حوار/ طارق لطفي: بحب أتحدى نفسي.. و"جزيرة غمام" دراما نادرة
الأحد 17/أبريل/2022 - 03:09 ص

طارق لطفي
رانيا محمود
ممثل من العيار الثقيل يجتهد علي كل شخصية يقدمها، ومؤمن بأن العمل الفني عمل ثقافي في المقام الأول، وليس ربحي، وفي نفس الوقت يحاول أن يقدم نفسه بشكل مختلف عما قدمه في السنوات الماضية، إنه الفنان طارق لطفي الذي حقق نجاحًا مدويًا بمسلسل " جزيرة غمام " الذي يعرض ضمن الموسم الرمضاني الحالي، لذا حرص "وشوشة" أن يجري معه حوارًا لكي يقف على تفاصيل العمل والكواليس.
وإلى نص الحوار..
في البداية.. شخصية " خلدون " من الشخصيات المركبة.. فما أسباب حبك لتلك الأدوار؟
نعم، فأنا أميل أكثر للأدوار المركبة والصعبة، التي تتطلب جهدآ في أدائها، وتكون تحدي لقدرات أي ممثل، كما أن النفس البشرية بها الخير والشر، فلابد أن أعكس ذلك كي تكون الشخصية حقيقية من لحم ودم، لكن للأسف اغلب المؤلفين تكتب الشخصيات بشكل أحادي، فإما أن يكون شخص طيب أو شرير، لذلك تحمست للعمل مع المؤلف عبد الرحيم كمال فهو مميز في كتابة أدق التفاصيل، كما أنه ثاني تعاون بيننا بعد القاهرة كابول العام لماضي.
"جزيرة غمام " ينتمي لنوعية الأعمال الصعيدية.. هل أخذت هذه النوعية حقها في الانتشار؟
لا أستطيع أن أقول ذلك، ولكنها على أية حال جزءاً لا يتجزأ من مجتمعنا، لأن الصعيد الجزء الأكبر من المساحة الجغرافية لمصر، فضلًا عن أن الجنوب في أي دولة عمومًا لديه عادات وتقاليد ومورثات متعارف عليها تختلف تماما عن المدن لذلك وجود هذه النوعية في الدراما المصرية شكل طبيعي للغاية.
كيف رأيت فكرة "جزيرة غمام"؟
الفكرة مختلفة وجديدة عما قدمته من قبل، فأختيار المؤلف عبد الرحيم كمال للزمان والمكان، خاصة في حقبة تاريخية مهمه عام 1920 التي كانت في عهد الخديوي عباس، دون التطرق لأي أحداث تاريخية في تلك الفترة، والتركيز فقط علي قرية صعيديه تقع علي البحر فهذا من النادر جدًا في الدراما، وكان عنصر جذب لي، لأن من المعروف أن سكان الصعيد يعيشون علي ضفاف النيل وليس علي البحر، ولكن اختيار المؤلف ذلك كي يقول إن سكان تلك الجزيرة رغم انعزالهم محافظين علي عاداتهم وتقاليدهم كنوع من الاسقاطات التي كانت تحدث في تلك الفترة.
شخصية الغجري قدمتها من قبل في "جبل الحلال" فما الذي دفع طارق لطفي لتقديمها مرة أخرى في "جزيرة غمام"؟
لإعجابي بالشخصية والعمل ككل ، فقد وافقت علي تقديمي هذا العمل، وهو مجرد فكرة وقبل ما يقوم بكتابته عبد الرحيم كمال ، أما عن تقديمي للغجري مرة أخري في " جزيرة غمام " فهو تحدي لي كممثل ، بالاضافة إلى أن الشخصية ليس لها أي صلة بما قدمته من قبل في " جبل الحلال" ، فليس كل غجري يشبه الأخر في تفاصيله النفسيه أو شكله، بالإضافة إلي أنني دائما تستهوني اللعب علي الشخصيات حتي لو قدمتها من قبل، لأنها بالنسبة لي تحدي لأمكانياتي التمثيلية.
وكيف كان تحضيرك لشخصية "خلدون" لكي تظهر بهذه البراعة؟
تحضير شخصية "خلدون" استغرق وقت كبير وجلسات عمل كثيرة مع المخرج حسين المنباوي ، خاصة أن عبد الرحيم كمال كتبها ببراعه تجعل أي ممثل يجتهد لتظهر بالشكل المرسوم داخل الورق، فكان تركيزي علي كل أدق التفاصيل للشخصية سواء الشكل أو نبرة الصوت أو الحركة، بالاضافة إلي أن ملامح الشخصية توحي من الشكل الخارجي أن " خلدون"، بداخله انتقادات كثيرة ، فإذا نظرنا إلي الشكل نجد أنه "رجل بقُصه"، وفي نفس الوقت تجد شنبه مبروم لأعلي كأنه يقف عليه الصقر وهناك وشم علي وجهه في مكان غير مألوف وبجانب العين حروف سحر ولحيه فتجد أي شخص يخاف منه، وهنا كانت الصعوبة.
كيف استطاعت أن تقدم الشر بمنظور مختلف من خلال شخصية "خلدون"؟
لأن من وجهة نظري أدوار الشر اختلفت تماما عن ما كانت تقدم في تراثنا الفني بأن ملامحه يحب أن تكون مخيفه ويخرج من عينه نار الشر وهذا لا يجذبني كممثل لأن الشخص الشرير هو من الطف الشخصيات التي من الممكن أن تقابلها لأنه شخص خبيث لو أظهر ما بداخله لك من أول ثانية وعرفت بأنه شرير فسوف تأخذ حظرك منه لذلك يجب ألا تشعرين بوجود شره ولكن يظهر من خلال من أفعاله وتأثيرها، وحرصت في شخصية خلدون أن يكون قادر علي تغيير جلده فطول الوقت تشعرين بالخطر منه.
