"تعددت الأشكال والرسالة واحدة".. الأعمال الرمضانية تناهض العنف ضد المرأة‎

يتميز الموسم الرمضانى هذا العام بتنوع الأعمال المقدمة على طاولته، ولكن يغلب عليها "القيمة"، مهما اختلفت موضوعاتها، ومن أبرز القيم التى تناولتها الدراما الرمضانية وحرصت على تسليط الضوء عليها هى "مناهضة العنف ضد المرأة" ، وهى من أخطر القضايا فى العقود الأخيرة، حيث يمثل العنف ضد المرأة عقبة رئيسية أمام التنمية، والتى اصبحت تُمثل كيانًا أساسيًا بالمجتمعات العربية، حتى إن العالم خصص يوم الثامن من شهر مارس بكل عام للاحتفال باليوم العالمى للمرأة.

 

وفى الآونة الأخيرة، انتشرت العديد من قضايا التحرش والاغتصاب للفتيات وأشكال متعددة للممارسة العنف ضدها، والتى تم تداولها فى أروقة الرأى العام، ومن ثم انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعى وأحدثت جدلًا كبيرًا بالمجتمع، وفى التقرير التالى يكشف "وشوشة"، عن أبرز الأعمال الرمضانية التى تناولت تلك الظاهرة بألوان مختلفة.

 

ويأتى فى مقمة الاعمال الرمضانية مسلسل "الطاووس"، للفنانة سهر الصايغ والفنان جمال سليمان، تلك الفتاة التى يتم اغتصابها على أيدى بعض الشباب المرفهين عديمى المسئولية ذوات السلطة والنفوذ، غير مٌبالين لضياع مستقبل فتاة وسُمعتها.

 

وفى سابقة حضارية، قام المخرج رؤوف عبد العزيز بتناول مشهد اغتصاب "أمنية" خلال الأحداث بشكل راقى دون ابتزال أو مشاهد خادشة للحياء فى الشهر الكريم، ما جعل مواقع التواصل الاجتماعى تنتفض ثأرًا لتلك الفتاة من شدة تصديقهم وتفاعلهم مع القضية.

 

وقد حصل المسلسل على دعم من المجلس القومى لحقوق المرأة لمناقشته قضية حساسة للغاية؛ بل واصبح يتعرض لها الكثير من الفتيات ويخافون الابلاغ عن الجُناة، ويطرح المسلسل طرق العلاج وكيفية استعادة "أمنية" لحقها وسمعتها.

 

كما تٌشارك الفنانة ياسمين عبد العزيز، فى الموسم الرمضانى للعام الثانى على التوالى بقضية جديدة بعيدة عن الكوميديا، وهذا الماراثون تناولت قضية العنف ضد المرأة من خلال الضرب والقسوة سواء من الأهل أو الزوج، فبعد أن عاشت سنوات طويلة تحت طائلة الضرب من أهلها، وافقت على الزواج من شخص يكبرها بنحو 20 عامًأ من أجل الفرار من قهرهم وظلمهم لها.

 

ولكن أبت الظروف أن تعيش حياة هنيئة، وتحولت حياتها رأسًا على عقب لجحيم بسبب تطاول زوجها هو الاخر عليها، فى مشهد أثار الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعى وأشعل الجرح لدى الكثير من السيدات اللاتى يعيشون تلك المأساة، وفى مزلة خائفين من عاقبة اعتراضهن على سوء المعاملة.

 

ويناقش الفنان ياسر جلال فى مسلسله الرمضانى لهذا العام "ضل راجل"، قضية هامة وهى الرجولة والنخوة وكيفية مراعاة الزوج لزوجته وأهل بيته، فزوجته والتى تجسدها الفنانة نيرمين الفقى "أم شهد" وهى مريضة وقعيدة على كرسى متحرك، ولكنه لم يقسو عليها مثلما يحدث فى النماذج الأخرى؛ بل أنه يرفض الزواج عليها لعجزها ومرضها على الرغم من طلبها ورغبتها فى ذلك؛ الا أنه رفض أن يجرحها أو أن يجعلها تشعر بأنها ثقيلة على عاتقه، وتحمل الحلقات المقبلة المزيد من المفاجأت.

 

"ضل راجل" بطولة ياسر جلال، أحمد حلاوة،  محمود عبدالمغني، نرمين الفقي، عصام السقا، رنا رئيس، نور، تأليف أحمد عبدالفتاح وإخراج أحمد صالح.