رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

لماذا استمرت مسرحية "قواعد العشق 40" تعرض للسنة الخامسة؟

إن الطريقة التي نرى فيها الله ما هي إلا انعكاس للطريقة التي نرى فيها أنفسنا.. وهى أول قاعدة من قواعد العشق الأربعون التي وضعها شمس التبريزي وبدأ بها الفنان بهاء ثروت، في العرض المسرحي "قواعد العشق 40" الذي يعرض للسنة الخامسة على التوالي.. ففي عام ٢٠١٧ حالفني الحظ لمشاهدة هذا العرض مستمتعة بكل تفاصيله والحالة التي أدخلني بها.. وراودني سؤال في ذهني وهو كيف استطاعت أن تستمر مسرحية "قواعد العشق 40" طوال هذه الفترة وما هي التغيرات التي ربما طرأت عليها.. وهل سأكون بنفس الحالة والاستمتاع الذي حصلت عليه عند مشاهدتي لها في أول مرة ولم أجد الإجابة على هذه الأسئلة إلا حينما شاهدت العرض مرة أخرى منذ أيام.

 

واكتشفت بعد أربع سنوات من مشاهدتي لها أننا أمام عرض مسرحي يصلح في كل زمان ومكان مكتمل الأركان.. حالة روحية تداعب روحك من الداخل تزيد من هرمون السعادة والإنسجام.. تسبح بعيناك مع هؤلاء المنشدين بالمسرحية وأخص بالذكر سمير عزمي، الذي أضاف سحرًا بين مقاطع الحوار وربما ستشتاق لإنشاده لحظة بعد أخرى، وبلحظة من اللحظات ستنسى وجودك بالمسرح وستشعر أنك جزء لا يتجزأ من الأحداث لكنك ستظل صامتا تاركًا ما بداخلك هو من يتحدث.

 

ربما لأننا جميعا نبحث عن "شمس" ونحتاج له تمامًا مثل احتياج جلال الدين الرومي له واحتياج كينا له واحتياج العاهرة أيضا له، ربما لأنه المنقذ والمخلص والكاشف للحقيقة والجانب المضئ لقلوبنا، نحن أمام تحول صعب من رواية إلى مسرحية من وسيط فني إلى وسيط فني آخر لكن القائمين على الكتابة أظهروا جميع أركان الرواية بسهولة ويسر فاسطتاعت الكاتبة رشا عبد المنعم وفريق الكتابة اجمع على صنع دراماتورج ممتع

 

واستاطعت الفنانة فوزية محمد، بملامحها الجميلة أن تخطف الأنظار إليها منطلقة من سلاسة تمثيلها وخلوه من أي شوائب، وعفوية الشخصية التي قدمتها حيث تتطابق مع شخصيتها بشكل كبير كما أن ملامح وجهها البريئة اضافت الكثير من الصدق والشعور بالطمأنينة.

 

وعلى نفس السياق استطاع الفنان بهاء ثروت، أن يصل لقلوب المتفرجين بأقل مجهود منه، فكانت تعبيرات وجهه قادرة على توصيل الإحساس دون أن تتحرك، ويكفي صوته وإحساسه الداخلي بالشخصية.

 

إضافة إلى ذلك كان مجسد شخصية الحارث بيبرس الفنان إيهاب بكير ومجسد شخصية علاء الدين الفنان هاني عبد الحي ومجسدة شخصية العاهرة التائبة الفنانة دينا أحمد، والشيخ ياسين الذي جسده الفنان عادل رأفت، وجلال الدين الرومي، الذي جسده فكري سليم  كل هؤلاء اضافوا المتعة والتشويق بأدوارهم وآدائهم التمثيلي.

 

وعملت الإضاءة التي كانت من تصميم إبراهيم الفرن والديكور الذي صنعه مصطفى حامد، على الشعور بالإيهام داخل أحداث العرض المسرحي فكل العناصر كانت متعاونة في ذلك.

 

واستطاع المخرج المسرحي عادل حسان، أن يصنع عرضًا مسرحيًا سيظل ابد الضهر محفورًا بالقلوب يتفق مع أي عصر وأي ثقافة.