حوار/ ناندا محمد: "أم ليث" في "بطلوع الروح" شخصية حقيقية.. ونساء كتيبة الخنساء أعنف من رجال داعش
الأحد 01/مايو/2022 - 07:22 م

ناندا محمد
هايدي عبد الرافع
"أم ليث".. هي شخصية قوية تقوم بتنفيذ أوامر "أم جهاد" قائدة "كتيبة الخنساء" في "داعش" ليس لديها مشاعر إنسانية كل ما تُفكر فيه هو تنفيذ أي أمر يأتي في مصلحة التنظيم، لذلك تقوم بتسليم أي فتاة تخرج عن النظام داخل مدينة الرقة بسوريا، فوجودها يرعب جميع النساء، تلك الشخصية لم تكن سهلة أبدًا، لكن الفنانة السورية ناندا محمد، استطاعت أن تُجسدها ضمن أحداث مسلسل "بطلوع الروح"، بطريقة السهل الممتنع، مما جعلت كل من شاهدها يشعر كإنها امرأة داعشية بالفعل من شدة تقمصها للدور.
ولأن "ناندا" أبدعت في تجسيد "أم ليث"، كان لا بد أن نتحدث معها في حوار خاص لـ"وشوشة" عن المرجع التي استعانت به كي تقوم بدور "أم ليث"، ومن خلال تجسديها لتلك الشخصية كشفت الكثير من الأسرار عن نساء داعش.
في البداية.. كيف استعدتي نفسيًا لتجسيد شخصية "أم ليث" وهل كان هناك مرجع لها؟
بالفعل كان لدي مرجع حقيقي لأن معظم الفيديوهات التي تتحدث عن نساء داعش تم حذفها من الانترنت، لذلك تحدثت مع سوريين كانوا متواجدين في محافظة الرقة، وحاولت أعرف منهم التفاصيل التي تساعدني بتقديم شخصية "أم ليث"، فعلمت بشخصية فتاة انضمت لكتيبة الخنساء بعد 3 أيام من إنشاء الكتيبة كانت تعمل في "ملهى ليلي" بحدود "الرقة" وجارتها قررت أن تأخذها لقائد الكتيبة، كل هذه التفاصيل لم تكن بالمسلسل، ولكنها مهمة جدًا بالنسبة لي كي أعرف أجسد "أم ليث" على أكمل وجه، وهذا بالإضافة إنني شاهدت وثائق عن كتيبة الخنساء.
هل شخصية "أم ليث" حقيقة؟
نعم شخصية حقيقة متواجدة في الواقع، وكان لديها 25 عام فقط، واسمها "اقصى محمود" واشتهرت باسم بـ"أم ليث"، وهي من أصل بريطانيا، ولكن في العمل لم تكن السيرة الذاتية لها بل مستوحاه منها، وحينما عُرضت عليّ كنت أُريد أن أعرف قصة فتاة سورية بالتحديد من كتيبة الخنساء لأن هناك فرق في المشاعر بين فتاة جنسيتها مُختلفة تفعل ذلك في أهل البلد وامرأة جنسيتها سورية تُدمر بلدها بإيديها لذلك استعنت في تجسيدي لـ"أم ليث" من شخصية سورية من نساء داعش مثلما ذكرت.
حينما تحدثتي مع أصدقائك من مدينة الرقة ما الحقيقة التي تعرفتي عليها عن نساء داعش؟
علمت أن نساء داعش اعنف من رجال التنظيم ذاته، وكانوا مؤمنين جدًا بكل شيء يفعله، ومنهم نساء تفعل ذلك من أجل المال، وهذا أيضًا كان بالنسبة لي مفتاح لتقديمي لشخصية "أم ليث".
هل حدث لكي اضطراب نفسي بعد تجسيد كل مشهد نظرًا للاختلاف بينك وبين "أم ليث"؟
بالفعل الأفكار والشخصية ذاتها مُختلفة تمامًا، والأصعب إني أقدم شخصية سورية تفعل ما تفعله "أم ليث" في بلدها، وكنت اتسأل: كيف على امرأة أن تفعل ذلك؟ فكان صعب عليّ جدًا أن اتعايش مع الشخصية، بالإضافة لوجودي من قرب حدود سوريا من بلدي، واتحدث عنها في المسلسل كل هذا جعل لدي مشاعر مختطلة، وهي بالفعل من أصعب الشخصيات التي جسدتها وبعيدة عن كل شيء قدمته من قبل سواء بالمسرح أو في المسلسلات السورية.
