حوار/ الشيخ مصطفى عبدالسلام إمام مسجد الحسين: الصيام دون صلاة "صحيح".. ويجوز للمرأة قراءة القرآن أثناء العذر الشرعي

إن من أعظم أولويات الصائم في شهر رمضان أن يصوم حق الصيام وأن يقيم حق القيام، فمن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، فأعظم ما يبدأ به الصائم وقته وهدفه في هذا الشهر الفضيل هو أن يصوم حق الصيام وأن يقوم ليله حق القيام. 

الصيام صحيح، لكنه ترك ركن الإسلام الأعظم وهو الصلاة، وهذا حرام لا ينبغي لعبدٍ أن يصوم دون أن يصلي، يقول الله سبحانه وتعالي "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ"، إذا كان الصيام هامًا وهو ركن من أركان الإسلام فإن الصلاة ايضًا هي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة فلا يجوز ابدًا أن نصوم فقط دون أن نصلي، فعلي الذي يفعل ذلك أن يحافظ علي صلاته كما يحافظ على صيامه. 

لا يجوز احتكار السلع لا في رمضان ولا في غير رمضان، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن المحتكر ملعون الذي يحتكر السلع، قال الرسول صلى الله عليه وسلم أن المحتكر ملعون والجالب مرزوق، فالمحتكر ملعون أي مطرود من رحمة الله سبحانه وتعالى، والجالب مرزوق بمعنى الذي يتركها على الله ربنا سبحانه وتعالى يرزقه، لذلك لا ينبغي أن نحتكر السلع أو نستغل حاجة الناس وضرورياتهم، وعلينا أن نقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة والأهم من ذلك البحث عن البركة وليس البحث عن كثرة الرزق دون أن نسعى إلى أن هذا الرزق جاء من حِل أو من حرام. 

لا ينبغي ذلك أبدًا، فالصيام عبادة والعمل كذلك عبادة، لما دخل النبي صلى عليه وسلم المسجد ووجد رجل كل ما يدخل المسجد يجد هذا الرجل فسأله النبي صلى الله عليه وسلم ماذا تعمل؟ فقال له أخي يعمل ويطعمني فقال له لا، وأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوم ويعمل وأن يعبد الله كذلك وأن يؤدي صلاته، فالعمل والعبادة خيطان يسيران في طريق واحد وفي إطارٍ واحد، فلا ينبغي لعبدٍ أن يفضّل العمل على العبادة ولا أن يفضّل العبادة على العمل، لأن الإسلام أمر بالعمل، ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم يد رجل متعبة ويد ناعمة فنظر النبي على اليد المتعبة التي شُققت من كثرة التعب والعمل والجِد والكفاح في هذه الحياة فقال النبي صلى الله عليه وسلم" هذه يد يحبها الله ورسوله" . 

فليتقي الله أُناس يفتون في دين الله بغير علم، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن هذا العلم دين، والعلماء قالوا لنا انظروا عن من تُأخذون عنه دينكم، فينبغي على السائل إن سأل فقيهًا أو عالمًا أو ربانيًا أو أزهريًا لابد أن يكون تعلّم ودرس كتاب الله ورسوله على يدٍ أكابر، وعلى المسئول كذلك أن يتقي الله سبحانه وتعالى في فتواه فإن لم يعلم فليقل لا أعلم فلا حرج في أن يقول لا أعلم، أما الذي يفتي الناس بغير علم فقال الله سبحانه وتعالى " وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا"، فليتقي الله أُناس يفتون في دين الله بغير علم. 

هذا كلام خاطئ، رمضان كله روحانيات، ولا يمكن ابدًا أن تختفي، فهي موجودة على مر الزمان والعصور، الله فضّل هذا الشهر والكون كله في أنوار ونفحات شهر رمضان؛ فيها الجنة تُفتح أبوابها والنار تُغلّق أبوابها ومرضة الجن يقيدون والملائكة تنادي يا باقي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر وأبواب الجنة مُفتحة للصائمين، فلم تختفي روحانيات رمضان بالعكس ومصر من أكثر البلاد التي تظهر فيها هذه الروحانيات؛ مثل مدفع الإفطار وصلاة التروايح وصلاة التهجد والمسحراتي وإفطار الصائمين والعزومات والشباب التي تقف على النواصي والشوارع والطرقات لكي تقدم المياه والعصائر والتمور للصائمين المارة في الشوارع وعلى طريق السفر، فكل ذلك يدل على أن مثل تلك الروحانيات مازالت موجودة ولم تختفي ابدًا. 

