رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

فى ذكرى ميلاد ملك الفوازير.. كيف شكلت فوازير "ألف ليلة وليلة" محطة جديدة بحياة فهمى عبدالحميد؟

بفضل إبداعاته صار إحدى علامات أجواء شهر رمضان الفضيل، فارتباط إسمه بتترات الأعمال المقدمة فيه جعلت الجمهور ينتظر أعماله في كل موسم رمضاني جديد، تميز بالتجديد والخروج عن النمط، فانفرد بتقديم أعمال صورتها مبهرة باستخدام تقنيات محدودة بجودة عالية، وكأنه صار "حاوي" الشهر الفضيل، التي ظلت حيله محل إبهار ولغز محير لكل من يراها، لذا حصدت أعماله جمهور من كل الأعمار، وكيف لا وهو المبدع ملك الفوازير المخرج فهمي عبدالحميد، الذي مع دخول شهر فبراير يحل ذكرى ميلاده، واحد من مبدعي برج الدلو، الذي لو حظى بصفات من ذلك البرج لكانت صفات الإبداع والابتكار، فإسلوبه المميز وبصمته الخاصة جعلته يسبق عصره وزمانه لدرجة جعلت البعض يتسائل ماذا لو كان "فهمي عبدالحميد" يعيش في عصرنا هذا.. عصر الجرافيكس والتكنولوجيا، فماذا كان سيقدم من إبداع؟

وبتلك المناسبة سيسلط "وشوشة" الضوء في هذا التقرير على فنيات وتقنيات استخدمها المبدع الراحل فهمي عبدالحميد، في أعماله وكيف أنه روج لسلسلة من أعمال تضم قصص ألف ليلة وليلة من خلال فوازير رمضان؟

في مثل هذا اليوم ولد المخرج القدير فهمي عبدالحميد، إبن كلية الفنون الجميلة، والذي ترأس في وقت ما قسم الرسوم المتحركة بالتلفزيون، من روائع الفوازير التي قدمها: صورة وفزورة، وأنا وإنت.. فزورة، وعروستي، والخاطبة، وفطوطة، وفوازير ألف ليلة وليلة. 

كان حساس اتجاه ما يقدمه لعين المشاهد، لذا كان حريص علي اختيار النجم أو الفنانة اللذان سوف يقدما دورا ما بأعماله، فكما قال ليس كل نجم يستطيع أن يراه الجمهور في ثوب الأمير، وكذلك ليست كل نجمة تستطيع أن تجسد دور الأميرة، وحساسيته الفنية لم تقف فقط عند حد اختيار النجوم، فهو كان دقيق حتى في اختيار المشاهد و الحكايات التي تصلح للتجسيد على الشاشات، فهو يرى أن هناك بعض الحكايات تصلح لراديو أكثر من لو أنها قدمت مرئيا والعكس. 

وفي لقاء نادر له كشف عن حيلة استخدامها للترويج إلى تقديم أعمال منفردة بقصص ألف ليلة وليلة، فكشف أنه كان واضعا خطة ليستشف ما يحبذه الجمهور؛ لذا قرر في مرة من المرات أن يدمج قصص ألف ليلة وليلة مع حلقات فوازير رمضان من خلال فوازير "ألف ليلة وليلة"، بحيث كلا منهما يخدم الآخر، وبذلك يستطيع أن يتعرف على ذوق الجمهور، وبناءا عليه يختار إذا كان يفرد لقصص ألف ليلة وليلة أعمال منفردة خاصة بها بعيدا عن حلقات الفوازير، أو يبتعد عنها تماما ويسخر طاقته للفوازير فقط. 

 

أما عن الحيل والخدع التي كان يستخدمها المخرج الراحل، فقد تحدثت ابنته الإعلامية لمياء فهمي عبدالحميد، عنها عندما حلت ضيفة ببرنامج المصري أفندي، على شاشة القاهرة والناس فقالت: "كان الأمر مرهق وصعب جدا وقتها.. فمثلا في تقديم شخصية فطوطة كان والدي يعمل مستخدما الكرومة حتى يستطيع فصل الشخصية الكبيرة عن الشخصية الصغيرة.. وفي إحدى مشاهد شريهان في عروسة البحور وهي تجسد شخصية حورية داخل البحر بتطلع وتنزل جوا بحر، دا كان عبارة عن برميل كبير مساحة غرفة تقريبا وذو عمق معين مملوء بالمياه، وعلي كرومة واخدة لون البحر، وكانت شريهان بالفعل تغطس فيه وتخرج ديل الحورية وكأنها عروسة البحر".


وعن أبرز ما قاله "فهمي" عن أعمال الفوازير، فقد قال قبل وفاته بأيام: "أفهم لعبة الفوازير وأعرف عيوبها ومحاسنها"، وهذا دليل على مدى تمكنه من موهبته وأدواته. 
رحل فهمي عبد الحميد عن دنيانا عام 1990 أثناء تصوير حلقات جديدة من "ألف ليلة وليلة" مع الفنانة رغدة، ومنى عبدالغني، ومدحت صالح.