فى شهر الميلاد والرحيل.. قصص خاصة جدا عن "شكرى سرحان" تنشر لأول مرة
الجمعة 19/مارس/2021 - 12:04 م
ريهام مصطفى
هو فتى الشاشة الأول لما يقرب من عقدين من الزمان، اختير كأفضل ممثل في القرن العشرين باعتباره صاحب أعلى رصيد في قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما العربية، مسيرته الفنية امتدت ما بين عامي 1949 و1991، قدم خلالها ما يقرب من 150 فيلم، كما لقب بـ ابن النيل نسبة إلى أول دور بطولة له في فيلم يحمل نفس الاسم للمخرج يوسف شاهين.
تميزت أعماله بأن عدد كبير منها مأخوذ عن أعمال أدبية لعمالقة الفكر والأدب آنذاك، مثل يوسف السباعي، ونجيب محفوظ، ويوسف إدريس، ويحيى حقي، وإحسان عبد القدوس.
فهو بطل روايات: «رد قلبي»،و«الزوجة الثانية»،و«شباب امرأة» و«اللص والكلاب»، و«لا تطفئ الشمس»، و«النداهة»، و«الطريق المسدود»، و«شيء في صدري»، و«قنديل أم هاشم».
هو ابن النيل الراحل شكري سرحان، الذي يحل اليوم ذكرى وفاته، وبالبحث في أرشيفه وجدنا قصص يعرضها "وشوشة" لأول مرة إحياء لذكراه:
ينتمي الفنان شكري سرحان لعائلة ريفية محافظة، ووالده كان معلما أزهريا، بدأ عشقه للفن منذ طفولته تأثرا بشقيقه الأكبر الذي كان يأتي ببعض القصاصات الورقية وقطع الخشب الصغيرة ويصنع منها مشاهد تمثيلية مسرحية على طريقة خيال الظل، وهذا العشق تحول لرغبة جامحة أدخلته قسم البوليس في سن الـ١٢ عام، وذلك كان بسبب مشاهدة الأعمال الفنية التي كانت تعرض في دور سينما الهلال الصيفية في حي السيدة زينب العتيق من خلال سطح عمارة خلف السينما، مما دعا السكان لطلب الشرطة خوفا على هؤلاء الصبيان من السقوط من على سطح العمارة وخاصة أن تلك العمارة كانت تحت الإنشاء، وبالفعل تم القبض عليهم وحينها تملكه خوف من أن يعلم والده بما فعل، فقرر أن يتظاهر بالموت، حتى تركته الشرطة وسط صراخ وتأنيب الجيران لهم على ما فعلوه بالطفل، ويعد ذلك أول موقف تمثيلي لشكري سرحان.
"فنان يبحث عن منتج"، تلك المحطة هي الأولى في مسيرة شكري سرحان، فقد عانى في البدايات رغم أنه خريج معهد فنون مسرحية دفعة العمالقة، إلا أنه واجه صعوبات في الظهور، حتى التقى به أحد الصحفين الفنيين، والذى رأى فيه أنه وجه سينمائي، فالتقط له عدة صور لمجلته تحت عنوان فنان يبحث عن منتج، ومن هنا توسم فيه يوسف شاهين الموهبة والنجومية، فمنحه أدوار البطولة المطلقة التي مهدت له التربع على عرش القمة كفتى أول لشاشة السينما على مدى سنوات طويلة.
جذبت نجوميته السينما العالمية فشارك في بعض الأعمال الكبرى منها فيلم «ابن كليو باترا»، الذي كان إنتاج مصري إيطالي مشترك، مع يحيى شاهين، وسميرة أحمد، وحسن يوسف.
وهذا ما رشحه لبطولة فيلم «لورانس العرب» لكن لعنة اللغة حالت بينه وبين الدور، مما جعله يرشح عمر الشريف بديلا عنه.
وعلى الرغم من أن شكري سرحان ظل فتى الشاشة الأول لعقود، إلا أنه لم يمتلك سوى شقة بالإيجار قبل وفاته، بل واضطر لتأجيل رغبته بالاعتزال لمدة 10 سنوات بسبب سداد ديونه للضرائب.
كما عرف عن شكري سرحان الانعزال عن الحياة الاجتماعية والسياسة، إلا إنه شارك مع بعض زملائه الفنانين في المظاهرات التي قام بها المصريون بعد خطاب التنحي لجمال عبد الناصر بدافع حبه الشديد له.
وفي عام 1991 قرر الابتعاد عن الأضواء وحقق رغبته بالاعتزال عن الفن والتفرغ لقراءة القرآن الكريم حتى وافته المنية في نفس شهر مولده وهو شهر مارس عام 1997.