حوار/ وفاء صادق: "ولاد ناس" عمل حقيقى.. ونجح فى لمس الجمهور بجميع طبقاته

لأنه مسلسل حقيقى، ولا يوجد أحد من الجمهور لن يجد بيته ومشكلاته مٌجسّدة بأحداث المسلسل بما بينهم أنا وأنتى، سواء مشكلة فى نفسه أو والده أو والدته من الكبار للصغار، ولأنى "أم"، لدى جزء من المٌشكلات المطروحة فى المسلسل جعلتنى أشعر أنه واجب علىّ تقديم موضوعات حقيقية للغاية ودراما تلمسنا جميعًا وما يخص أولادنا والجيل الجديد.

كواليس تلك المشاهد كانت حقيقية، فكنا نٌناقش خلفيات وتاريخ تلك الشخصيات التى لم يراها الجمهور، وعندما يشاهدونها يٌدركون أنها لم تكن أول "خناقة"، وهذا البيت مشحون به مشكلات كبيرة ومن جمال ذلك العمل أن كل حلقة من الأحداث تكشف عن إجابة أحد الأسئلة التى تدور فى ذهن الجمهور.

لأن الفنان صبرى فواز ممثل مٌحترف وحساس للغاية، ودائمًا ما كنا نتحدث عن المشاهد بصحبة المخرج هانى كمال، وأرى أن السر فى تلك الكيمياء أننا تحولنا لزوج وزوجة وتوحدنا من الشخصيات، لأننا أردنا طرح تلك النوعية من الزيجات وتحويلهم من الورق إلى شخصيات حقيقية من لحم ودم، فالعمل معه مٌمتع لأقصى درجة، بالاضافة لوجود مخرج يكاد يخرج قلبه من أجل كل شخصية وفى كل تفصيلة، وما يٌميز هذا العمل هو "الحقيقة"، بالرغم أن الوقت مضغوط فى التصوير إلا أننا استغرقنا وقتا طويلا فى التحضير فبدأنا التصوير بالشُحنة كاملة.

"وجعتنى أوى"، وسيظهر ذلك فى الحلقات المٌقبلة سبب ذلك الوجع والقهر الذى تعيشه.

دعينى أخبرك، لدينا "محكمة الأسرة" تضٌج بالمشكلات الأسرية والأمهات اللاتى يعانين فى جعل الآباء يشعرون بأبنائهم، وآباء كثيرين يرون أن دورهم فى الأسرة يقتصر على تلبية الاحتياجات المادية فقط، وآخرين سافروا للخارج من أجل البحث عن مستوى مادى أفضل تاركين ورائهم مسئولية تربية أطفال يٌشّكلون جيل بأكمله، وأعتقد أنه بعد الحلقة الثلاثين سيدق ناقوس الخطر حول علاقة الأباء بأبنائهم، ويوجه رسالة هامة ومباشرة بضرورة مراعاة الأباء لأبنائهم وجعلهم تحت أنظارهم لأننا إن لم نحافظ على أولادنا فلن نحافظ على المجتمع ونحن المسؤلون فكل راعِ مسئول عن رعيته.

ضاحكة، لن أجيبك عن ذلك السؤال لأن الإجابة عليه تكشف كل أحداث المسلسل، فلنتظر باقى الحلقات، ونريد للجمهور أن يٌفكر ويتوقع الأحداث، حتى ينهضون من سٌباتهم.

"هذه حقيقة"، ونحن لا نٌناقش مشكلات الأطفال فقط، ولكن أيضًا فيما يتعلق بالكبار والمجتمع بأكمله وكيف وصل تفكيرنا فأصبحنا نأخذ بالمظهر ونترك الجوهر الثمين الذى يتغافل عنه الكثيرين، فنحن نقول لهم "شوفوا والحقوا".