حوار/ هبة عبدالغنى : مشاركتى بـ"الطاووس" مغامرة.. ومفاجآت الأحداث لا تنتهى

شخصية "سُمية" مقهورة ومليئة بالتغيرات النفسية.. وردود الأفعال فاجأتنى ولكن !
"الطاووس" يفضح الصراع الداخلى للأشخاص وبضرورة تطبيق القانون

"مسلسل الطاووس" يفضح الصراع الداخلى لكل شخص، فالمشكلة ليست فى القوانين لأنها بالفعل موجوة ومٌشرع بها؛ ولكن الأمر يكمن فى تطبيقه، ومحاسبة الأهل والأقارب والجيران بشكل قاسٍ جدًا لكل ضحية سواء كانت تعرضت للقهر والظلم أو التحرش أو الاعتداء الجنسى واللفظى، فالمجتمع جعل المظلوم يختبىء والظالم يلوح بالأفق غير مبالى لأى شىء نظرًا لكونه يتمتع بالنفوذ أو المال، أو حتى لكونه ذكر، ويسير متفاخرًا بنفسه مثل "الطاووس"، هكذا تحدثت الفنانة هبة عبدالغنى، فى حوار خاص لـ"وشوشة"، عن مشاركتها بالموسم الرمضانى الحالى من خلال شخصية "سمية" فى مسلسل "الطاووس"، والذى يناقش قضية مجتمعية هامة حول التحرش والاعتداءات الجنسية بكافة أشكالها وتعرض المرأة للعنف فى مجتمعتنا العربية .. وإلى نص الحوار :

بداية .. كيف استقبلتى ردود الأفعال حول شخصية "سمية" بمسلسل الطاووس؟
ضاحكة، "الناس كرهتنى"، وهذا شىء ايجابى جدًا أن يصدقنى الجمهور لتلك الدرجة والقادم أقوى، لأن مسلسل "الطاووس" يتميز بأن أحداثه متصاعدة ومفاجآت لا تنتهى على عكس ما يتوقع الجمهور بأن أحداثه بدأت بقضية كبيرة وانتهى الأمر لتدور باقى الحلقات خلاله.

وما الذى جذبك لشخصية سمية بتلك التركيبة؟
بسبب ثقتى الكبيرة فى المخرج رؤوف عبد العزيز، وهذه لم تكن المرة الأولى التى أتعاون معه، فكنت معه من قبل فى مسلسل "فوق السحاب"، ولهذا لم أتردد للمشاركة وتحمست أكثر عندما قرأت السيناريو ووجدت أن شخصية "سمية" مختلفة عما قدمته من قبل، فشخصية "سمية" ليست أبيض أو أسود على الاطلاق، فبها تحملات وتغييرات فى سلوكياتها وأفكارها مثلما يحدث للكثير من الفتيات فى الحياة وهى شخصية طبيعية للغاية، بالرغم من أن التأليف والانتاج جُدد على الساحة الفنية فكانت مغامرة بالنسبة لى.

انهالت التعليقات على شخصية سمية ما بين الايجابية والسلبية بعد تخليها عن شقيقتها "أمنية" وهى ضحية لحادث اغتصاب.. فكيف رأيتِ ذلك؟
سمية شخصية طبيعية، سلوكها غريب ولكنها "بنى آدمة شبه الناس اللى حوالينا"، لأن كل انسان لديه جانب من الخير والشر ومن الأبيض والأسود، ومشاعره وثقافته التى تٌحدد كيفية تصرفه بالمواقف، بالاضافة لمستوى تعليمه ونفسيته إن كان غيورًا أو غير ذلك، وسمية بنت من بيئة شعبية، ولكن الحدث كان "كارثى"، ولم تتحمل الصدمة لشقيقتها، وأحمد الله أننى تمكنت من توصيل تلك الطبقات التمثيلية فى أداء مشهد واحد وهذا أمر ليس بالسهل، لأن الانسان ليس أحادى الانفعال، وكان مقصودًا أن يكون انفعال سمية مُعبرًا عما بداخلها ولا تٌفصح عنه.

وماذا عن أصعب ما واجهك فى "سمية"؟
أنها تبدو وكأنها انسانه بسيطة وطيبة وبنت بلد، ولكنىّ عند تجسيدها اكتشفت أن بداخلها "طبقات" كثيرة، ما بين الجدعنة والظلم والقهر من زوجها وكسرة الظروف لها، فهى شخصية "سلبية" ومغلوبة على أمرها؛ بل ومضطرة تحمل ظروفها خاصة بعد وفاة والدها حتى تجد رجلاً تستند عليه، وهى نموذج للكثير من السيدات اللاتى يعانين من القهر ولا يستطيعون التحدث بسبب ضغط المجتمع عليهم فكانت تركيبتها النفسية صعبة للغاية.

وما الرسائل التى يٌسلط المسلسل الضوء عليها إلى جانب قضية الاعتداء الجنسى؟
الكثير من الرسائل، فالمسلسل يفضح عن الصراع الداخلى لكل شخص، فالمشكلة ليست فى القوانين لأنها بالفعل موجوة ومٌشرع بها؛ ولكن الأمر يكمن فى تطبيقه، ومحاسبة الأهل والأقارب والجيران بشكل قاسٍ جدًا لكل ضحية سواء كانت تعرضت للقهر والظلم أو التحرش أو الاعتداء الجنسى واللفظى، فالمجتمع جعل المظلوم يختبىء والظالم يلوح بالأفق غير مبالى لأى شىء نظرًا لكونه يتمتع بالنفوذ أو المال، أو حتى لكونه ذكر، ويسير متفاخرًا بنفسه مثل "الطاووس".

ولماذا حاولتِ تبرير موقف "سمية" بعد الهجوم عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعى؟
لأننى خشيت أن موجة الهجوم والشتائم لشخصية سمية، تجعلهم يغفلون عن جوهر شخصيتها والرسالة التى تود أن توصلها لهم، فى هذا الزمن الصعب.

وماذا أضافت لكِ شخصية "سمية"؟
الكثير، بداية من راحة الضمير بتقديم عملى يقدم تلك القضية الخطيرة، لأننى ترددت كثيرًا فى تسجيل مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعى وفى النهاية أتراجع لأنه لن يٌفيد وسيتصدر التريند أيام قليلة وبعدها سيزول، أما القوة المؤثرة الحقيقية هى "الفن".

هل يمكن أن يؤثر "الطاووس" على تلك النوعية من الحوداث فى المجتمع؟
دعينى أخبرك، بآخر 3 سنوات، انتشرت تلك الظاهرة بشكل كبير ومتتالى، ولكنىّ لم أعلق عليهم عبر حساباتى الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعى لايمانى بأن ذلك لن يحل الأمر، وكنت أتمنى أن يتم تقديم عمل فنى يستعرض ما يحدث فى المجتمع بالسنوات الأخيرة ويراها الجمهور بشكل مفصل ليروا أنفسهم خلالها، ومن خلال "الطاووس"، نحاول الرد على كل ما حدث فى السنوات الأخيرة على كل ما حدث من انتهاكات واعتداءات على أطفال وفتيات لدرجة زادت عن الحد الآدمى، ويستعرض العنف ضد المرأة سواء الجسدى والمعنوى على حدِ سواء.