خلف كواليس "صراع في الميناء".. سبب ضرب عمر الشريف لـ أحمد رمزي ‎

فيلم صراع في الميناء
فيلم صراع في الميناء

 تحل اليوم الذكرى الـ68 على عرض فيلم "صراع في الميناء"، الذي شهد أول عرض له في السينمات في مثل هذا اليوم من عام 1956.

ويعتبر الفيلم واحداً من أبرز كلاسيكيات السينما المصرية التي لا تزال حاضرة في ذاكرة جمهور السينما العربية على الرغم من مرور العديد من السنوات، يبقى "صراع في الميناء" أحد الأفلام التي يتم إعادة مشاهدتها مراراً، وتظل تحظى بإعجاب الأجيال المختلفة.

 

الفيلم وعلاقته بمدينة الإسكندرية

تدور أحداث "صراع في الميناء" في قلب ميناء الإسكندرية، وتحديداً في منطقة بحري الشهيرة، إحدى أقدم الأحياء التي تحمل عبق تاريخ عروس البحر المتوسط تم تصوير مشاهد الفيلم في هذه المنطقة التي تمثل جزءًا أساسياً من الهوية المصرية، مما أعطى الفيلم طابعاً خاصاً.

 

حكاية المشهد الشهير بين عمر الشريف وأحمد رمزي

من الطرائف التي تذكرها العديد من القصص وراء كواليس "صراع في الميناء"، هو المشهد الشهير الذي جمع بين عمر الشريف وأحمد رمزي في هذا المشهد، كان عمر الشريف يضرب أحمد رمزي ويوقعه على الأرض، قبل أن تأتي فردوس محمد، التي تؤدي دور "أم رجب الونش"، لإنقاذه من قبضته.

لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن هذا المشهد لم يكن مجرد تمثيل عادي فقد كشف المخرج عاطف سالم في مذكراته أنه قرر إدخال عنصر من الواقعية في المشهد، حيث أوهم عمر الشريف بأن أحمد رمزي يكن مشاعر تجاه زوجته فاتن حمامة ونتيجة لهذه الحيلة، اندفع عمر الشريف في ضرب أحمد رمزي بعنف شديد، وهو ما دفع أحمد رمزي للتراجع إلى المياه ورغم صراخ أحمد رمزي، استمرت الكاميرا في التصوير، ولم يتوقف التصوير إلا بعد أن نطق يوسف شاهين بكلمة "استوب".

بعد ذلك، حاول أحمد رمزي فهم السبب وراء هذه القسوة في ضربه، حتى اعترف عاطف سالم بالحيلة التي نفذها.

 

قصة فيلم "صراع في الميناء"

يعد "صراع في الميناء" من الأفلام التي تركت بصمة واضحة في السينما المصرية، وذلك ليس فقط بسبب أحداثه المثيرة ولكن أيضاً بفضل شخصياته المتعددة والمعقدة الفيلم من بطولة فاتن حمامة، عمر الشريف، أحمد رمزي، توفيق الدقن، حسين رياض، فردوس محمد، عزيزة حلمي، ورياض القصبجي تأليف وإخراج يوسف شاهين.

وتدور أحداث الفيلم حول الشاب "رجب" الذي يعمل على سفينة، ويتغرب عن أهله لفترة طويلة وعندما يعود، يجد أن الميناء الذي نشأ فيه يعاني من صراع بين العمال وشركة النقل التي يمتلكها رجل كبير بالإضافة إلى ذلك، يكتشف "رجب" أن هناك صراعاً آخر يدور بينه وبين صديقه القديم "ممدوح"، الذي كان يعتبره أخاً، وذلك بسبب علاقته بـ"حميدة"، ابنة خالة رجب التي يحبها.

 

الدراما الإنسانية والتنافس العاطفي

الفيلم ينسج قصة عاطفية معقدة تتداخل فيها مشاعر الحب والغيرة والصراع الاجتماعي ويعود "رجب" بعد غياب ثلاث سنوات ليكتشف أن مشاعر الغيرة قد بدأت تتسرب إلى قلبه تجاه "حميدة" بسبب علاقاتها مع "ممدوح"، وهو ابن صاحب شركة النقل البحري في ذات الوقت، تعيش الشركة مشاكل كبيرة بين العمال والمالكين، مما يفاقم من التوترات التي يعيشها الجميع ومع تطور الأحداث، يكتشف "رجب" أن صاحب الشركة هو في الحقيقة والده، بينما "ممدوح" هو شقيقه غير الشقيق، مما يعقد الصراع في الفيلم ويضيف بعداً إنسانياً عميقاً للقصة.

يظل فيلم "صراع في الميناء" أحد الأفلام الخالدة في تاريخ السينما المصرية والعربية، التي قدمت مزيجاً من الدراما الإنسانية والحب والتحديات الاجتماعية ومن خلال شخصياته المعقدة والمشاعر المتشابكة، نجح الفيلم في نقل صورة حية عن الواقع المصري في الخمسينات، ليظل في ذاكرة الجمهور حتى اليوم.

تم نسخ الرابط