حوار: سهر الصايغ : "الطاووس" ليس اسقاطًا لقضية "الفيرمونت".. وعرضه فى الموسم الرمضانى "جرأة" مطلوبة

تخوفت من شخصية "أمنية" لأنها واقع ملموس .. ولكن !
المسلسل حصل على دعم من المجلس القومى لحقوق المرأة 
قوة "السوشيال ميديا" أصبحت تعيد الحقوق لأصحابها فى يوم واحد

تشارك الفنانة سهر الصايغ، فى بطولة مسلسل "الطاووس"، مع النجم جمال سليمان، والذى يٌعرض على شاشة قناة النهار، ويتناول العمل قضية مجتمعية صعبة للغاية ويتعرض لها الكثير من الفتيات بشكل يومى، وفى حوار خاص لـ"وشوشة"، تكشف سهر عن تفاصيل مشاركتها بالمسلسل وسر انجذابها له، وكيفية تعاملها مع تلك القضية الحرجة، كما تطرق الحوار لتشبيه العديد من الجمهور قصة المسلسل لقضية "الفيرومنت" الشهيرة والتى ترد على تلك الادعاءات لأول مرة، وعن علاقة العمل بالمجلس القومى للمرأة، وتفاصيل آخرى كثيرة.. وإلى نص الحوار :

بداية ما الذى حمسك لبطولة مسلسل "الطاوس"؟
ما جذبنى هو قضية الموضوع والمسلسل، لأننى أحاول كل عام أن أقدم شيئًا مختلفًا عما قبلها، وأرى أن هذه الفترة تحديدًا لابُد من تقديم مثل هذا العمل لكثرة القضايا التى تتعلق بالتحرش والاعتداء الجسدى فى المجتمع، وأصبح ضرورة على الدرما أن تقوم بتناولها.

برأيك هل العمل يحمل جرأة فى مناقشة هذه القضية وفى شهر رمضان؟
بالطبع، هى جرأة، ولكنها مطلوبة، ولا يجب أن ندفن رؤوسنا فى الرمال ونخشى مناقشتها واستعراض تلك القضايا بشكل مٌفصل بالدراما، فبمعدل كل شهر أصبح هناك قضية اغتصاب أو تحرش او اعتداء جسدى، وهذا يكفى وكان لابُد من تدخل الدراما.

هناك الكثيرين عبر مواقع التواصل الاجتماعى رأوا أن قصة المسلسل اسقاطًأ لقضية "الفيرمونت" .. فما تعليقك؟
دعينى أخبرك، قصة المسلسل "واقعية" ولكنها لا تُحاكى قضية بعينها، فأنتِ حين تشاهدين المسلسل، ستجدين به العديد من تلك القضايا مثل "قضية الساحل، الفيرومنت، فتاة المعادى"، والكثير، فالمسلسل هو اسقاط على سلوك بالمجتمع وأى شخص سيشعر بجزء من قضيته، ولكننا خلال "الطاووس" نتناول قضية مجتمعية بشكل عام وأشمل سوف تلامس الجمهور.

وهل تخوفتِ من شخصية "أمنية"؟
جدا، وأكثر ما تخوفت منه هو صعوبتها والحقيقة أن شخصيتها وقضيتها قريبة لأقصى درجة من الجمهور وواقعية جدًا، وكان لابد ان أكون حذرة للغاية فى تقديمه بمصداقية عالية بدون اسفاف أو تزييف لأنها مشاعر حقيقة عاشها الكثيرين من الضحايا.

وماذا عن أكبر تحدى لك فى "الطاووس"؟
هو نفس التحدى الذى أتعرض له بكل عمل أشارك به، أن يقوم الجمهور بتصديقى، وهذه هى "شطارة الممثل" من وجهة نظرى، أيًا كان الباب الذى يدخل منه الفنان للجمهور.

