نرمين الفقى.. المبدعة التى تمردت على جمالها

بمجرد ذكر اسم نرمين الفقي، يتبادر في ذهنك الجميلة ذات الملامح الهادئة الرقيقة، هي فتاة أحلام الكثير من الشباب، التي قررت ألا يحصرها جمالها في أدوار معينة، مثل الفتاة السيدة الغنية أو ما شابه، بل أعلنت تمردها الكامل هذا العام، لتجسد شخصيتين على النقيض تماماً من بعضهما.

رأيناها "شمس" في مسلسل "النمر"، المرأة القوية التي بـ"100 راجل"، تقف في الصاغة بمنتهى القوة والجبروت، لا أحد يستطيع أن يفكر أنها امرأة ضعيفة فيحاول أن يظلمها أو يستغلها، بل ظهرت "أرجل من الرجولة"، وتحقق صفقات وتعطي عمولات، ولديها من الخبرات في البشر ما يكفي ويزيد، وفي نفس الوقت تتحول كل هذه القوة والجبروت إلى حنان وعطف كبير مع نجلها محمد مهران، فتظل تعطي له ألوفات تصل لحد ربع مليون جنيه، حتى يفتتح مشروعاته التي تبوء بالفشل في النهاية.

ويضع هذا الدور نرمين الفقي، في منطقة جديدة، فبالرغم من ملامحها التي يطلق عليها "بنت ناس" إلا أنها كانت "مَعلِمة" على حق، فقبل تجسيد دورها هذا كان لا يمكن أن يخاطر في بال الجمهور أن تلك الرقيقة تستطيع أن تتحول لسيدة بنت سوق تفهم الدنيا جيداً، وتمكنت نرمين من أداء الشخصية ببراعة مطلقة، فهي تمردت على جمالها، وأتقنت دورها لدرجة أنها كانت مفاجأة هذا العام للجمهور، فهي لديها طاقة تمثيلية وإبداعية لم تكن قد ظهرت بعد، ولكنها انفجرت في دراما رمضان هذا العام.

وبشخصية على النقيض تماماً، رأيناها في مسلسل "ضل راجل"، إذ أنها تتحول من سيدة تخشاها الصاغة وتعمل لها ألف حساب، إلى سيدة مهزومة ومنكسرة، لا حول لها ولا قوة، فقط تتمنى الموت بسبب عجزها عن الحركة ومرضها، وتظل طوال الحلقات طريحة الكرسي المتحرك ويعد هذا الدور تمردًا وتغيرًا في تاريخ نرمين الفقي الفني على مدار سنوات عملها في الدراما، هذا إلى جوار الناحية الرومانسية التي نالت إعجاب الجمهور في العمل، والتي جمعت بينها وبين زوجها في العمل ياسر جلال، والتي أعادت الجمهور إلى زمن الرومانسية الهادئة الغير مفتعلة.

ولكل ممثل أدواته المتمثلة في الصوت والحركة والأداء وطريقة المشي وهكذا، وهي هنا تفقد عنصر مهم من أدواتها وهو الحركة، وعلى الرغم من ذلك استطاعت أن تبدع ويشعر معها المشاهد بالحزن والانكسار.

وشتان الفارق بين الشخصيتين، فكيف تخرج من الشيء إلى نقيضه، إلا إذا كان أمامك طاقة تمثيلية بارعة، تستطيع أن تتلون في كل دور وعلى كل شكل.