أشهر أغانى رمضان.. أحدهما تم تعديلها والأخرى ببصمة فرعونية قبطية

مع اقتراب حلول الشهر الفضيل، تتزين الأروقة والميادين بصوت أشهر أغاني رمضان، منها أغنية "رمضان جانا"، التي صارت أيقونة هذا الشهر الفضيل، وكلما نزلنا للأسواق، أو تجولنا في الشوارع بين البيوت نسمع أنغام وكلمات تلك الأغنية، التي فيها سحر خاص يُدْخِل على النفس السرور ويمهدهك لاستقبال روحانيات هذا الشهر، وبالرجوع لتاريخ تلك الأغنية، نكتشف أن هناك نص أصلي للأغنية، وأنه أجرى الكثير من التعديلات سواء بحذف كوبليهات أو استبدالها، لذا سنكشف في التقرير التالي تفاصيل تلك الأغنية، وما أجرى عليها من تعديلات:

ظهرت أغنية رمضان جانا لأول مرة على الإطلاق في رمضان عام 1943م، بصوت المطرب المغمور محمد شوقي، وألحان سيد مصطفى، وقوبلت بالفشل، والذي ساهم في فشلها، هو تعود الناس على أغنية "وحوي يا وحوي" كأغنية وحيدة لرمضان، مما جعلهم ينفروا من أغنية رمضان جانا.

وفي محاولة من كاتب الأغنية الشاعر حسين طنطاوي، أن يصنع شيئا لينقذ أغنيته، طلب من مطرب أغنية وحوي ياوحوي أحمد عبد القادر، أن يؤدي تلك الأغنية بصوته، لكن الإذاعة وقتها كانت ترفض أن يكرر أي مطرب نفس الموضوع بأكثر من أغنية، فتنازل عنها لصالح محمد عبد المطلب، وقد أجرى عليها عدة تعديلات، لظروفٍ اجتماعية وفنية ورغم التعديل لم يحدث خلل ببنيان الأغنية؛ لذا لم يشعر أحد بشيء.

والكوبليهات المحذوفة من أغنية رمضان جانا هي:
"بالليل نولع قناديلك والشمع يقيد * والليل بطوله نغنيلك ونقول ونعيد * وندور على بيوت أصحابنا * نملى جيوبنا من أحبابنا * من العصر نستنى المدفع وودانا معاه * من ساعة ما يلعلع في الجو صداه * والأكل قدامنا محمر مشمر رمضان جانا أهلاً رمضان".


أما أغنية "وحوي ياوحوي" التي وقفت حائلا في وقت ما لنجاح أغنية رمضان جانا، تتمتع ببصمة فرعونية قبطية، والتفاصيل كالتالي:
قد يظن البعض أن عمر تلك الأغنية يبلغ حوالي 80 عام منذ طرحها لأول مرة سنة 1937، لكن في حقيقية الأمر إن عمر تلك الأغنية قد يكون أقدم من شهر رمضان نفسه، فإن كلمات الأغنية التي تقول: وحوي يا وحوي إيوحااا، فإن تلك الكلمات تعود معانيها إلى العصر الفرعوني من خلال "واح وي إيوح"، والتي تعني الترحيب بالملكة الفرعونية إياح حتب الملكة المصرية القديمة في نهاية الأسرة السابعة عشرة، وكانت ابنة الملكة تيتي شيري وسانخت رع أحمس، و ربما كانت أخت وزوجة الملك سقنن رع تا عا الثاني، فـ"وحوي" معناها الترحيب، و"إيوحا" مشتق من أياح حتب ويعني ذلك القمر ، أي مرحباً بالقمر.