رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

حوار/ ماندو العدل: قلبى كان هيقف أول يوم تصوير "بين السما والأرض".. ووقوع الأسانسير معناه "فليسقط هذا المجتمع"

مخرج صورة مميزة، استخدم تكنيكاً جديداً في تصوير مسلسله الجديد الذي عرض ضمن السباق الرمضاني الحالي "بين السما والأرض"؛ أبهر الكثير من الجمهور والنقاد، إذ صوّر ١٢ شخص داخل مصعد كهربائي ضيق، كما أنه أعاد تجربة فيلم من أنجح ١٠٠ فيلم في السينما المصرية، مما أعتبره الكثيرين مغامرة كبيرة، لكنه استطاع أن ينجح في الاختبار، أنه المخرج ماندو العدل، وأجرى "وشوشة"، حواراً معه للوقوف على كواليس المسلسل وطريقة تصويره والكثير من التفاصيل تجدونها في الحوار التالي...

في البداية ما ردك على الانقسام بين الجمهور حول نهاية "بين السما والأرض"؟
أي عمل فني حقيقي يتواجد بداخله أفكاراً، ومن الممكن أن هذه الأفكار تثير جدل، أو انقسام وعدم اتفاق على نهايتها، وهذا الجدل في حد ذاته يدل على أن العمل الفني جيد والجمهور يتناقش فيه. 

لماذا اختارت أن تكون نهاية "بين السما والأرض" صادمة للجمهور؟
المصعد يعتبر بمثابة المجتمع الذي يضم مختلف الفئات والشخصيات، وفكرة موتهم هي أننا أحببنا أن نوضح نوضح أن المجتمع محتاج إلى صدمة كي يفيق، والمسلسل يعكس فكرة أن أغلب شخصيات المجتمع ممثلين على أرض الواقع، يقولون شيء ويفعلون شيئاً آخر، وأغنية التتر تعكس ما نريد قوله، لذلك أحببنا أن نقول أن المجتمع لابد أن يتغير تغيير جذري، وحتى عندما أفاقوا واعترفوا بذنوبهم كان الوقت تأخر وفات المعاد مثلما وضعنا أغنية المشهد الأخير، أما صوت الطفل فكان رمز الأمل والمستقبل.

ألم تتخوف من تحويل فيلم من أهم ١٠٠ عمل في السينما المصرية إلى مسلسل درامي؟
رأيتها فكرة تصلح أن تتطور لتكون أحداثها في ٢٠٢٠، وبالطبع كان لدي مخاوف بسبب نجاح الفيلم الأساسي حتى الآن، وتناقشت كثيراً مع المؤلف إسلام حافظ.

إذاً ما الذي حمسك لاتخاذ هذه الخطوة؟
فكرة المسلسل الذي تدور أحداثه في مكان واحد أغلبها في يوم واحد، جديدة على الدراما، كما أن فكرة أستاذ نجيب محفوظ، تسمح بمناقشة أشياء عديدة في المجتمع، فأحببت أن نقول أننا نحتاج لتغيير وصدمة. 

ألم تخف من فكرة المقارنة بين المسلسل والفيلم؟
كنت متأكداً أن الجمهور سيقارن، فهذا شيئ طبيعي، لأنهم رأوا ذلك من قبل، لكنني كنت أراهن أننا سنقدم رؤية مختلفة، لأن الحبكة مختلفة، فسبب مشكلة توقف اللي موقفه الاسانسير مختلف عن الفيلم، وظهور شخصيات لم تكن موجود في الستينات، ولكن موجودة في الوقت الحالي، وكنت أقول إن أحب الجمهور التغيير الكبير بين شخصيات الفيلم والمسلسل سيكمل المسلسل وهذا ما حدث بالفعل بعد عرض الحلقة الأولى والثانية، الناس فهمت الفرق الكبير بين الفيلم  والمسلسل، فالفيلم كوميدي لايت ولكن المسلسل درامي اجتماعي. 

بالطبع التصوير في  المصعد كان أمراً صعباً.. حدثنا عن الكواليس؟
البروفات كانت تصل لـ١٦ ساعة في اليوم الواحد، لتدريب الممثلين والمصورين على تكنيك حركة معين، كما أننا كنا نصور بكاميرا محمولة (هاند كام) داخل الأسانسير، فكان الموضوع صعباً جداً.

كم استغرق تصوير المسلسل؟
٤٠ يوماً، وتم تصميم ٣ أسانسيرات بـ٣ أحجام مختلفة.

هل أثر المسلسل على ماندو العدل؟
أثر عليّ لدرجه كبيرة جدًا لدرجة أنني كنت أحلم، وهو أكثر عمل بذلت به مجهود تعبت فيه في حياتي، وكان امتحان صعب، وامتحان الاسانسير عموماً صعب على أي مخرج سواء أكان قوياً أو ضعيفًا وكان في ضغط عصبي كبير جدا عليا، أول يوم تصوير مشهد فالأسانسير قلبي كان هيقف.

من صاحب فكرة وجود أغنية كخلفية للحلقة، ومن ألحان بليغ حمدي تحديداً؟
إسلام حافظ اقترح أن كل حلقة باسم أغنية لبليغ حمدي، وانا طورتها بأننا نضعها في الحلقات وتكون خلفية موسيقية للحلقة.

ماذا عن اختيار الفنان محمد ثروت لدور تراجيدي؟
كنت أراهن على ثروت لأنه ممثل كويس، وكنت أرى انه يقدر يمثل غير كوميدي، ومنذ أن عرضت الدور عليه عرف أهميته وكان بيذاكر جيداً، وكان لديه حماس ليخرج أفضل ما عنده، وقولتله أن هذا الدور سيكون نقله لك.

لماذا صُدمنا في شخصيات المسلسل بهذا الشكل؟
المسلسل قائم على فكرة الصدمة في الأساس، فأحببنا أن نقول أن هذه هي حقيقة البشر، فالمسلسل مرآة للحقيقة، فمثلاً المتحرش بطفلة المعادي، من كان يصدق أن رجلاً أمام الكعبة سيفعل ذلك، ونماذج عدة رأيناها الفترة الأخيرة وصدمتنا.
وكل شخصية داخل الأسانسير هي رمز، فمثلاً عمرو صالح المتحرش المبتز للفتيات، ونموذج أحمد بدير الذي يرمز للزمن الجميل المثقف والمهتم بالقيم والمبادئ، ومات قبل وقوع الاسانسير لأنه نقي، باختصار اختارنا هذه النهاية لنقول فليسقط هذا المجتمع بنماذجه الفاسدة، ونحتاج إلى مجتمع جديد وهو صوت الطفل.

لماذا تحرص على الظهور في أعمالك.. هل تفكر في إعادة تجربتك في "حديث الصباح والمساء"؟
أحب ذلك على سبيل الذكرى، ولن أفكر في التمثيل أبداً فأنا أحب ما وراء الكاميرا وصناعة المشهد.

في النهاية ما جديدك؟
فيلم اجتماعي اسمه شكوكو تأليف إبراهيم عيسى، وإنتاج أحمد السبكي ومن أبطاله كريم محمود عبدالعزيز.