رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

" على باب العمارة".. كوميديا هادفة وأحداث درامية تخلو من الملل

على باب العمارة
على باب العمارة
عشر حلقات من مسلسل على باب العمارة تأخذك إلى عالم جديد من الكوميديا، الكوميديا الخالية من إفيهات لا داعي لها، مواقف تدفعك للضحك من أعماق قلبك، وأحداث درامية تجعلك مقربا من "عوض" بطل الحكاية والذي قام بدوره حاتم صلاح.

قصة المسلسل 
حرصت على كتابة هذه السطور بعد انتهاء عرض المسلسل كي أتناول المسلسل بكافة جوانبه دون أن أضيع على الجمهور فرصة الشعور بالمتعة بعد مشاهدة أحداثه.

تدور أحداث مسلسل على باب العمارة حول شخصية عوض الذي يقرر والده العمدة حامد أن يجبره على النزول للقاهرة ليعمل بوابا في أحد العقارات التي عمل بها والده من قبل، ليتحول ابن العمدة إلى بوابا، لكنه لم يكن بوابا تقليديا بل كان جزء من قصة كل ساكن بالعمارة، فيساعد عوض على حماية إحدى فتيات العمارة من مراهقتها وخدعة صديقها لها وكأنه الأخ الأكبر لها أو سوبر مان الذي يطير ويسرع من أجمل حماية الأخرين، وأيضا يصلح علاقة "عم فؤاد" بابنه الذي ظلمه وهو صغير.

يتعرض "عوض" للكثير من المشكلات بسبب مهنته فيتهم بالسرقة مرة ويتهم بالتحرش مرة أخرى، ويقع في خلاف مع مجموعة من نساء العمارة اللذين يتمتعون بالبدانة، لكنه في جميع المواقف ينقذه الله عند آخر لحظة ويتبرأ من جميع التهم وكأنه محاوط بالعناية الآلهية.

تلك العناية لم تأتي من فراغ بل آتت بسبب طيبة قلب "عوض" ومواقفه التي تمتاز ب"الجدعنة" وحب الغير وعدم الإفتراء على من هو أضعف منه، منذ أن كان ابن العمدة إلى أن أصبح بوابا.

أثبت "عوض" أن لا فرق بين كونه ابن العمدة أو بواب العمارة ففي كلا الحالتين سيكون هو القائد والمساعد والمعاون والداعم لجميع من حوله، فلك أن تتخيل أن كل هذه الأحداث قدمت في قالب كوميدي يجلب لك السعادة.

طاقم عمل يدفعك للضحك 
شاهدت حاتم صلاح لأول مرة في مسرحية ١٩٨٠ وانت طالع على مسرح الهوسابير، كان يتمتع بموهبة كبيرة وقبول عالي من الجمهور وكان آدائه ملفت للإنتباه للكثير ممن رآوه وقتها، لكنه لم يحظى على شهرة كبيرة بين الجمهور، فقط كانت شهرته لمن هو مهتم بالمسرح، ثم شارك بعدها في أدوار صغيرة ببعض المسلسلات والأفلام، كانت أدوار لا تليق بحجم موهبته لكنه أصر على تقديم أفضل ما عنده إلى أن ظهر في شخصية نفادي بمواسم مسلسل الكبير أوي، هذه الشخصية التي أظهرت قدراته لكنه لازال لديه الكثير الذي لم يظهر بعد.

استطاع حاتم صلاح أن يجسد شخصية الصعيدي الشهم الذي لن يتخلى عن مبادئه مهما واجه من مشكلات، وجعل الجمهور يحب "عوض" والمواقف التي تحدث له.

أما شخصية "عمو فؤاد" التي قدمها الفنان محمد محمود فكانت من أكثر الشخصيات المركبة بالمسلسل فعلى الرغم من طريقته القاسية إلا أن الأحداث توضح لك عزيزي المشاهد أنه يحمل في قلبه الكثير من الهموم وأن عصبيته لها أسباب عدة، تراه تارة ضحية وتارة أخرى تراه الجاني لكن بالنهاية ستتعاطف معه في كل الأحوال.
أما شخصية نوسة التي قدمتها آية سماحة فكانت موفقة إلى حد كبير لأنه مختلف عن كل ما قدمته من قبل وهذا التنوع في الشخصيات يدل على ثقتها بقدرتها التمثيلية.

والعمدة حامد الذي قدمه الفنان محمد رضوان رغم قلة مشاهده إلا أنه استطاع أن يجسد شخصية الأب الذي قرر فجأة أن يعيد تربية أولاده من البداية ونجح في ذلك وكان يتميز بالذكاء في حكمه على الآخرين كل ذلك في قالب كوميدي مضحك تم توظيفه على أكمل وجه.

أحداث درامية تخلو من الملل 
كان عدد حلقات مسلسل على باب العمارة عشر حلقات لم يتواجد بينهم أي مشهد ممل أو مشهد تم وضعه من أجل ملئ الحلقات، فبدت الأحداث الدرامية من البداية للوسط وصولا لذروة الأحداث ومرورا بالنهاية دون وجود أي خلل في البناء الدرامي لها، ساهم في ذلك قصر مدة المشهد والتكافئ بين الممثلين، فاستطاع المخرج خيري سالم أن يصنع مسلسلا متكامل من جميع الجهات.

الكوميديا والتراجيديا في آن واحد
أن تصنع بعض الإفيهات المضحكة شئ سهل، لكن أن تخلق كوميديا تنبع من المواقف ويصحبها رسالة وهدف وخطوط درامية تتصل ببعضها هذا أمر لو تعلمون عظيم.

وهذا ما فعله المؤلف مصطفى حمدي، قدم مسلسل على باب العمارة في شكل كوميدي لكنه يحمل في طياته هدفا ساميا ورسالة وصلت للجمهور بشكل مبسط وممتع.

جمع المؤلف مصطفى حمدي بين المتعة والرسالة عن طريق تقديم شخصية تحولت من ابن عمدة لبواب عمارة أصبح مع مرور الأيام هو قائدهم يلجأون له في كل شئ، كان في البداية يسكن في الدور الأرضي لكن بمنتصف المسلسل سكن في السطح فأصبح هو من يعلوهم وجميعهم يصعدون له، لم تكتب هذه التفاصيل عبثا بل كانت توحي بما سيحدث له ومكانته داخل العمارة.

لم يكتفي مصطفى حمدي بكتابة المشاهد المضحكة فقط بل كان كل مشهد كوميدي يحمل في طياته موقفا وحكاية لصاحبه وربما بعض التراجيديا التي جعلت الأمر أكثر واقعية فزادت من حب الجمهور لأحداث المسلسل.