أحمد الهواري يكتب.. عندما تكون "عمرو دياب"

عندما تبحث في تاريخ مصر - القديم أو الحديث - عن أشخاص ناجحين وعلامات في مجالهم ستجد كثيرين، ولكن إذا قررت البحث عن من إستمر في نجاحه لمدة طويلة ولم يتزحزح عن القمة لن تجد في كل المجالات سوي عمرو دياب، لا تندهش عزيزي القارئ وراجع ما أقول وإبحث كما شئت إذا إتفقنا أن عمرو دياب نجم منذ ألبوم "ميال" عام ٨٨ إلا أنه إعتلي عرش الغناء في مصر منذ ألبوم "عودوني" ٩٨ وحتي الآن لم ينزل من فوق هذا العرش أو حتي يجد من يزاحمه فيه، هو الأكثر جماهيرية والأعلي سعرًا والأكثر توزيعًا وسط الجميع، وهي الطفرة التي لم يحققها سواه في أي مجال في تاريخ مصر "أن تظل رقم واحد" لمدة ثلاثون عاما متواصلة.

أنا لا أجامل عمرو دياب وهو لا يحتاج من يجاملة ولكن تلك السطور لمن يحاول أن ينسي أو يتناسي معني النجاح والإستمرار فيه ويفرح بنجاح زائف مدفوع مقدمًا، عمرو دياب كان الأول قبل إختراع الفيس بوك والتوتيتر وقبل أن تكون "المشاهدات" مزيفة أو يكون "التريند" مدفوع، عمرو دياب كان هو مصدر "الموضة" في مصر سواء بقصة شعره أو بملابسه ولك أن تتذكر بلوفر "تملي معاك" الذي كان الزي الرسمي للشباب المصري عام 2000.

عمرو دياب أو "الهضبة" كما أطلق عليه جمهوره إستطاع تحقيق معادلة يصعب تحقيقها وهي وصوله لجميع طبقات وشرائح المجتمع علي حد سواء، فهو المطرب الوحيد الذي ستسمع أغنياته في "التوكتوك" وفي أفخم أنواع السيارات في نفس الوقت.

عمرو دياب الوحيد في الوطن العربي الذي ظل نجم "الشباب" لأكثر من 30 عامًا متصلة، وهذا هو التحدي الأكبر في مشوار الهضبة، وحتي تعرف قيمة هذا التحدي لك أن تتخيل أن الأب والابن والحفيد من جمهور عمرو دياب ومستمعيه يقبلون علي حضور حفلاته وهو مالم يحدث مع أساطير في الغناء توقف جمهورهم عند سن معين.

عمرو دياب هو المثال الحي للنجاح والذكاء ومثل أعلي لكل من يتمني النجاح في أي مجال فهو الشاب المكافح الذي جاء من بورسعيد لا يملك سوي موهبة وذكاء وإصرار جعلت منه أسطورة من أساطير الغناء بشكل خاص والنجاح والعصامية بشكل عام، تتعلم منه أن النجاح بالعمل وليس بالـ"الشوشرة والبروباجندا".