ظهرت خلال مشاهد العمل منهارة من البُكاء وفى حالة قهر شديد .. حدثينا عن تحضيرك للشخصية؟
بوجه عام المسلسل صعب جدًا، والأصعب هو العامل النفسى والتحضير للاندماج فى الشخصية بكل ذلك القدر من الوجع والقهر مثلما ذكرتِ، ولكن الله أكرمنى بمخرج واعى ومتمكن من أدواته ويعى جيدًا رسالته التى يُريدها من وراء المسلسل، فساهم فى اعدادى نفسيًا وساعدنى كثيرًا فى تفاصيل الشخصية، وله فضل كبير فى تلك المنطقة.

وهل تقربتِ من أحد الفتيات ممن تعرضوا لتلك الحوادث؟
للأسف وبما أنكِ بنت فسوف أضمك معانا، نحن نعيش تلك القضايا والحوادث بشكل يومى، وأصبحتِ لا تذهبين لهم؛ بل تلك القضايا من تأتى لنا، فهو ليس دور مريضة نفسية فأحتاج زيارة مستشفى الأمراض النفسية مثلما فعلت العام الماضى فى مسلسل "النهاية"، أو دورى فى "كفر دلهاب"، وبحثى عن الأشخاص الذين تعرضوا للسحر للتقرب منهم، فهنا الوضع مختلف والتحرش يتمثل فى صور كثيرة سواء التنمر أو التحرش اللفظى، فهو واقع ملموس.

وماذا عن أصعب مشهد لكِ بالأحداث؟
المسلسل كله، فجميع مشاهده بالنسبة لى "ماستر سين"، على عكس ما يتوقعه الجمهور والنقاد فى مشهد أو اثنين من أى عمل، ولكن هنا جميع المشاهد صعبة لأقصة درجة، وبينهما بعض المشاهد البسيطة.

وكيف رأيتِ مشاركة الفنانة سميحة أيوب وفى دور قبطى؟
دعينى أخبرك، تناول النص فى المسلسل بوجه عام، كان يتناول اكثر من رسالة، وتجسيد الفنانة القديرة سميحة أيوب لشخصية قبطية بالأحداث، له معنى كبير جدًا، فهى من قامت باحتضان "أمنية" بعد اغتصابها ومساعدتها فى اعدادها النفسى من جديد، وهى على غير ديانتها، وهذا دليل على أنهم جزء أصيل من مجتماعتنا ولهم فضل ودعم كبير فى المجتمع، فالقيمة من وراء مشاركتها كبيرة للغاية.

بعد تعرض أمنية للإغتصاب من قبل شباب ذات أصحاب نفوذ ولم تتمكن من الحصول على حقها.. أثارت قضيتها جدلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعى.. فلأى مدى ترين قوتها فى تحريك مجريات الأمور؟
"السوشيال ميديا" أصبح لها قوة كبيرة جدًا، وحاليًا هناك العديد من القضايا التى يتم طمسها واخفائها والتعتيم عليها، وما يُعيدها للساحة من جديد هى "السوشيال ميديا"، وهذا ليس من وجهة نظرى؛ وإنما هذا واقع للعديد من القضايا، فهى حاليًا تعيد الحقوق لأصحابها فى يوم واحد.

مؤخرًا قام المجلس القومى للمرأة بتفعيل الخط الساخن لتلقى شكاوى التحرش والاغتصاب .. برأيك هل يمكن أن يحصل العمل على دعم من المجلس؟
بالفعل، فقد حصل المسلسل على دعم من المجلس القومى للمرأة، وأرى أنه له سابقة ودور فعال لقضايا المرأة؛ بل ويتدخل لحل أى مشكلات تتعرض لها وجلب مستحقاتهم، ونحن نحتاج ذلك بشكل كبير فى الفترة المٌقبلة، وكل من معه سلاح يستخدمه سواء فى الدراما أو الصحافة أو المجلس القومى للمرأة.

وماذا عن كواليس تعاونك مع النجم جمال سليمان؟
سعيدة لأقصى درجة للعمل معه، فهو أروع ما يكون شخص مثقف وراقى، ومستمتعة بكواليس التعاون معه، وجمعتنى به كيميا رائعة أتمنى أن تصل للجمهور على الشاشة وخاصة أن جميع فريق العمل من إخراج وتأليف هى أول مرة أعمل معهم.