هل رأيتي الجدال حول المسلسل قبل عرضه جاء في صالحه؟
الانتقادات التي حدثت قبل عرض المسلسل كان بالنسبة لي شيء غريب، اتفهم الانتقاد إذا كان بعد عرض العمل لكن قبل فهذا فاجئني جدًا وشعرت بمبالغة شديدة، ورُبما السبب في الانتقاد أسماء النجوم المتواجدة بفريق العمل فهذا جعل الجميع يُسلط الضوء عليه.
ما تعليقك أن العمل يُسيء للإسلام؟
أكيد الإسلام هو ليس تنظيم داعش، أي مسلم لا يقبل أن إنسان يُقتل وأي شخص تكون وجهة نظره أن هذا التنظيم يُمثل الإسلام برأي بداخله داعشي صغير.
حدثينا عن أصعب مشهد في مسلسل "بطلوع الروح"؟
أصعب مشهد قُمت بتجسيده هو بالحلقة الأخيرة،وهي نهاية شخصية "أم ليث"، كنت خائفة من هذا المشهد منذ أن عُرض عليّ سيناريو المسلسل.
ما أغرب تعليق أو رسالة جاءت لكي على دور "أم ليث"؟
في الحقيقة بالبداية كان لدي تركيز كبير في تجسيدي لـ"أم ليث" كي تكون طاقتي الكبيرة لها، ولا انتظر ولا أشاهد ردود الأفعال على العمل أو الشخصية، ولكن بعد ذلك شاهدت الكثير من الرسائل التي جاءت لي ولم اتوقع هذا النجاح الكبير وتأثير الجمهور بالشخصية، وأكثر تعليق فاجئني هو إني شخصية حقيقة من داعش، فهذا اضحكني كثيرًا.
دور "أم ليث" صعب جدًا والعمل ذاته ليس سهلًا.. فماذا عن كواليسه؟
كانت صعبة جدًا مثل صعوبة قصة العمل، وأثناء التصوير كنت بيأثر بشكل كبير جدًا، واشاهد "كوابيس" عن سوريا، وما حدث لها من قبل تنظيم داعش، فكان صعب عليّ نفسيًا وجسديًا، وبالنسبة لفريق العمل، كان هناك حرص أن نظهر أفضل ما لدينا كي الجمهور يشاهد عمل فني يحترم عقله.
حدثينا عن التعاون مع إلهام شاهين ومنة شلبي وكاملة أبو ذكري؟
كان هناك تعليقات إيجابية من إلهام شاهين ومنة شلبي على تجسيدي لشخصية "أم ليث"، اما المخرجة كامل أبو ذكري، كان لديها ثقة كبيرة فيّ، وكان من المفترض أن أُجسد دور "أم سعود" التي تنقذ "روح" وبعد ذلك عرضت عليّ شخصية "أم ليث" والشخصيتين مُختلفين تمامًا عن بعضهما مما اسعدني إنها رأت فيّ أن أعرف أجسد جميع الشخصيات.
لم تقلقي حينما علمتي بأن محاسب مسلسل "بطلوع الروح" تم خطفه؟
بالطبع قلقت جدًا لأن يوم اختتطافه كان آخر يوم تصوير لي وبعد الذهاب للفندق المُقيمة فيه علمت أن تم اختطافه، واليوم الثاني كان من المفترض أن يستكمل فريق العمل التصوير، ولكن لا أحد استطاع أن يفعل شيء فكان أمر حزين للغاية.
في النهاية.. بعد نجاح مسلسل "بطلوع الروح".. هل تحضرين لعمل جديد؟
أقوم حاليًا ببروفات مسرحية جديدة تحمل اسم "كل حاجة حلوة" وهي من ضمن عروض فرقة المعبد للمخرج أحمد العطار، وأنا بالفرقة منذ 9 سنوات، والمسرحية "مونودراما" بمعنى إني سأكون بفردي طوال العرض وستُعرض من 12 إلى 16 مايو، وهناك عرض آخر لمخرج فرنسي من المقرر عرضها في شهر يونيو بمصر وبعد ذلك في فرنسا.