأقرب إلى فكرتك الأصلية أثناء الكتابة؟
الشخصيات الرئيسية في المسلسل، مثل شرقاوي وصالح، كانت الأقرب إلى فكرتي الأصلية، فكانت تعبيرًا عن فئة معينة في المجتمع المصري، هؤلاء الشخصيات جمعت بين العمق النفسي والجوانب الاجتماعية التي أردت تسليط الضوء عليها.
كيف حافظت على التوازن بين الجانب التوعوي والتشويق الدرامي؟
الجانب التوعوي كان موجودًا في الخلفية، ولكن المسلسل كان يهدف بشكل أساسي إلى تقديم قصة درامية مشوقة.
كان عليَّ أن أتجنب أن يكون العمل أشبه بمحاضرة توعوية، والتركيز كان على تقديم الشخصية الرئيسية والمشاكل النفسية المتعلقة بالمقامرة الرقمية بشكل جذاب، مع الحرص على أن يكون العمل مشوقًا.
كيف كانت تجربتك مع المخرج تامر نادي في تحويل السيناريو إلى صورة بصرية؟
تامر نادي هو مخرج مجتهد ومحب لما يفعل، ونحن لدينا طريقة متفق عليها لتطوير السيناريو، العمل معًا يتسم بالتفاهم والتعاون، وكانت هناك بعض التعديلات أثناء التصوير، وهي نتيجة لروح التعاون بيننا ورؤية المخرج التي تطورت خلال العمل.
كيف رأيت ردود أفعال الجمهور على العمل حتى الآن؟
الحمدلله، ردود الفعل من الجمهور كانت إيجابية إلى حد كبير، أنا دائمًا أحرص على الاستماع إلى آراء الجمهور، خاصة النقد البناء، ورغم أننا تلقينا آراء إيجابية، إلا أن الجمهور كان ينتظر النهاية ليتمكن من تقييم العمل بشكل كامل.
هل تلقيت تعليقات من أشخاص تأثروا بالمسلسل لأنهم مروا بتجربة مشابهة؟
نعم، تلقيت العديد من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي من أشخاص كانوا قد مروا بتجربة مشابهة مع الرهانات الرقمية وتوقفوا عنها.
بالنسبة لهم، كان المسلسل بمثابة إشارة لخطورة الموضوع، وهذا أثر فينا كثيرًا وأعطانا دفعة قوية لمواصلة العمل على هذا الموضوع.