هذا جُرم كبير، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن أُناس يأتون بحسناتٍ أمثال جبال تهامة بيضا يجعلها الله هباءًا منثورا لأنهم يجاهرون بالمعصية، فليتقي الله أُناس يجاهرون بالمعصية. 

نعم يجوز قرأة القرآن والذكر والدعاء أثناء العذر الشرعي للمرأة، ويكون قرأتها للقرآن الكريم بحائل أو من الهاتف المحمول، فإذا أرادت أن تقرأ من المصحف فلتمسكه بحائل والأفضل أن تقرأه من حفظها أو من الهاتف المحمول، كذلك مُباح لها الذكر والدعاء. 

نعم تجوز الصلاة والصلاة صحيحة، لكن الوضوء لا يجوز مع تركيب الأظافر أو مع أي حائل يمنع الماء من أن يصل إلى أصل البشرة أو إلى أصل الجسد، والوضوء الصحيح الذي يصل الماء من خلاله إلى أصل الجسد، فكل ما يحول بين هذا الشرط فالوضوء باطل، فالتي تركب أظافر وتلك الأظافر تحول بينها وبين الأظافر الطبيعية فهذا الوضوء ناقص عليها أن تعيد الوضوء، فمن شروط صحة الصلاة الطهارة والوضوء فلابد أن يكون الوضوء صحيحًا. 

الصيام صحيح ولكن الأفضل أن تخرج المرأة في كامل عفتها وحِشمتها حيائها، حتى لا تُلفت الأنظار من الناس المريضة التي قال الله عنها في القرآن "فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ"، فإن هناك أُناس قلبها مريض تنظر إلى المرأة على أنها سلعة فالأفضل أن تلبس المرأة لِباسها الشرعي الذي لا يصفّ ولا يشفّ، فمن شروط الحجاب الشرعي أنه لا يصفّ ولا يشفّ؛ أي لا يصف الجسد ولا يكون ضيقًا بدرجة أنه يصف الجسد وحجمه. 

التصوير ليس حرامًا أثناء أداء مناسك الحج والعمرة، شريطةً أن هذا التصوير لا يمنع العبد من الخشوع والتركيز وأداء المناسك وطاعة الله سبحانه وتعالى أو أن يخرجه التصوير عن الخشوع المراد أثناء الطواف وأداء مناسك الحج والعمرة. 

قضاء وقدر، فظاهرة تأخر الزواج ظاهرة عالمية، وأننا على دراية على مرئ ومسمع من تعدد السكان الملحوظ في كل المنطقة وأن عدد البنات في المجتمع أكثر من عدد الأولاد هذا من ضمن الأسباب، وعزوف كثير من البنات والشباب عن الزواج، وغلاء المعيشة، فهذه ثلاث أسباب مهمة جدا لتأخر الزواج في المجتمع العربي، لكن على الجميع أن يُعيد النظر مرة أخرى في هذا الأمر وأن نتساهل في تكاليف الزواج وفي المهور وأن نيسر الزواج على الشباب والبنات حتى نسهل لهم طريق العفة، وأن يقبل البنات والشباب على حلال الله سبحانه وتعالى وعلى العلاقة الحلال التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بها وهي الزواج، وأن يلجأوا إلى الله سبحانه وتعالى دائمًا بدعائهم وصلواتهم وخلاوتهم بأن يرزقهم الله سبحانه وتعالى بالزوج الصالح وبالزوجة الصالحة، وهناك دعاء" اللهم لا سهلًا إلا ما جعلته سهلًا وأنت تجعل الصعب إن شئت سهلًا" ، هذا دعاء لتيسير الأمور. 

القيمة التي حددتها دار الإفتاء ثلاثين جنيه كحد أدنى للفرد الواحد، ومن أراد أن يستزيد فلا بأس.