فى ذكرى ميلاده.. منافسة ساخنة بين عبد الله غيث وأنطونى كوين

على خشبة "المسرح القومي" قدم أرقى المسرحيات وأصعب الأدوار، بنبرة صوت مميزة وملامح شرقية أصيلة.. قدم العديد من العروض الشعرية المترجمة، حقق قاعدة جماهيرية عريضة، حتى صار الممثل العالمي أنطوني كوين واحد من المعجبين بموهبته، فقال عنه: "لو سافر إلى أوروبا لكان له شأن آخر مع التمثيل".. إنه الفنان الراحل "عبد الله غيث"، ابن محافظة الشرقية، ولد في ٢٨ يناير ١٩٣٠، والده درس الطب بلندن لكنه لم يمارسه، وأخوه هو الفنان الراحل حمدي غيث، يصادف اليوم ذكرى ميلاده، وبتلك المناسبة سوف نسلط الضوء على المبارزة التمثيلية التي دارت بينه وبين الفنان العالمي أنطوني كوين، الذي أشاد الأخير بأدائه في نهاية المباراة، وكيف تنبأ بنهايته في مسلسل ذئاب الجبل:
في عام 1976 اختاره المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد للمشاركة في بطولة فيلم "الرسالة"، ويحكى الفنان الراحل "عبد الله غيث" عن ملابسات ترشيحه لتجسيد شخصية حمزة بن عبدالمطلب عم الرسول صلي الله عليه وسلم، في إحدى لقاءاته التلفزيونية قائلا: "في إحدى الأيام وجدت اتصال تليفوني من أحد المنتجين ينبأني بترشيحي من قبل مخرج عربي أمريكي، لتجسيد دور محوري بفيلم عن الإسلام.. فلم أهتم في بادئ الأمر نظرا لكثرة التجارب التي عرضت قبل ذلك في ذاك الإطار من إيطاليين وانجليز لكن بدون تكملة".
وتابع "عبد الله غيث" كلامه مسترسلا: "بعدما قابلت المخرج طلب مني صورة بزي العصر الجاهلي ليرسلها للإنتاج لأنهم المسؤولين عن تثبيت الترشيح من تبديله، وكان وقتها أنطوني كوين مرشح لأداء دور أبو سفيان الذي جسده فيما بعد أخي حمدي غيث، لكنه اختار أن يجسد دور حمزة عم الرسول، وكان الفيلم وقتها اسمه محمد رسول الله قبل تغيير اسمه للرسالة".
وهنا وقف متنهدا ليكمل حديثه عن شعوره وقتما تلقى خبر إسناد دور حمزة له في النسخة العربية، وإسناد دور حمزة للممثل أنطوني كوين في النسخة الإنجليزية، وهنا عبد الله قال: "أخذت نفس عميق وشعرت برهبة ورعشة تملكت سائر جسدي".
الطريف في الأمر أن النجم العالمي أنطوني كوين قبل تجسيده شخصية حمزة بن عبدالمطلب طلب مشاهدة أداء عبدالله غيث قبل بدء التصوير.
وعن ذلك الموقف حكى عبد الله قائلا: " يوم التصوير فاجئني أنطوني بأنه يريد أن أؤدي المشهد أمامه أولا، لأنه لم يعجبه توجيه الممثلين الأجانب الذي هو أشبه بتجسيدهم رواية لشكسبير، وهو كان يريد أن يظهر عربي ١٠٠٪".
وكانت المفاجأة.. فبعدما كان عبد الله منتظرا أن يقلد انطوني، انقلبت الآية وصار أنطوني هو من ينتظر ليقلد عبد الله، فزاد خوف عبد الله أكثر، ولكي يتغلب على تلك الرهبة قال: "قريت الفاتحة ١٠٠مرة.. وذكرت في نفسي ديني الإسلام، وتاريخ سيدنا محمد أنا به أولى، وهكذا حمزة، فمما أخشى!.. فجسدت في المشهد التي كانت تأكل فيه الحشرة وثيقة قريش".
وتابع: "فوجدت كل من كان حاضر المشهد هلل، ووجدت مشاعر الخوف التي كانت عندي انتقلت لعيون انطوني، وصار من بعد ذلك المشهد يناديني "سير عبدالله غيث"، وقال في إحدى المؤتمرات الصحفية التي كانت بعد عرض الفيلم الحمد لله إن عبد الله غيث "مبيعرفش يمثل انجليزي وإلا كان هيبقى خطر علينا في السينما العالمية".

 

ويذكر أن "عبد الله غيث" هو من تنبأ بوفاته بسبب تشاؤمه من دوره بمسلسل ذئاب الجبل، والذي كان مرشحا له الراحل "صلاح قابيل"، فلما توفى أسندوه لعبد الله غيث، فرفضه في البداية كما ذكر ابن شقيقه رمزي غيث، وقال لهم: "عايزين تموتني".. وبالفعل تحققت نبوءته، ومات أثناء تصويره للمسلسل.