مدى تورط الملك فاروق بحادث مقتلها.. وسبب عزوف المنتجين عنها.. حكايات فى ذكرى رحيل كاميليا

وجه جميل، جسد ممشوق، جمال أوروبي، نعومة وعذوبة لا تقهر، وفرس جامح ليس له لجام، بتلك الكلمات نستطيع أن نصف إحدى أيقونات زمن الفن الجميل، الفنانة "كاميليا" أو "ليليان فيكتور كوهين"، التي يصادف اليوم ذكرى رحيلها، والذي بمجرد ذكره يتطرق إلى الأذهان ذلك الحادث الأليم الذي كان مصرعا لحياة تلك الفتاة الشابة، وصورة جثتها الملاقاة في الصحراء وهي مشوهة المعالم، وفي ذلك اليوم قررنا الكشف عن بعض الغموض الذي يحيط بذلك الحادث، كما نكشف عن ثلاث رجال كانوا سلاح ذو حدين في حياة كاميليا، في التقرير التالي:

نسب "كاميليا" يرجع إلى أم إيطالية وأب فرنسي ورغم أنهما مسيحيين، إلى إن بعد زواج أمها من رجل يهودي، بدأت تترعرع "كاميليا" على اليهودية وتتجرع تعاليمها من زوج أمها الذي وهبها اسمه.

وإن كانت واحدة من سيناريوهات مقتلها يشير إلى جهاز الموساد الذي استخدمها لصالحه وعندما حادت عن الطريق قرر التخلص منها، فأيضا هناك أصابع اتهام تتوجه نحو الملك فاروق، بحجة عشقه لها وغيرته الشديدة عليها.

وفي إحدى حلقات برنامج اختراق للإعلامي "عمرو الليثي"، فتح "الليثي" هذا الملف، وكان رد أحد ضيوفه على من الذي وراء ذلك الحادث؟، فأجاب:
"إذا كان جهاز الموساد هو من كان وراء ذلك الحادث فذلك بسبب انحراف كاميليا عن المسار، أما إذا كان الملك فاروق، فأنا لا أعتقد أنه يحتاج لقتل كل هؤلاء "ركاب الطائرة" للتخلص من كاميليا، فمن السهل عليه أن يقضي عليها وهي هنا في مصر".
ثم أضاف الصحفي محمد عودة معلومة، فقال:
"إن الطائرة طائرة أمريكية، وفاروق كان لا يجرؤ على إسقاط طائرة أمريكية عمدا، وخاصة أن علاقته بالأمريكان كانت علاقة وطيدة في ذلك الوقت."... وبناءا على تلك المعلومة استبعد الصحفي محمد عودة أن يكون الملك فاروق سببا وراء ذلك الحادث المروع.

 

أما عن الثالوث الذي كان سببا في شهرتها الفنية وفي نفس الوقت كان سببا في عزوف المنتجين عنها، يتمثل في ثلاث رجال هم: المخرج أحمد سالم مكتشفها، والفنان يوسف وهبي، والفنان أنور وجدي. ففي الوقت الذي تنتظر فيه كاميليا البطولة على يد "أحمد سالم"، أقنعها "يوسف وهبي" بدور صغير معه في فيلمه "القناع الأحمر"، وظل يتفاوض مع سالم الذي بدأ يتعلق بها عاطفيا، والذي شعر بخيانتها عندما علم باتفاقها مع وهبي، هنا قرر سالم مساومته ليحصل على كاميليا، فطلب منه أن يدفع له الأموال التي دفعها لتجهيزها، وبدأ المبلغ بألف جنيه وانتهى ب٣٠٠٠ جنيه، ورضخ وهبي في الأخير ودفع ذلك المبلغ، وكانت تلك بداية انطلاقة كاميليا الفنية، وما لبثت أن تتصدر أخبارها الصحف والمجلات، حتى دخل في حلبة المصارعة عليها المنتج والفنان "أنور وجدي"، الذي أراد أن ينتزعها من يوسف وهبي، ويجعلها بطلة لأفلامه، وبدأت المنافسة عليها تحتدم بين الثلاث، مما كان سببا في عزوف المنتجين عنها في تلك الفترة بعدا عن الصراعات، حتى جاءها طوق النجاة من المنتجة "عزيزة أمير" بترشيحها لدور في فيلمها الجديد مع يحيي شاهين ومحمود اسماعيل وفاخر وكارم محمود وهدي شمس الدين وعبد العزيز محمود، ومن هنا انطلقت كاميليا من جديد. 

وتوفت كاميليا في31 أغسطس 1950، في حادث الطائرة الشهيرTWA، الذي وقع فور اقلاعها من مطار القاهرة متجهة إلي سويسرا.