حوار/السيناريست عمرو محمود ياسين: ياسمين عبد العزيز أضافت لشخصية "غزل".. وهذه رسائل "اللى مالوش كبير"

يعد واحد من أهم المؤلفين وأكثرهم تميزاً في الوقت الحالي، موهوب بالفطرة، فعشقه للفن لم يكن صدفة فهو نشأ في عائلة فنية كبيرة وتربى وسط عمالقة وكبار نجوم مصر، هو عمرو محمود ياسين، الذي تمكن من تحقيق نجاحًا كبيرًا في عالم تأليف الأعمال الفنية، ويضع بصمته التي جعلت الجميع يسير من خلفه على نفس النهج، فبدايته كمؤلف كانت من خلال المشاركة في كتابة مسلسل "ليالي الحلمية" ثم بعد ذلك "نصيبي وقسمتك" ومن بعد النجاح الكبير الذي حققه فتح الباب لتقديم أعمال الحكايات المنصة و الـ15 حلقة، وهذا العام قدم واحدا من أهم المسلسلات في السباق الرمضاني، وهو مسلسل "اللي مالوش كبير"، لذا حرص "وشوشة" على إجراء حوار معه ليكشف لنا عن كواليس هذا المسلسل وأصعب ما واجهه به و غيرها الكثير.

إلى نص الحوار....

في البداية.. كيف جاءت فكرة مسلسل "اللي مالوش كبير"؟
في العام الماضي قدمت أنا ومصطفى فكري وياسمين عبد العزيز مسلسل "ونحب تانى ليه" مع شركة سنرجي، وحقق العمل ردود أفعال جيدة عند الجمهور، وهذا كان سببا مشجعا لنجتمع مرة أخرى في عمل جديد واتفقنا على ذلك مع نهايات عرض المسلسل، وبدأنا التفكير في البطل الذي سيكون أمام ياسمين واقترحت شركة "سنرجي" أحمد العوضي وتحمسنا للفكرة، ورأينا أن هذه التركيبة ستكون جذابة للجمهور وستكون جديدة بالنسبة لنا، خصوصا أننى أعرف جيدا "العوضي" كممثل والمنطقة التي سيبدع فيها، وكان عندنا هدف أن نقدم عمل يجمع بين الاجتماعي و الرومانسي والأكشن، ثم بدأت أفكر في موضوع ممكن أن يجمع هذا المزيج.

وكيف وجدت ردود الأفعال على العمل؟
كانت التعليقات متنوعة لأننى قدمت في المسلسل خطوط كثيرة بعلاقات متشعبة، لكن ما لاحظته أن الناس سعيدة إنني قدمت شكل دراما مختلف عن الأعمال التي قدمتها من قبل، مع إننى حريص على تقديم جميع أنواع الدراما المختلفة، ومن تابع مسلسل "نصيبي وقسمتك" سيجد أنه تقريباً يجمع كل الأشكال الدرامية من رعب و اجتماعي وخيال علمي والكوميدي، لأنني لا أحب ككاتب أن أكون حبيسا لنوعية دراما بعينها، فكنت أحب فكرة أن يكون عندي جانبا شعبيا في العمل بالإضافة إلى الجانب الرومانسي الذي يعجب الناس، فهذا أكثر شيء استوقفني، أن الناس فوجئت من تقديمي هذا النوع.

كانت هناك لشخصية "الخديوي" بعض اللزمات مثل "على الله حكايتك" و"وحش الكون" وغيرها.. هل كانت مكتوبة في السيناريو أم مرتجلة؟

أنا  والعوضي جلسنا كثيراً قبل كتابة العمل نفكر في لزمات وطريقة كلام الشخصية، وجهزت ملفا كاملا لكلام الخديوي حضرناه معاً ودائماً ما كنا نركز على الجمل التي نشعر أنها ستبقى في أذهان الناس، وبعد ذلك جمعت كل هذه الجمل وأسكنها مع مواقف وأحداث المسلسل، وأثناء التصوير بدأنا نستشعر من ردود أفعال الناس في اللوكيشن، ما اللزمات التي سيتفاعل الناس معها ونكررها، فعلى سبيل المثال "على الله حكايتك" أول ما قيلت وجدت كل من معنا يرددها فأدركنا أنها ستعلم مع المشاهدين، بدأت التركيز عليها وبدأت أبني عليها مشاهد مثل الذي جمع "غزل " والخديوي بعد ما ضرب بالرصاص وآخره بتقول له "على الله حكايتنا مش حكايتك"، ووجود الجملة فى هذا التوقيت أعجب الناس جداً، وهذا شيء أسعدني جداً.

