رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

التطور الطبيعى للممثل الناضج.. كيف وصل حمادة هلال لقلوب المشاهدين من خلال مسلسل "المداح"؟‎

لا شك أنه بالضرورة يجب على الممثل أن يتمتع بالجاذبية الطبيعية، والتأثير الفطري، والحضور والقابلية، كي يصدقه الناس، وتجتمع كل هذه الصفات داخل الممثل حمادة هلال.. 

وأؤكد على قول "الممثل" لأنني أتحدث هنا عن ميلاد ممثل جديد يتطور يوما بعد يوم ليصبح منافس قوي لباقي الممثلين. 

ظهرت كل هذه الصفات من خلاا شخصية "صابر المداح" التي قدمها الفنان حمادة هلال في مسلسل المداح الذي يعرض في السباق الرمضانى ٢٠٢١ ويحقق إقبال جماهيري غير مسبوق. 

وتدور أحداث مسلسل "المداح" حول شخصية صابر الذي يمتلك العديد من القدرات الخاصة التي تؤهله لمعرفة أشياء لا ترى بالعين لكنه يشعر بقلبه ويعلم أمورا غير معلن عنها. 

ولم يقع "حمادة هلال" في خطأ "الغاية تبرر الوسيلة" وظل محافظا على مبادئه فظهر لنا شخصية ترفض الابتزال، ليس فقط من داخل الشخصية وحدها ولكن من داخله أيضا.. 

فعلي الرغم من أن شخصية "صابر" كانت تعلم غيبيات إلا أنها جهلت العديد من الأشياء حتى يرفع لافتة "لا يعلم الغيب إلا الله". 

وحافظ المسلسل على المساحة الكبيرة بين الدجال والشيخ فمن المستحيل أن يأتي بمخيلتك أنهما متشبهان وتستطيع بكل وضوح التفرقة بينهما. 

نحن أمام مسلسل متكامل نستطيع عرضه ورؤيته داخل كل أسرة محبة للفن الهادف ويرجع الفضل في ذلك الكتابة المختلفة والمحترمة لعقول المشاهدين من خلال المؤلفين أمين جمال، وليد أبو المجد، شريف يسري ومدي حفاظهم على عذوبة الجمل الحوارية التي توحدت مع هدوء النفس الذي يمتلكه حمادة هلال، وأيضا الصورة الواضحة التي خلقها المخرج أحمد سمير فرج مع رؤية إخراجية متقنة وبالتأكيد كل هذه العناصر أدت لاكتمال العمل الفني. 

وحددت المناهج النقدية صفات الممثل الجيد والتي تتلخص استطاعته للتقمص والتمتع بالمرونة الجسدية والقدرة على التخيل والتأقلم مع الدور وتشخيص الآداء المناسب حتى يتلقاه المشاهد بصورة عفوية، مثلما ظهر لنا حمادة هلال على الشاشة ففي الاربع حلقات الأولى ستجد أنه كان يمتلك ملامح بشوشة ومبتسمة وهادئة ومختلف تماما عن الحلقة الخامسة التي انقلبت فيها ملامح وجهه لشخص عابس مهموم مبتعد تماما عن البشاشة والسبب كان في ارتكابه لذنب القتل وتحمل عبء هذا الذنب فتحكم حمادة هلال في مرونة عضلات وجهه ووصلت إلى قدر كبير من التقمص، وتعايش مع الأحداث واقترب منها وأكاد أجزم أنها لمست قلبه من الداخل، وبالتأكيد ما يخرج من القلب يصل إلى قلب المشاهدين بسهولة. 

كما أن قدرته على التخيل والتأقلم أدت لشعور الجمهور في بعض المشاهد بالخوف نظرا للصدق الذي يحمله المشهد وكأننا أمام حالة حقيقية نريد أن نكتشفها ونفتش في داخلها. 
ومن منا لم يتمنى وجود صابر الطيب في حياته؟ كي يفتح لنا باب المعرفة لرؤية أشياء نغفل عنها.

وللحظات تشعر أن شخصية الممثل حمادة هلال لمست شخصية صابر المداح لتعتقد أنهما شخصا واحدا لا يمكن التفريق بينهما ويرجع ذلك كما ذكرنا من قبل في قدرته على التخيل والتأقلم، لكن السؤال هنا؟ هل سيستطيع حمادة هلال الخروج من روح صابر المداح دون أي خسائر أو ربما مكاسب؟ 

إن صابر المداح فكرة والفكرة - كما يقولون- لا تموت، وحمادة هلال أيضا استطاع أن يبلور هذه الفكرة بسهولة ويسر وإتقان حازم وذكاء شديد ومفاجآت تتكشف لنا يوما بعد يوم وتجعلك ترى الأشياء من منظور آخر فتكتشف أن الحقيقة وهم  والوهم حقيقة.