ما الذى قاله نجيب الريحانى فى رثاء نفسه؟

هو فنان عبقرى، طريقة سخريته كانت سابقة لزمانه، تنهمر منه الحكم بأسلوب خفيف الظل، شخصيته الطبيعية تشبه تلك الشخصيات التى قدمها فى السينما والمسرح، هو الفنان الكوميديان "نجيب الريحاني"، اشتهر بسخريته من كل شئ حتى من نفسه، يصادف اليوم ذكرى ميلاده، وعلى النسق الذي كان يتعامل فيه "الريحاني" مع الحياة، اخترنا تلك الكلمات التى رثى بها نفسه في حالة الوفاة، كما اعتدنا منه في الأفلام، فكان لديه القدرة أن يجمع شطري الحياة من بهجة وحزن في مشهد واحد.. وإليكم مناسبة تلك الرثاء:
فكما ذكرنا أن "الريحاني" اشتهر بالعديد من المواقف الطريفة وإلقاء النكات، حتى أنه كان يضحك على موته ويتندر على نفسه، ولعل هذا ما جرأ أحد الصحفيين عام 1949 لسؤاله بسؤال غريب غير معتاد فسأله: لو أتيح لك أن تكتب النعى بنفسك.. فماذا تقول؟ 
فأجاب الريحانى قائلا: "مات شخصى وكان يجب أن يموت، مات كشكش بيه بعد أن ترك تراثاً من المسرحيات الخالدة، مات الريحانى فلم يترك إلا ثروة من التريقة والقفش ، مات من كانت حياته كلها للسهر والعربدة والتضحية من أجل الغير".
وتابع الريحانى فى رثاء نفسه قائلا: "مات نجيب بعد أن كان لا يعجبه العجب ولا الصيام فى رجب، مات بعد أن شكا منه طوب الأرض، وطوب السماء إذا كان لها طوب، كان صريحاً فى زمن ساده النفاق، وكان بحبوحاً فى زمن طغت عليه القريفة، مات الريحانى ففى ستين سلامة".
و المصادفة تكمن في أن تلك الكلمات قالها قبل وفاته بخمسة عشر يوما. 
رحل "نجيب الريحاني" في عمر الستين، بعد تدهور حالته بسبب مرض التيفود، والذي أثر على رئتيه وقلبه؛ ليلفظ أنفاسه الأخيرة فى المستشفى اليوناني بالعباسية، وكان أخر أفلامه فيلم «غزل البنات»، الذى عرض بعد وفاته واضطر" أنور وجدى" أن يغير نهاية الفيلم بعد وفاة "الريحاني" .
وشكلت وفاته صدمة للكثيرين وخاصة عندما عُلم أنه بسبب خطأ طبي واشترك الآلاف في تشييع جنازته، ورثاه الملك "فاروق الأول" وعميد الأدب العربي الدكتور "طٰه حسين" .