حوار/ عمرو خالد: هذا فضل العشر الأواخر في رمضان.. والدعوة ليست مهنة لكنها رسالة
الأحد 16/أبريل/2023 - 02:43 م

عمرو خالد
جيجي محمود
أطلق الدكتور عمرو خالد، برنامج يحمل عنوان "الفهم عن الله"، ويعرض حاليًا عبر قناته علي موقع يوتيوب، ويستمر على مدار شهر رمضان، ويناقش فيه امور الحياة المختلفة والدين وأمور عديدة، لذا حرص "وشوشة" على إجراء حوارًا مه للوقوف على المحطات المهمة في حياته ويكشف عن فضل العشر الأواخر في رمضان وإلى نص الحوار...
في البداية حدثنا عن المحطات المهمة في حياة الدكتور عمرو خالد؟
بدأت رسالتي وأنا عمري 22 عامًا، ومنذ 7 سنوات شعرت أنه لم يعد لدي ما أقدمه، لكنني تعلمت من الدكتوراه منهجية التفكير، اكتشفت عشوائية تقديم الروحانيات، وبدأت الجزء الثاني من مسيرتي: "الدعوة ليست مجرد مهنة، لكنها رسالة" قبل 6 سنوات، واجهت 5 مصائب في أسبوع واحد، وكان ذلك قبل رمضان بأسبوع، علمت أنها رسالة من الله، لأتحرك في مساحة جديدة، وعشت أجمل رمضان في حياتي، عشت سبعة معان: التسليم، الرضا، التوكل، اليقين، التقوى، العبودية، الحب 30 يومًا كلها ذكر وتأمل وعبادة، بعد نهاية رمضان ذهبت إلى احدي الدىل حيث أمضيت 40 يومًا داخل إحدى الغابات، كلها ذكر وتأمل وعبادة، شعرت بحلاوة العبودية، ومن حلاوة ما تذوقت، كنت أتمنى أن تتذوق ما تذوقت بعد العودة، بدأت الفصل بين عملي ومصدر رزقي، قررت ألا أظهر على الشاشات، أو "السوشيال ميديا"، فقط أدرس، أحضرت كل كتب التراث الروحي، قرات في سنة 200 كتاب وقمت بتلخصيها، فوجدت خيطًا يجمع بين تراث المسلمين الروحي، هو الإحسان الإحسان بمعنى أن تعبد الله كأنك تراه، هو الجامع لكل المعاني الروحانية التي يمكنك أن تستشعرها مع الله في كل حياتك، لأن كل معنى روحي لايتم إلا بفكرة الإحساس بالله كأنك تراه.
في شهر رمضان يصيب البعض الفتور بعد النصف الأول من الشهر الفضيل فيما توصي في ذلك؟
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لكل عمل شرّة، ولكل شرّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك" في الحديث يتحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن همة الإنسان بين الصعود "شرّة" والهبوط، وهو الفتور، يحلل طبيعة النفس البشرية.. منحنى الصعود والهبوط فيها عد بعد الفترة للشرّة، بدأت رمضان بحماس، ثم هدأت في العشر الأواسط، تستطيع أن تعود ثانية أقوى من البدايات، هذا ليس تدريبًا روحيًا دينيًا للثواب فقط، وإنما سيساعدك في باقي حياتك العملية لتكون أنجح.
ما هي الطريقة التي يترفع من همتي؟
التحفيز الرباني بالثواب، ليلة القدر إما 25 أو 27 أو 29، عد بقوة هل أنت متخيل أن ليلة واحدة تمحو كل شيء سيء في الماضي وتؤمن لك المستقبل، اغتنم فرصة هذه الليلة الوترية، فقد تكون ليلة القدر ولا تستون بها، ولا بالليالي الوترية القادمة لدي فكرة رائعة تجعلك تذهب إلى الله وأنت تريد أن تعبده من كل قلبك حبًا وليس طمعًا فقط، تقوم على خمس بشريات فيها تدرج جميل من عطاء ربنا، جمعتها من آيات القرآن الكريم، وهذه البشريات الخمس هي:البشرة الأولى: "مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ".. ما كل هذا الكرم؟ الحسنة بعشرة والسيئة بواحدة فقط.
البشرى الثانية: مضاعفة الحسنات، " مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ"، ليس فقط الحسنة بعشر أمثالها، ولكن الله يضاعف لمن يشاء.
البشرى الثالثة: ماذا عن السيئات؟ " إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا"، تأتي يوم القيامة تقرأ كتاب اعمالك فتمر على السيئات فتجد أنها تحولت إلى حسنات لأنك تبت إلى الله وفعلت حسنات .
البشرى الرابعة: " وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، فتأخذ الثواب على أحسن شيء فعلته ويكون هو المتوسط، لو تصدقت ألف مرة تأخذ أجر وثواب أفضل مرة تصدقت فيها، وبذلك يعلي لك الله مستواك في الصدقة، وكذلك لو أبررت أمك 20 سنة مثلًا يجزيك الله على مستوى أحسن مرة أبررتها فيها، فيعلي مستواك في بر الأم، وهذا من مظاهر إحسان ربنا لنا كما قال عز وجل "هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ".
البشرى الخامسة: ليلة واحدة في العام هي خير من ألف شهر وهي ليلة القدر، كرم ربنا كبير يشعرنا أننا كلنا سندخل الجنة ولن يدخل النار إلا السيء والعاصي جدًا.
أقبل على الله واعبده بحب، اقرأ القرآن بحب، واجتهد في الصلاة، وادع بحب، واذكر الله بحب.
وأخيرًا حدثنى عن فضل العشر الأواخر في رمضان؟
إلا أن لربكم في أيام دهركم لنفحات "هدايا" ألا فتعرضوا لها.. ماذا كان يفعل النبي في هذه الليالي؟.عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَر هذه أيام الدعوات المستحيلة، ارفع سقف الدعاء، من له عوة كبيرة هذه موعدها الدعاء كله عبودية وإحسان.. الدعاء قمة العبودية.. الدعاء هو العبادة.. الدعاء مخ العبادة شروط الإجابة أربعة: اليقين – التوبة الخشوع والتذلل - عدم الاستعجال.. الأربعة كلها عبودية لله 3 وسائل لإحسان الدعاء: -أن تدعو بإحساسك كأنك تراه الدعاء المأثور من القرآن والسنة.. قمة الإحسان لأنها دعوات لها سر وهي قمة التوسل والثناء على الله.
دعوات مخصوصة ترتبها بكلمات مخصوصة. مثال أنا: "اللهم أحيي بي سنة النبي وبلغ صوتي للآفاق".
إحسان الدعاء بالبدء بالثناء على الله كل عبادة لها وجهان ثناء وطلب.. الفاتحة نصفها الأول ثناء، ونصفها الآخر طلب لو جمعت الثناء والطلب هذا هو إحسان العبادة.
حسن الظن بالله في أن يرزفني الله التوفيق إلى ليلة القدر، حسن الظن في قوله تعالى " إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا"أخرج أفضل ما لديك وأحسن الظن بالله أنه سيبلغك ليلة القدر "فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ ۖ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ". في هذه الليلة، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، تخيل قدرك يكتب وأنت حاضر ليلة القدر عابدًا، استبشر بقدرك العام القادم، مهما رأيت فيها من سي قدرك جميل، تذهب إلى مالك الملك في ليلة القدر عابد، راج مؤمل هل يتركك؟!.