قصة أغنية "يونس" المستوحاة من سيرة الهلالية بقيادة الأبنودي ومحمد منير

كل أغنية تحمل في طياتها مشاعر وأحاسيس تتشابك مع الأحداث التي مر بها صاحبها، وتظل هذه الأغاني خالدة في الذاكرة، وأغنية "يونس" للمطرب الكبير محمد منير هي إحدى تلك الأغاني التي تغنيت بكلمات الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، وتظل واحدة من أكثر الأغاني تأثيرًا في تاريخ الغناء العربي.
قصة التعاون بين منير والأبنودي
بدأ المطرب محمد منير في التفكير في فكرة لحنية جديدة، أثناء عمله مع الملحن محمد رحيم، ليأتي إلى ذهنه جزء من سيرة الهلالية الشهيرة.
كشف الأبنودي في إحدى لقاءاته التليفزيونية عن بداية القصة، حيث أكد أن الأغنية كانت فكرة منير نفسه، الذي اقترح على رحيم أن يذهب إلى "الخال" ليطلب منه كتابة أغنية مستوحاة من سيرة الهلالية، وعندها كانت أول كلمات قد طرحت على الأبنودي، مثل "يا بنات الهلالية يا بنات الهلالية"، لكن الأبنودي رأى أن هذه الكلمات ستكون غير مناسبة، لذلك بدأ في كتابة الكلمات الشهيرة للأغنية.
وأوضح الأبنودي أنه استلهم كلمات الأغنية من أحداث سيرة بني هلال، وتحديدًا قصة "يونس"، الذي وقع في حب عزيزة ابنة سلطان تونس.
وكانت بداية كلمات الأغنية كما يقول الأبنودي: "جاى من بلادى البعيدة.. لا زاد ولا ميا.. وغربتى صحبتى بتحوم حواليا.. وتقوليلى بحبك بتحبى إيه فيا.. ودى حب إيه اللى من غير أى حرية".
الأغنية والسيرة الهلالية
وتدور الأغنية حول قصة يونس، نجل شقيقة أبو زيد الهلالي، الذي تم أسره في تونس، حيث أسرت عزيزة ابنة السلطان "يونس" ووقعا في حب بعضهما البعض.
وذكر الأبنودي أن الكلمات تعكس هذه الأحداث التي وردت في السيرة الهلالية التي جمعها على مدار 20 عامًا، وكان قد أصدر الجزء الأول منها في عام 1988.
وتظل أغنية "يونس" واحدة من أبرز وأجمل الأعمال التي كتبها عبد الرحمن الأبنودي، التي جاءت لتضيف بعدًا جديدًا للسيرة الهلالية في الأغنية العربية.
كما أن أداء منير في هذه الأغنية، الذي وصفه الأبنودي بأنه كان في قمة جماله، جعل من هذه الأغنية واحدة من أعظم وأهم أغانيه على الإطلاق.