من أدوات الممثل هو صوت الشخصية كيف استطاعت أن تخافظ علي طبقة الصوت طوال الأحداث لكي تجعلنا نشعر بوجود خطر طوال الأحداث؟
استخدام طبقة الصوت طوال أحداث المسلسل كان بالنسبة لي من الصعوبات التي واجهتها، لان الهدف من استخدام طبقة الصوت كان وصول المشاهد الإحساس بوجوك خطر يأتي من وراء خلدون، حتي وهو يبتسم لك.
لماذا تكتفي في الفترة الأخيرة بتقديم عمل واحد فقط كل عام ؟
لعدة أسباب من بينها أن التحضير لأي عمل يستغرق وقت كبير، والسبب الآخر يرجع لوجود عيب في أليات العمل الدرامي التي تهتم بقوة بالأعمال التي تعرض في الموسم الرمضاني فقط، وأي عمل درامي خارج رمضان لا يأخد أي اهتمام سواء في قلة أيام تصويره أو في ميزانته الضعيفة لذلك قررت أن أقدم أعمالي في رمضان فقط إلي أن تتغير أليات السوق الدرامي وتجعلنا نقدم أعمال بنفس أمكانيات الأعمال الدرامية المعروضة فى رمضان.
عودة طارق لطفي للتعاون مع مي عز الدين كيف تقيمها؟
سعيد بالعودة مرة اخري للتعاون مع الفنانة مي عز الدين فهي صديقة وعلي المستوي المهني مريحه، وعلاقتنا عادت بقوتها بمجرد ما عملنا مجددًا، أما عن وجود منافسة بيننا داخل العمل أري أنه يجب في أي عمل درامي وجود نوع من المنافسه الشريفة بين فريق العمل لأنها بمثابة مباراه فنية تخدمه، وتمتع الجمهور.
هل تري ان البطولة الجماعية افضل في الوقت الحالي ؟
لدي وجهة نظري دائما اقولها ان العمل الفني الناجح في أصله عمل جماعي وصرحت بهذا الكلام عندما كنت أقدم العمل بشكل فردي، لان دائما أجتهد أن يضم العمل عدد من الممثلين المميزين ولكن كانت الظروف الإنتاجية لا تستوعب ذلك ولكن اليوم بات الأمر مختلفًا فأصبح لدينا الإختيار بنجوم كبار، والقاهرو كابول في العام الماضي، فأصبح هناك حسابات إنتاجية مختلفه تماما عما سبق.
هل من ضمن شروط طارق لطفي لقبول العمل اسمه على التتر؟
شروط قبولي أنه يجب أن يكون العمل جيد ومكتمل العناصر الفنية اما عن ترتيب الأسماء علي التتر فكان اسمي الأول في العام الماضي في القاهرة كابول ولكن في هذا العام في جزيرة غمام لم ينزل التتر تماما علي المسلسل لأسباب مبهمه علي الإطلاق ولكن علي الأفيش أنا الأول، وعمومًا ترتيب الأسماء على التتر موضوع تجاري وليس فني لذلك حريص فى اختياري لأي عمل أقدمه أن اسعي فنيا في أن تكون عناصر العمل مكتملة ثم أتحدث مع الجهة الإنتاجية حول اسمي والأجر الخاص بي.
هل تري قلة أجور الفنانيين الهدف منها ضم أكثر من عدد النجوم داخل العمل الفني؟
من الممكن أن تكون وجهة نظر صحيحة ولكن ارتباط العمل الفني بوجود نجوم لا يجب أن تكون مساله اقتصادية ربحيه لأنه عمل ثقافي وليس تجاري.
هل تهتم بالأجر في أعمالك؟
كل الفنانين دون استثناء لا يهتمون بقيمة الأجر علي قدر الاهتمام بجودة العمل لأن الفنان الحقيقي هو الذي يهتم بجوده العمل في المقام الأول قبل الأجر الذي يحصل عليه.
هل ممكن تتنازل عن نصف أجرك من أجل عمل فني ؟
لو ظروف الإنتاجية للعمل ضعيفه وتحتم أني أقبل أن اتنازل عن نصف أجري مقابل تقديم عمل عظيم سأوافق.
حدثنا عن مسلسل ليلة سقوط ؟
توفرت فيه كل العوامل الإنتاجية الفنية لذلك وافقت علي تقديمه وسيتم عرضه في سبتمبر علي mbc ويتناول قصة ليلة سقوط بغداد ويرصد من خلاله كل الحوادث التي حدثت أثناء اجتياح داعش لبغداد والعمل إنتاج عراقي ويضم مجموعة كبيرة من نجوم الوطن العربي مثل باسم ياخور وسما مبارك وأخرون.
وماذا عن دورك في ليلة سقوط؟
أقدم شخصبة أمير حرب في داعش اسمه عبدالله الدابح ونري كيف كانت حياته في عمله ومع أسرته ونوضح خلال الأحداث حقيفة هؤلاء الدواعش فهم ليس لهم علاقة بالدين بل لهم علاقة بأهداف سياسيه واقتصاديه واضحه جدا.