رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
الإشراف العام
أحمد الهواري
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
الإشراف العام
أحمد الهواري

ظهور "داعش" بالمشهد الفنى.. صدفة أم قرار؟‎‎

لا يختلف أحدًا على أن الفن هو مرآة المجتمع، وهو المّجس الحقيقى لحال المجتمعات، ولكننا لاحظنا فى السنوات الأخيرة بظهور العديد من الأعمال الفنية سواء على المستوى الدرامى أو السينمائى تحمل قيمة فكرية ورسائل تنويرية مثل فيلم "الممر، الاختيار، القاهرة كابول"، وغيرهم من الأعمال التى أثبتت الذوق الحقيقى للجمهور واهتمامهم بدرجة كبيرة لها.

وفى الوقت الحالى يتم تصوير عملين هما مسلسل "ليلة السقوط" للفنان طارق لطفى، وفيلم "السرب"، والذى يضم مجموعة كبيرة من الفنانين، وكلاهما يحمل هدف ورسالة هامة تتعلق بتنظيم داعش الارهابى وتطرفهم، وهو ما جعلنا نتسائل هل كان الأمر صدفة أم قرار بتعرية تلك الجماعات التكفيرية التى تبث سٌمها بالدول العربية من خلال أفعال وأفكار لا تمت للانسانية بصلة، وهو ما نكشف بالتفصيل فى التقرير التالى:

"داعش حاضرة فى المشهد العالمى"
قال المؤلف مجدى صابر، إن تنظيم داعش الارهابى حاضر فى المشهد باستمرار؛ بل ويتضاعف كل عام أكثر مما كان عنه من قبل، مستشهدًا بحركة طالبان وسيطرتها على افغانستان وترأسها للحكومة، إلى جانب مالى وسيطرة الجماعات الارهابية المسلحة عليها، بالاضافة إلى وسط وغرب افريقيا وتغلغل المد السلفى الارهابى.

وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"وشوشة"، أن المجتمعات العربية تواجه معركة ضد الارهاب التى تنتشر بدلاً من أن تتقلص، مُشددًا على أن الفن دائمًا ما يلاحظ ويلاحق تلك الظواهر فى المجتمع ونقل الأحداث على أرض الواقع، من بينها القضايا الأهلية، لافتًا إلى أن مسلسل "ليلة السقوط" الذى يقدمه من خلال عدة أبطال من الدول العربية على رأسهم الفنان طارق لطفى هو عمل صعب ويتضمن العديد من المعارك والعمليات الارهابية، موضحًا أن هذا العمل لديه طبيعة خاصة، ويراهن على متابعته بجميع أنحاء العالم العربى.

داعش "فتوة" الإرهابيين وتعريتها ليس كافيًا
من جانبه، أوضح الناقد الفنى طارق الشناوى، أن جماعة داعش الارهابية موجودة بالواقع وكان لابُد من استعراضها فى المشهد الفنى، ومن أمثلتها جماعة بوكو حرام، وحركة طالبان وجماعة الإخوان المسلمين، والقاعدة، فجميعهم على أرض الواقع وبشكل مؤثر.

وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"وشوشة"، أن تناول جرائمهم بالأعمال الفنية لا يعنى الانحياز لهم؛ وإنما يتم تقديمها لأنها جزء من الواقع والحياة، مُشددًا على أن داعش هى "فتوة" الارهابين، والمتصدرة للمشهد دائمًا، وبالتالى فإن تسليط الضوء عليها تحديدًا منطقيًا ومهمًا للغاية، لأنه مثلما قدم المؤلف عبد الرحيم كمال فى "القاهرة كابول" بعضًا من أفكارهم المتطرفة ومعتقداتهم.

وأوضح أن التجربة أثبتت أن الجمهور يٌقبل على أى عمل فنى يحمل قيمة حقيقية، مثلما حدث مع فيلم "الممر"، لافتًا إلى أنه غالبًا الأعمال الوطنية والعسكرية لا تحصد الايرادات فى شباك التذاكر، ولكن عندما قدمه المخرج شريف عرفة بشكل جيد ومٌبهر نجح فى تحقيق تلك المعادلة، بالاضافة لمسلسل "الاختيار" وما حدث فى الجزء الثانى الذى حقق نجاح جماهيري أكثر من الجزء الأول لأن الجمهور أصبح واعيًا لتلك الأعمال القيّمة، مُشددًا على أن الهدف ليس كافيًا، فإذا كان الهدف تعرية "داعش"  فهذا غير كافيًا ولكن لابُد من تقديم عمل فنى جيد في صناعته.