مسرحية "كوكو شانيل" تكسر قواعد المسرح بهذه الطريقة‎‎

لأول مرة في تاريخ المسرح، يتم العرض الأول لمسرحية ما عن طريق الشاشة، وأعني هنا بالشاشة تلك المنصات الرقمية التي باتت محط اهتمام للكثير، والاستغناء بسببها في المقابل عن التلفزيون، لكن يعد هذا مقبولا في الأفلام والمسلسلات، أما الصدمة الحقيقة كانت في أن يحدث ذلك بعرض مسرحي لم يعرض من قبل. 
فعرضت شركة "العدل جروب"، مسرحية "كوكو شانيل" للفنانة شريهان، في ٢٠ يوليو الجاري على شاهد vip"، وحققت صدى كبير عند الجمهور ممن رآها وحرص على مشاهدتها. 

ويعد عرض مسرحية لأول مرة على الشاشة وليس خشبة المسرحية مخالف تماما لكل تقاليد المسرح، فأول شئ يمكن أن تعلمه عن المسرح يختصر في جملة "نحن هنا الآن" تلك الجملة الأولي التي تقرأها حينما يصيبك شغف بالمسرح فماذا تعني هذه الجملة المكونة من ثلاث كلمات..
"نحن" توحي بوجود المشاهد حيا بجسده وروحه وحضوره الحقيقي وليس الافتراضي وحضور المؤدي أيضا بجسده، "هنا" وهي تعني المكان الحي المكون من خشبة المسرح  والديكور وكراسي الجمهور، " الآن" وهو الزمان الذي يتم مشاهدة المسرحية به والتصفيق الحي والضحك المسموع.

أما في مسرحية "كوكو شانيل فتحولت" نحن" لوجود ممثلين وراء الشاشة وجمهور أيضا جالس بمنزله، و كلمة " هنا" تحولت للبيت والمنزل مبتعدة تماما عن أجواء المسرح، أما" الآن" فسيكون الزمن مختلفا من شخص لآخر بدون تصفيق ولا ضحك مسموع فالعمل الفني سيتحول لشئ مسجل ليس له أي علاقة بحدوثه الآن.

ويختلف ذلك عن عروض مسرح مصر اختلافا تاما لأن هذه العروض كانت تعرض على الجمهور أولا ثم يتم بثها على التلفزيون وربما كان يخلق جوا قريب من المسرح نظرا لرؤية المشاهد للجمهور الحي وتفاعله مع أحداث المسرحية.. وتعد مسرحية "كوكو شانيل" رؤية وتجربة فنية جديدة ربما تخلق عالم مختلف للمسرح نظرا لظروف الحياة المتغيرة.