فى ذكرى ميلاد نبيلة السيد.. حكاية سقوط "باروكة" على المسرح‎‎

ولدت الفنانة نبيلة السيد فى حارة أبو الشوارب وهى أحد حارات شارع محمد علي الذي كان يسكنه أغلب الفنانين الشعبيين، حيث كان يعمل والدها متعهد أفراح، ويمتلك محل لبيع الآلات الموسيقية بنفس الشارع، وكان هذا الأمر سبب أساسي في أن تتوجه ببداية حياتها إلى الأفراح مع والدها من أجل الغناء وكي تساعد عائلتها في المعيشة.

لكنها لم تمكث كثيرا بمجال الغناء حيث لعبت الصدفة دورا هاما في حياتها بعدما قام والد إحدى زميلاتها بضمها لفيلم "غزل البنات"، حيث كان مكلف بالبحث عن صغيرات لتأدية الدور ونجحت في الظهور مع نجيب الريحاني.

ثم ارتفع اسمها في المسرح وقدمت على خشبته العديد من المسرحيات الهامة والتي أبرزها "الملاك الأزرق"، "شفيقة القبطية" مع الفنانة تحية كاريوكا، ثم ذهبت للسينما بعد أن رآها المخرج حسن الإمام في فيلم بياعة الجرايد في بداية الستينيات.

يغفل الكثير عن هذه المعلومة حيث شاركت الفنانة نبيلة السيد في مسرحية العيال كبرت عام 1979 وجسدت شخصية الأم، ثم اعتذرت عن إكمال العرض قبل تصويره، فحلت محلها الفنانة كريمة مختار التي اشتهرت بهذا الدور فيما بعد.

حكت الفنانة الراحلة نبيلة السيد في لقاء قديم لها إنها كانت تشارك في مسرحية المغفل بطولة أمين هنيدي وعبدالمنعم مدبولي وماجدة الخطيب، وكانت تجسد شخصية والدة الممثل فهمي أمان الذي كان يكبرها بسنوات عدة.

وأضافت ضاحكة: "تخيلوا أنا أعمل أمه، وهو بسنه ده، عملت مكياج وباروكة، وخلال إحدى ليالي العرض، الفنان زكريا موافي أشار بيده، فطارت الباروكة، قلبي وقع في رجلي، وخرجت من المسرح، ورحت لسيد بدير، مدير الفرقة وقتها، وبكيت "قلتله عمري كله وقع على المسرح"، فاندهش وسألني فحكيت له أمر الباروكة، الراجل مات من الضحك، وجابوا ليا الباروكة، ولبستها ودخلت كملت المسرحية".

وتوفيت الفنانة نبيلة السيدة بعد معاناة كبيرة مع مرض السرطان، ولم يمنعها هذا المرض عن العمل واستكملت التمثيل أثناء فترة مرضها وأبرز ما قامت به وقتها كان فيلم "القطار" الذي عُرض بعد وفاتها، ومسلسل "كابتن جودة"، بجانب آخر عروضها المسرحية "ابتسامة وراء القضبان"، التي شهدت وضع اسمها على الأفيش كأول اسم لأول مرة في مسيرتها، حيث لم تترك المسرح حتى بعد شهرتها في السينما وحتى آخر نفس بحياتها.