العام الماضي قدمت عملا رومانسيا وشخصية "غالية" كانت هادئة.. وهذا العام فاجأتنا بشخصية "غزل" المختلفة تماماً.. فكيف وجدت هذا التحول؟
كنت حريصا أنا و ياسمين أن نقدم تركيبة مختلفة عن "غالية"، فـ"غزل" هي البنت التي تربت في منطقة شبه شعبية ثم يحدث لها نقلة حضارية و اجتماعية بعد أن تزوجت من ملياردير، فتحتك بناس من المجتمعات الراقية فأصبح عندها المزيج بين الاثنين فهي تتصرف مثل الشخصيات التي حولها لكن مازال في داخلها رواسب من حياتها القديمة وهذا ما يميز شخصية "غزل" أن فيها طباع مختلفة نتيجة الثقافة المختلطة، وياسمين عبد العزيز ممثلة كبيرة واستطاعت أن تقدم الدور بشكل جيد جداً، وأضافت له طعما معينا خاصا بشخصيها وأنا سعيد وراضي تماماً عن ما قدمته ياسمين في هذا الدور.

بماذا ترد على بعض الانتقادات التي تقول أن المسلسل يدعو للعنف ضد المرأة والبلطجة؟
في الحقيقة أنا اندهشت من هذه الانتقادات، فمن ضمن الموضوعات التي أناقشها في هذا العمل العنف ضد الأسرة  والزوجة، فمن الطبيعي عندما أناقش قضية يجب أن يظهر ملمح منها، و مع ذلك لم نظهر بشكل فج أو منفر، حتى في مشاهد اكتفينا فيها بصوت الضرب دون إظهاره على الشاشة ونفس الشيء في البلطجة، فممكن أن أتقهم هذا النقد إذا كان هدف العمل هو أن البلطجة والعنف شيء جيد وأقول للناس أن يفعلوه، لكن هنا أنا بناقش قضية معينة ومع نهاية المسلسل ستتكشف كل الأمور، ولا أعرف لماذا هناك سكاكين على رقاب الفنانين؟، فأنا إذا قدمت كل الشخصيات على صواب فكيف سيحدث الصراع الذى هو أساس الدراما.

وما أصعب ما واجهك في هذا العمل؟
أن أجعل كل الأدوار مشبعة بخطوط درامية مهمة وكل منها بطلة في مكانها، وفي نفس الوقت أحافظ على التوازن بين الأدوار، فالبطلة عندي "غزل" ويليها "الخديوي" و"عابد" ثم "قدرية" و "نادين"، فكان الحفاظ على هذا التوازن بين الأدوار طوال الوقت وفي نفس الوقت يكون هناك إيقاع سريع، لذلك كنت حريص أن يكون في كل حلقة قفلة مهمة حتى تجعل المشاهد متشوق لمشاهدة باقي الأحداث، وهذا عطلني فى تسليم بعض الحلقات، فمع المنافسة القوية وموسم قوي به فنانين على أعلى مستوى جعلني أبذل مجهودا مضاعفا حتى اكون على قدر المنافسة.

وما الرسالة التي أردت توجيهها للمشاهد من المسلسل؟
هناك رسائل كثيرة، منها أن الإنسان عندما يتعرض لظروف وضغوط معينة من المحيطين به فد يرتكب أخطأ كثيرة جداً وتصرفات قد يكون غير راضيا عنها، فـ"غزل" إحساسها بالقهر والظلم جعلها تفكر في قتل "عابد" و هي غير راضية عن هذا، وعندما سمحت للرجل الذي كان يعاكسها في بداية المسلسل لأنها شعرت بأنوثتها التي لم يشعرها بها زوجها لنجدها بعد ذلك تقوم بحظره لأنها كانت تريد هذه اللحظة فقط ولم ترد الخيانة، فما دفعها لذلك هو إهمال زوجها، والعنف ضدد المرأة بشكل عام، والجشع و الجري وراء المادة و دهس كل الأخلاقيات، وهناك رسائل أخرى كثيرة.

في النهاية.. معظم الأعمال التي قدمتها كانت دراما تليفزيونية ألم تفكر في تقديم أعمال سينمائية؟
بالفعل، فكرت في ذلك، لكن لم يكن عندي حظ في السينما فهناك أكثر من مشروع سينمائي كنت سأقدمه الفترة الماضية لكن لم يكتملوا لأسباب مختلفة، فأحياناً يكون بسبب الانتاج أو لظروف بطل العمل وغيرها من الأسباب التي ليس لها علاقة بي، لكن أعتقد أن هذه السنة ستشهد أول عمل سينمائي لي.