فى ذكرى ميلاده.. علاقة عمر الشريف بزيارة السادات لإسرائيل.. ولهذا السبب ندم على العالمية

"أنا الممثل الوحيد في العالم اللي بيكون أجنبي في كل دولة بشتغل فيها".. بتلك الكلمات كان يصنف عمر الشريف نفسه، عينيه "الدراميتين"، ووسامته الخاصة مع كاريزمته المميزة، كلها أسباب صنعت منه نجم عالمي، ذاع سيطه من المحيط للخليج، بل وصل لقلب هوليود، فلقب بلورانس العرب، هو ميشيل ديمتري شلهوب الشهير بـ" عمر الشريف"، الذي يحل اليوم ذكرى ميلاده وبتلك المناسبة سوف نتطرق لموضوع الرسالة التي حملها عمر الشريف من السادات لبيجن، ونتعرف على أكثر شئ ندم عليه، والحياة التي كان يتمنى أن يعيشها.. وإليكم القصة:

هو ابن محافظة الإسكندرية، والده هو تاجر الأخشاب والقوارب "جوزيف شلهوب" وأمه "كلير سعادة"، وكانا من الروم الأرثوذوكس النازحيْن من مدينة زحلة اللبنانية في مطالع القرن العشرين.

تخرج من مدرسة كلية فكتوريا بالإسكندرية، ثم أكمل دراسته بجامعة القاهرة، التي درس فيها الفيزياء والرياضيات، ثم عمل مع أبيه في الأخشاب، لكن تجارتهما كسدت بعد استثمار مبلغ كبير في إحياء التعامل بورق البردي، كما ذيع وقتها.

كانت بدايته الفنية بفيلم "صراع في الوادي" أمام فاتن حمامة، ومن وقتها لمع إسمه في السينما المصرية ثم العالمية.

كشف "عمر الشريف" عن دور لعبه في عملية السلام، وبالأخص في زيارة السادات لإسرائيل بحسب ما ذكر في إحدى لقاءاته التلفزيونية، وذلك عندما سألته المذيعة عن الدور الذي لعبه في عملية السلام، فأجاب قائلا: "هو دور تاريخي لكني لا أظنه محوري.. ففي إحدى الأيام وأنا في باريس اتصل بي سكرتير السادات يطلب مني أن أحدثه.. فوجدت الرئيس يسألني عن رأي إذا ذهب لإسرائيل، وماذا سيكون ردة فعلهم إذا ذهبت للسلام؟، فأجابته: لا أعرف، فطلب مني بحكم أني على معرفة وعلاقة بكثير من اليهود أن أعرف رأيهم في ذلك، وطلب مني اسأل بيجن  تليفونيا، وأبلغه رسالته تلك، ثم أعاوده بالرد".

وتابع الشريف قائلا: "تحدثت مع بيجن ووصلت له رسالة السادات، وسألته: كيف تستقبلون السادات إذا جاء اسرائيل لاقامة معاهدة سلام؟، فرد علي: سوف نستقبله كالمسيح.. وبالفعل وصلت رده للسادات، وقد كان".

 

أما عن أكثر الأشياء التي ندم الشريف عليها، فهي النجومية والعالمية، فعلى حد تعبيره، قال: "أنا ندمان على اختلاطى بذلك العالم، كنت أتمنى ألا أقدم على خطوة لورانس العرب، كنت أتمني أن أظل نجم مصري معروف، وسط أسرتي سعيد مع زوجتي وابني، بل كنت أتمنى مزيد من الأبناء والأحفاد، اجلس معهم على طاولة الطعام اترأسهم وكأني ملكت العالم، هذا هو المجد الحقيقي، وليس كما ربطه الناس بالعالمية، فالعالمية لا تعني لي شيئا بجوار تلك الأمنيات".

 

عاش الشريف معظم سنوات اغترابه في باريس، فقد كان يقيم مجاناً في فندق "رويال موناكو" بفضل صداقته القديمة مع صاحب الفندق. 

وبعد 83 سنة حافلة ساطعة وافته المنيّة إثر نوبة قلبية حادة في وطنه في 10 يوليو 2015 وذلك كان بعد ستة أشهر على وفاة حبه الوحيد فاتن، وصلّي عليه في مسجد المشير طنطاوي ودفن في قبر متواضع بالسيدة نفيسة في القاهرة بحضور أقاربه وعدد قليل من الفنانين والقائمين على شؤون الثقافة المصرية.