"وأنا قبلت".. يضع آيتن عامر فى الصفوف الأولى للبطولة المطلقة‎‎

قلما تجد فنان يجمع بين القبول والمهنية والحضور الطاغى على الشاشة؛ ولكن الفنانة أيتن عامر نجحت فى تحقيق تلك المعادلة التى تحتاج لخبرة فنية كبيرة، جعلتها فى مقدمة جيلها، فعندما تشاهد عمل تشارك به أيتن عامر، فأنت على موعد مع موهبة فنية من العيار الثقيل التى تجيد تجسيد جميع الأدوار والشخصيات دون عناء.

ولأن لكل مجتهد نصيب؛ فقد جسدت الفنانة أيتن عامر بطولتها لقصة "وأنا قبلت" من أحداث مسلسل "ضى القمر" ببراعة شديدة، فملامحها الشرقية تجعلك تشعر أنها واحدة من أهل بيتك لطبيعتها وعدم تصنعها فى الأداء مهما كلفها الأمر من ضغط نفسى لاتقان الشخصية؛ بل إنها لديها قدرة كبيرة فى أن تجعلك تنفصل عن العالم من حولك والانغماس معها.

ففى "وأنا قبلت"، جسدت أيتن شخصية "ليلى"، تلك الفتاة من الطبقة المتوسطة والتى تعانى من أغلب المشكلات التى يتعرض لها الفتيات فى المجتمع الشرقى، حيث جسدت معاناة من يتعرضن للظلم والقهر من أهلهم ومحاولتهم المستمرة فى طمس شخصيتهم ووأد حياتهن وهم على قيد الحياة تحت مظلة "الست ملهاش غير بيتها وجوزها وأن الرجل هو السند والستر".

وأثبتت خلال الأحداث بسلاسة فى الأداء، أن التعليم والثقافة هما أحد أهم أسلحة الفتيات للدفاع عن أنفسهن والتعايش فى ظل متغيرات المجتمع؛ بل وقسوة الأهل أحيانا ممن يبحثون عن مصالحهم الشخصية على حساب حياتهن، وقد أبدعت أيتن فى عدة مشاهد "ماستر سين" بالأحداث، ألقت من خلالها درسًا قاسيًا عن مفهوم الرجولة التى أصبح الكثيرين لا يحملون منها سوى "اللقب"، وعن كيفية أن يكون الزوج أمان لزوجته وأهل بيته وسندًا بالمسئولية؛ وليس بالتطاول والتعدى عليهن بالضرب والقسوة.

وأوضحت مدى أهمية التكنولوجيا متمثلة فى "مواقع التواصل الاجتماعى"، ولكن بتطويعها فى الخير، حيت استغاثت بخاصية البث المباشر للبحث عن طفلها الرضيع الذى تم اختطافه منها قبل احتضانه، تزامنًا من اختفاء زوجها، وهو ما يجعلنا ندرك أن تلك المنصات ليست سيئة فى أغلب الأحيان ومضيعة للوقت؛ بل بإمكاننا فى توظيفها على النحو الذى يساعدنا فى حياتنا بشكل أفضل.